اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الترغيب والترهيب
من العادات الجميلة المنتشرة في تركيا بحسب ما تم تداوله مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي والتي توقفت عندها كثيرا أنهم إذا دخلوا المسجد ورأوا حذاء صغيرا على بابه، فإنهم يضعون فيه نقودا، فإذا خرج الطفل صاحب الحذاء ليرتديه يجد النقود ويفرح بها، وبذلك يتم تشجيعه على أن يداوم على الصلاة، كما يزيد قلبه تعلقا بالمسجد.
الفكرة أعجبتني، لأنها ببساطة تعوّد وتكرس نظرية الترغيب وليس الترهيب، والتي ما أحوجنا إليها في هذا الزمان، وهو ما لخصه الداعية السوري المعاصر د. محمد راتب النابلسي حين قال:
«الدعوة إلى الله.. الإحسان قبل البيان.. الترغيب قبل الترهيب»!
ليبقى السؤال المهم مطروحا:
ماذا لو كان الخطاب الموجه إلى الجيل الجديد الغالب عليه هو العقاب والوعيد؟ وماذا نتوقع منه إن تعرض دائما للتهديد والترهيب سواء في البيوت أو المؤسسات التعليمية أو المجتمعية بشكل عام؟!
يقول الله سبحانه وتعالى: (إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم)!
إنه كلام صريح وواضح لانتهاج أسلوب الثواب والعقاب، والذي يعد من أنجع الطرق لتحفيز السلوكيات المرغوبة، بمعنى آخر لابد من المحافظة على التوازن لإعلاء مبدأ الإنسانية في التعامل، فلا عقاب مفرط، ولا ثواب مفرط، إنه الاعتدال والوسطية يا سادة، هذا هو ما أوصانا به ديننا الحنيف.
إن الترغيب والترهيب يعتبران من أهم الأساليب التي تضمنتها الآية الكريمة، وهما طريقتان ناجعتان للتربية وإصلاح النفس، على اعتبار أن الترغيب منهج للحث والتحفيز، وأن الترهيب منهج للتخويف والخشية.
مؤخرا وفي نفس هذا الإطار أكد الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم أن الوزارة تضع ضمن قمة أولوياتها العناية باللغة العربية، وتدريسها للطلبة بشكل فاعل، وتحبيبهم فيها عبر مختلف الوسائل التعليمية، مشيرا إلى أنه من منطلق الحرص على تعزيز إتقان هذه اللغة لدى الطلبة وخصوصا في المراحل الدراسية الأولى فقد خصصت الوزارة حصصا أسبوعية لتعليم وتلاوة القرآن الكريم لطلبة الحلقة الأولى باعتبار ذلك أفضل السبل لتعزيز المهارات في هذا الشأن.
وأضاف الوزير أن الوزارة تحتفي مع العالم باللغة العربية في اليوم المخصص لها من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 18 ديسمبر من كل عام، مشيرا إلى أن شعار هذا العام اختير تحت عنوان «العربية لغة الشعر والفنون» في دليل واضح على الإرث والمخزون الثقافي الذي قدمته اللغة العربية للأدب العالمي.التحبيب والترغيب والتزيين والتشجيع والحث والحض وغيرها من المترادفات هي أفضل لغة للتخاطب مع الجيل الجديد في هذا العصر، سواء على صعيد الدين أو العمل أو الدراسة أو التربية أو التعامل مع الآخر، وذلك من أجل صناعة جيل من الأسوياء والأصحاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك