العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تصاعد العنف في مدينة الفاشر بدارفور يزيد القلق الدولي على مصيرها

الاثنين ١٥ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بورتسودان‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يتصاعد‭ ‬القلق‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬مصير‭ ‬الفاشر‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬وتيرة‭ ‬العنف‭ ‬عشية‭ ‬دخول‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬عامها‭ ‬الثاني،‭ ‬وخشية‭ ‬اندلاع‭ ‬معارك‭ ‬عنيفة‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مركزا‭ ‬رئيسيا‭ ‬لتوزيع‭ ‬الإغاثة‭ ‬والمساعدات‭. ‬

وبعد‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬امتدت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬لتُدوّن‭ ‬فصلا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬أهوال‭ ‬الحرب‭ ‬مثل‭ ‬النزوح‭ ‬الجماعي‭ ‬والعنف‭ ‬الجنسي‭ ‬وعمليات‭ ‬القتل‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬عرقية‭. ‬

وتسيطر‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬دقلو‭ ‬المعروف‭ ‬بـ«حميدتي‮»‬‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬الولايات‭ ‬الخمس‭ ‬المشكِّلة‭ ‬للإقليم،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الفاشر‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬مجموعات‭ ‬مسلحة‭ ‬متمردة،‭ ‬لكنها‭ ‬تعهدت‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الحرب،‭ ‬مما‭ ‬جنبها‭ ‬حتى‭ ‬الأمس‭ ‬القريب‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬القتال‭. ‬

ويوم‭ ‬السبت،‭ ‬‮«‬اندلعت‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬مدينة‭ ‬الفاشر‮»‬‭ ‬بين‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬والحركات‭ ‬المسلحة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬آدم‭ ‬أحد‭ ‬الحقوقيين‭ ‬السودانيين‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬طالبا‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬الأول‭ ‬فقط‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اتهمت‭ ‬لجان‭ ‬المقاومة‭ ‬بالفاشر،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعات‭ ‬تطوعية‭ ‬غير‭ ‬رسمية،‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بـ«إحراق‭ ‬ست‭ ‬قرى‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المدينة‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أعلنت‭ ‬منسقية‭ ‬النازحين‭ ‬بدارفور‭ ‬أن‭ ‬الاشتباكات‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مقتل‭ ‬عشرة‭ ‬مدنيين‭ ‬وجرح‭ ‬28‮»‬‭. ‬وأعرب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬السبت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قلقه‭ ‬العميق‮»‬‭ ‬إزاء‭ ‬تقارير‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬هجوم‭ ‬وشيك‭ ‬على‭ ‬الفاشر‮»‬‭. ‬ونقل‭ ‬البيان‭ ‬عن‭ ‬غوتيريش‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيكون‭ ‬مدمرا‭ ‬للمدنيين‭ ‬في‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬مركزا‭ ‬إنسانيا‭ ‬أمميا‭ ‬يضمن‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬دارفور‭. ‬

ومع‭ ‬دخول‭ ‬الحرب‭ ‬عامها‭ ‬الثاني،‭ ‬نددت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الخميس‭ ‬بـ«صمت‮»‬‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬المأسوي‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬مبدية‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬تحديد‭ ‬موعد‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬القتال‭. ‬وقالت‭ ‬سفيرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليندا‭ ‬توماس‭ ‬غرينفيلد‭ ‬للصحفيين‭: ‬‮«‬بينما‭ ‬تتجه‭ ‬المجموعات‭ ‬السكانية‭ ‬نحو‭ ‬المجاعة،‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬الكوليرا‭ ‬والحصبة،‭ ‬وبينما‭ ‬يواصل‭ ‬العنف‭ ‬حصد‭ ‬أرواح‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬الضحايا،‭ ‬ظل‭ ‬العالم‭ ‬صامتا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وهذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتغير‮»‬‭. ‬

يعيش‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور،‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تعادل‭ ‬مساحتها‭ ‬مساحة‭ ‬فرنسا،‭ ‬ربع‭ ‬سكان‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانه‭ ‬حوالي‭ ‬48‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭. ‬وأسفرت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬اندلاعها‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص،‭ ‬بينهم‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الجنينة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭ ‬وحدها،‭ ‬وفقا‭ ‬لخبراء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

كما‭ ‬أسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬تشريد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8,5‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ودمرت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبلاد‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬سكانها‭ ‬مهددين‭ ‬بالمجاعة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا