الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جلالة الملك المعظم.. ودلالات الزيارة
جاءت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ولقاؤه أخاه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وكذلك زيارة جمهورية مصر العربية الشقيقة، ولقاؤه أخاه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتحمل معها دلالات عديدة ورؤية جديدة، وتحركات فاعلة لنتائج مثمرة.
وقد تشرفت مساء أمس باستضافتي في مركز الأخبار بتلفزيون البحرين مع الإعلامي الزميل «بسام بدوي»، وبمشاركة الأستاذ سيد زهره مدير تحرير «أخبار الخليج»، والسيد عادل العسومي رئيس البرلمان العربي، والإعلامي القدير «السيد البابلي»، للحديث عن الزيارة الملكية السامية ودلالاتها وغايتها، وتزامنها مع قرب انعقاد القمة العربية بالمنامة مايو المقبل، في ظل الظروف والمستجدات التي تشهدها المنطقة.
إن النهج الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم في تعزيز العمل العربي المشترك، ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية والمركزية العربية الأولى، كانا من أبرز المواضيع التي جاءت ضمن أولويات الزيارات الكريمة.
كما أن جلالة الملك المعظم وضع مقومات النجاح للقمة العربية المقبلة، من خلال التواصل المباشر وجلسات المباحثات، وصولا إلى رؤية موحدة تجاه القضايا المصيرية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعم جهود السلام العادل والشامل، وتقوية البيت العربي الواحد، وتحقيق التطلعات الشعبية، وضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة في المنطقة.
إن حرص جلالة الملك المعظم على القيام بالزيارات وعقد اللقاءات مع جلالة الملك الأردني وفخامة الرئيس المصري، في هذا التوقيت الحاسم ونتائج المباحثات، أكد رؤية لمسار جديد يحقق السلام والتنمية للجميع، كما أن قصص النجاح للشراكة الاستراتيجية بين المنامة وعمّان والقاهرة ركيزة أساسية ورئيسية في تعزيز التعاون المشترك، مع تحقيق التطلعات، وضمان نجاح "قمة المنامة" تحقيقا للتضامن العربي والسلام والأمن الدوليين.
ولا شك أن المؤتمر الصحفي الذي عقده جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس المصري عبر عن التكامل السياسي وانسجام اللغة الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، حيال التطورات الحاصلة والوضع الراهن في المنطقة، والرؤية المشتركة للمسار الجديد المنشود.
فالوضع القائم في فلسطين غير قابل للاستمرار ولا التكرار، ودعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة ومستقبلها، ووقف اتساع دائرة الصراع، والتحذير من العنف والعنف المضاد، وإعلاء الحلول السياسية الدبلوماسية والجهود السلمية والإنسانية، وضرورة العمل الجماعي للسلام كي تنال الأجيال القادمة حقها من العيش الكريم والآمن.
وكانت لفتة حضارية وإشارة حكيمة ذات دلالات تاريخية عميقة، حينما أكد جلالة الملك المعظم المكانة الرفيعة لمصر والمذكورة في القرآن الكريم، والاهتمام التاريخي بجهود السلام منذ عهد رمسيس، كدلالة وثيقة على جهود مصر ومكانتها وحضارتها، بجانب مكانتها المهمة كرصيد استراتيجي حاسم لأمن الخليج العربي.
إن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتأكيد ثوابتها الوطنية ومبادئ ميثاق العمل الوطني ومواد دستور مملكة البحرين، تؤكد على الدوام دعم تعزيز العمل العربي بشكل واقعي ومستدام، ويحق لنا أن نعتز ونفتخر بهذه المواقف المشرفة الثابتة، ونتفاءل كثيرا بنجاح قمة المنامة القادمة بإذن الله تعالى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك