تحت ستار تغير المناخ، يسير المنتدى الاقتصادي العالمي وبعض الأعضاء المليارديرات نحو إعادة ضبط سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية وتحويله من نظام غذائي يعتمد على اللحوم إلى الحشرات واللحوم المزيفة المصنعة والأطعمة النباتية. انظر إلى أشخاص مثل بيل جيتس يستولون على الأراضي الزراعية في أمريكا، واقرأ ما تقوله مؤسساته عن الزراعة «سيكون لدينا نوع معين من الزراعة» ويطالبون بأن «على الدول الغنية أن تأكل فقط لحوم البقر الاصطناعية المصنعة في المختبرات». هذا يعني أنه لن يكون لدينا بروتينات ذات أساس حيواني، أو لن يكون لدينا حظائر للماشية، أو مزارع للديك الرومي، أو الدجاج».
ومن جهة أخرى ننظر إلى إعلان نائبة رئيسة «صندوق بيزوس للأرض»، لورين سانشيز (خطيبة الملياردير جيف بيزوس مؤسس أمازون) مؤخراً في مؤتمر «آسبن آيدياز: الحدث المناخي» الذي استمر عدة أيام في مركز ميامي بيتش للمؤتمرات، بأن الصندوق سيستثمر عشرات الملايين من الدولارات في تطوير العلوم والتكنولوجيا المحيطة بـ«البروتينات البديلة». وقالت سانشيز إن استثمارًا بقيمة 60 مليون دولار سيُنشئ مراكز بيزوس «للبروتين المستدام» كجزء من مبادرة «صندوق بيزوس للأرض» بقيمة مليار دولار لتحويل سلسلة الإمدادات الغذائية.
يمتلك العقل الأكاديمي دائمًا الإجابات، لكنه ليس عمليًا أبدًا في العالم الحقيقي، وفي أغلب الأحيان يسبب الكثير من الضرر. في كل مكان تنظر إليه، تجد شركات المزارع العملاقة مستحوذة على المزارع الصغيرة والمتوسطة الحجم لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار، ولم تعد قادرة على الامتثال لهذه السلالات التي لا نهاية لها من اللوائح التي ستنزلها.
نحن نرى الآن في الصين أن هذه المزارع الضخمة التي تسيطر عليها الشركات الآلية العملاقة تحل محل عوائل المزارعين الصغار الذين كانوا يزرعون منذ مئات السنين، وفي بعض الحالات لفترة أطول. إنهم يبعدونهم من هذه الأراضي الزراعية الصغيرة، وينقلونهم إلى هذه المدن الذكية الضخمة المروعة التي بنوها، وسنرى ذلك في جميع أنحاء العالم إذا استمروا في تدمير المزارع الصغيرة.
إذا لم يفلس المزارعون بسبب القوى الاقتصادية، فإن السلطات نفسها ستغلقه. يبدو أن كل شيء في جميع أنحاء العالم ينهار، وهناك نقص في الغذاء، والعديد من الناس ليس لديهم ما يكفي من المال لتناول الطعام كل يوم. إن استمرار احتجاجات المزارعين في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم يدل على أن هناك أجندة يتم تنفيذها على المستوى العالمي ويتم دفعها من خلال المسؤولين في البلدان المعنية.
وهذه هي على وجه التحديد الطريقة التي تمكن بها أنصار العولمة من السيطرة على البرلمانات الوطنية والسلطات المحلية من خلال إعداد قادة الغد العالميين. وهذا ما قاله كلاوس شواب في إحدى مقابلاته فيما يتعلق بالحوكمة مع قادة الغد العالميين: «هناك فكرة لدمج القادة الشباب، وهي جزء من توجه المنتدى الاقتصادي العالمي منذ سنوات عديدة. ويجب أن أقول عندما أذكر أسماء مثل السيدة ميركل، وحتى فلاديمير بوتين، وما إلى ذلك. لقد كانوا جميعاً قادة شباباً للمنتدى الاقتصادي العالمي. لكن ما نحن مستعدون للفخر به الآن كجيل شاب، مثل رئيس الوزراء ترودو ورئيس الأرجنتين وما إلى ذلك، لذلك نحن نخترق «المجالس الوزارية»، لذلك كنت بالأمس في حفل استقبال رئيس الوزراء ترودو وأعرف أن نصف مجلسه الوزاري أو أكثر من نصف هؤلاء هم في الواقع قادة شباب للمنتدى الاقتصادي العالمي». أترك التعليقات لكم.
قال جون كيري في اجتماع المناخ السنوي لعام 2023 في المنتدى الاقتصادي العالمي: »20 دولة تعادل 80% من جميع الانبعاثات، يمكنك حل المشكلة في البداية من خلال التأكد من أن جميع تلك البلدان العشرين تفعل ما يتعين عليها القيام به، وعلينا أن نسحبهم إلى الحد الأقصى من الطاولة وتحقيق المزيد من هذا التأثير، فكيف نصل إلى هناك؟ لذا فإن أقل ما تعلمته في العام الماضي هو المال المال المال». إنهم يتبعون نصاً محدداً حيث يفكرون بالفعل في مستقبل نظام شمولي بيروقراطي عالمي للحكم بأنظمة ولوائح وتشريعات ذات قواعد معينة تستهدف المزارعين من خلال تنفيذ هذه السياسات في جميع هذه البلدان.
تتضمن بعض آراء المزارعين المستهدفين حول العالم تعليقات مثل: 1) ارتفاع كلفة العمليات الزراعية وعبر البلدان الأخرى سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. 2) ليست هناك حاجة لحدوث ذلك، فالناس سيتضررون، وليس فقط المزارعون الذين يحاولون كسب لقمة العيش. المزارعون هم أساس الإمدادات الغذائية التي ستوفر الأمن للدول في جميع أنحاء العالم. 3) لا أعتقد أنهم يفهمون إذا عبثوا بإمدادات الغذاء، فسيكون هناك أناس يعانون من الجوع في جميع أنحاء العالم. 4) نحن نمرُّ بفترة نقص كبير للغاية في الغذاء ونتوقع أن نشهد زيادة هائلة في أسعار المواد الغذائية في العام المقبل (لا شك في ذلك).
الهدف النهائي لاحتجاجات المزارعين التي نشهدها حول العالم وبالأخص في أوروبا يسترشد في كل خطوة بأجندة أهداف التنمية المستدامة 2030 والتي ستكون التوحيد الكامل للزراعة والتوحيد الكامل للإمدادات الغذائية. لدينا الآن 8 مليارات شخص على هذا الكوكب، فهل سيكون ذلك مستدامًا إذا سمحوا بمواصلة ميكنة الزراعة وتعديلها وراثيا؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك