بيروت – الوكالات: أفاد وزير الداخلية اللبناني ومصدران قضائي وأمني أن المعطيات الأولية المتوافرة لدى السلطات تظهر أن الموساد الإسرائيلي يقف خلف مقتل محمّد سرور، الذي تتهمه واشنطن منذ سنوات بتسهيل نقل أموال من إيران إلى حركة حماس.
وعُثر على سرور (57 عاماً) الثلاثاء الماضي مقتولًا برصاصات عدة داخل شقة في بلدة بيت مري المطلة على بيروت، بعد فقدان عائلته الاتصال به منذ الثالث من الشهر الحالي. وكان بحوزته مبلغ مالي لم يسرقه منفذو الجريمة.
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، خلال مقابلة مع قناة الجديد المحلية ليل الأحد، إن الجريمة «وفق المعطيات المتوافرة قد نفّذتها أجهزة مخابرات».
ورداً على سؤال عما إذا كان الموساد، أجاب مولوي «نعم، المعطيات حتى الساعة تشير الى هذا الأمر».
وأكد مصدر قضائيّ لبناني لوكالة فرانس برس أمس أن «المعطيات كافة تفيد بأن الموساد الاسرائيلي يقف وراء جريمة قتل» سرور، موضحاً أنّ «التحقيق ما زال في بداياته، ويعمل على جمع الخيوط خصوصاً من داتا الاتصالات».
وكان سرور، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني الأسبوع الماضي، يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في أغسطس 2019 عقوبات على أربعة أفراد بينهم سرور. وقالت إنه كان «مسؤولًا عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنويا من فيلق القدس (الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني) إلى كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس.
وأشارت حينها الى أنه «كان بحلول العام 2014 مسؤولًا عن كل التحويلات المالية» بين الطرفين ولديه «تاريخ طويل من العمل» لدى مؤسسة مالية تعمل لحساب حزب الله.
ورجّح مصدر أمني لبناني بارز لفرانس برس أمس «استعانة الموسّاد بعملاء لبنانيين وسوريين لاستدراج سرور إلى فيلا في بيت مري» حيث تم «تعذيبه وقتله».
واستخدم المتورطون، وفق المصدر نفسه، «مسدسات مع كواتم للصوت»، وعمدوا إثر تنفيذ الجريمة إلى «مسح البصمات».
وطالبت عائلة سرور الأسبوع الماضي الأجهزة الأمنية اللبنانية بـ «كشف الحقيقة»، محذّرة من «التعاطي مع الجريمة كحادثة عابرة».
ومطلع مارس 2024، زار نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية جيسي بيكر بيروت حيث حضّ مسؤولين سياسيين وماليين لبنانيين على منع تحويل الأموال إلى حماس انطلاقًا من لبنان، حسبما أوردت تقارير صحفية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك