الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
ملاحظات صريحة عن الأمطار
ثمة ملاحظات محلية -إيجابية وسلبية- فيما هطل من أمطار، وما حصل من تغيرات جوية واجهتها البلاد، تستوجب المزيد من الاهتمام والاستفادة، للتقليل من الآثار والتداعيات.
بداية.. نحمد الله تعالى على ما حصل وما جرى، فالمطر خير للأرض والإنسان، ورحمة للعالمين، وما واجهناه وشاهدناه، كانت الأضرار البشرية فيه لا تذكر ولله الحمد، والأضرار المادية - وخاصة في الشوارع والفرجان وداخل البيوت- بسيطة نسبيا، مقارنة بما وقع في بلاد أخرى.
جهود اللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ المدنية، كانت واضحة واستباقية.. وحضور وزيري الأشغال والبلديات في الميدان حتى اليوم التالي مع فرق العمل، أمر يبعث على الفخر والاعتزاز، ويستلزم الشكر والتقدير.. من زمان ما شفنا مسؤولين يتواجدون في الميدان، ويواصلون العمل في تلك الأجواء.
وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها، بذلت قصارى جهدها في التعامل مع الظروف الجوية، وحضورها الميداني كان عاملا إيجابيا في ترسيخ الأمن والطمأنينة، والصور واللقطات والمشاهدات تكشف جاهزية الأمن في البلاد، وكذلك هو الجهاز الإعلامي الرسمي والصحافة الوطنية وعدد من المواقع الالكترونية كان دورها إيجابيا.
في المقابل، فإن تأخر إعلان تعطل الدراسة كان أمرا مربكا للمجتمع.. كان من المفترض الإعلان قبل ذلك، وخاصة أن معظم أولياء الأمور وبعض المدارس الخاصة قرروا منع أبنائهم من الحضور للمدارس والجامعات.. في مثل هذه الأحوال والظروف الاستثنائية، يجب أن يكون القرار الرسمي لدى جهات أعلى ولجنة وطنية، وليس لوزارة واحدة، لأن الحالة مجتمعية عامة وطارئة وضرورية.
الأمر الآخر، ويتعلق بالعمل التطوعي، فقد رأينا مبادرة الشباب البحريني الذين تطوعوا في مساعدة الناس في المناطق السكنية، وتسهيل الحركة المرورية، ومساعدة السيارات المتعطلة وانتشالها من المياه.. وهنا يأتي السؤال: أين المنصة الوطنية للعمل التطوعي؟ كانت فرصة ذهبية وسانحة لتفعيل دور برنامج التطوع لخدمة الدفاع المدني الذي سجله فيه أكثر من 30 ألف مواطن.. أليس من الغريب أن يكون في موقع المنصة الوطنية إعلان التطوع للمشاركة في دورة الألعاب المدرسية الدولية التي ستقام في أكتوبر القادم ولا يوجد إعلان للتطوع المدني لما حصل من أمطار؟
تسرب مياه الأمطار داخل بعض المستشفيات والمجمعات والمدارس، كما تداولها الناس عبر مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي، كشفت ثمة قصور في الاحتياطات والجاهزية المطلوبة.. هذه مواقع حيوية لا بد أن يكون فيها الاستعداد مضاعفا، ولا مجال للتقليل منها والتبسيط فيها. نظام العمل عن بُعد.. كان غائبا في جميع مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص.. الكثير من الموظفين والموظفات ذهبوا للأعمال وفي بيوتهم أمور بحاجة إلى التصليح والمتابعة والصيانة..! فلماذا لم نخطط لذلك، ونُفعّل نظام العمل عن بُعد، إن لم يصدر قرار تعطيل العمل مؤقتا في مثل هذه الظروف الاستثنائية؟ دول خليجية كثيرة أخذت بذلك.
بعض المشاريع الإسكانية والإنشائية، ونفق بوري وبوابة مدينة عيسى ووادي السيل والبحير وشارع الفاتح وغيرها، وحجم التأثر والأضرار، تؤكد أننا بحاجة إلى مزيد من الخطط والتجهيزات المناسبة.. فتكرار المشكلة ذاتها يشير إلى أن الحلول الموجودة ليست مستدامة ولا فاعلة.
الملاحظات كثيرة وعديدة.. إيجابية وسلبية.. وحفظ الله البلاد والعباد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك