الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المسؤولية الوطنية في حادثة تسرب الغاز
التعامل والتفاعل الوطني، المهني والإعلامي، والأمني والتعليمي والصحي، من الدولة وأجهزتها، مع حادثة التسرب في أحد خزانات النفط التابعة لشركة بابكو للتكرير، هو تعامل وتفاعل رفيع في فن إدارة الأزمة.
فمنذ لحظة الحادثة، وشكاوى المواطنين، عملت الجهات المعنية بالدولة بكل مسؤولية واهتمام بالغ، بكل وضوح وشفافية وسرعة، وتجلى ذلك من خلال الإعلان الرسمي بتاريخ الأربعاء 17 أبريل عن وجود انبعاثات تشغيلية طبيعية، وفي يوم الخميس 18 أبريل تم إعلان السيطرة على تسرب حدث في أحد خزانات النفط التابعة لشركة بابكو للتكرير، وطوال تلك الفترة كانت الجهود مضاعفة وكبيرة، وفي يوم الأحد 21 أبريل تم إعلان التعامل مع التسرب الناجم في مراحله الأخيرة، وأن الروائح المنبعثة قد تستمر عدة أيام، كما تم الإعلان في اليوم ذاته عن الانتقال المؤقت إلى نظام التعلم عن بعد في منطقة سترة والمناطق القريبة منها.
كما عقدت اللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ المدنية اجتماعا طارئا، تم التأكيد فيه أن العمل جار من قبل الجهات المعنية لمواجهة مشكلة رائحة الغاز المنتشرة في بعض مناطق المملكة، بالتنسيق بين شركة بابكو والجهات الأخرى، وتم وضع السيناريوهات المختلفة لحصر المخاطر المتعلقة بها، وتنفيذ خطط الوقاية والاستجابة، لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى نشر الإرشادات التوعوية الخاصة بالتعامل مع هذا النوع من الحوادث وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا الخصوص.
كما تعامل المجلس الأعلى للبيئة مع شكاوى المواطنين حول انتشار الروائح، بكل شفافية ومهنية، وكذلك أصدرت شركة بابكو للتكرير بيانا توضيحيا تم التأكيد فيه على سير عملية التعامل مع التسرب الحاصل، وضرورة استقاء المعلومات الدقيقة من مصادرها الرسمية، من خلال البيانات التي يصدرها المجلس أو الجهات الرسمية المعنية، وذلك لتبديد القلق تجاه ما يتخذ من إجراءات في سبيل الحفاظ على السلامة العامة.
وبالأمس تابع مجلس الوزراء الإجراءات التي تم اتخاذها، كما تم عقد اجتماع مشترك بين الحكومة ومجلسي الشورى والنواب، للاطلاع على المستجدات والتطورات، وآلية التعامل مع الآثار والتداعيات، والسيطرة على الوضع، وضمان أمن وسلامة الجميع.
نحن أمام منهجية وطنية، رفيعة المستوى، في فن إدارة الأزمة «الحادثة»، وكلنا ثقة بفريق البحرين الذي سطر أروع صور النجاح في جائحة كورونا (كوفيد 19)، بأن يسطر قصة نجاح جديدة ونموذجية، وكل ما نأمله من المواطنين والمنصات الإعلامية وقروبات «الواتساب»، تحمل المسؤولية الوطنية، في عدم بث الأخبار وتناقل المعلومات غير الرسمية وغير الدقيقة، ونشر الهلع والفزع بين الناس، لأن ذلك يشكل عائقا أمام الجهود الرسمية، التي تسعى جاهدة إلى معالجة الوضع، وحماية الأرواح والممتلكات.
بلادنا تضع حماية المواطن والمقيم في قمة أولوياتها دائما، وكل الإجراءات التي اتخذتها في كل الظروف والأزمات تثبت ذلك، وحاليا تقوم بتعزيز هذه الأولوية عبر المنهجية الرفيعة، السريعة والشفافة، من أجل حماية المواطن والمقيم، وضمان أمن وسلامة الجميع.
حادثة وتنتهي.. وأزمة وتزول.. ويبقى فقط الدرس الأهم وهو التعاون المجتمعي مع جهود الدولة، ونشر الاطمئنان والتواصل مع الجهات المختصة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك