صعّد المستوطنون اعتداءاتهم ضد قرى فلسطينية شمال رام الله منذ فقدان أثر مستوطن الجمعة، وتوسّع نطاقها أمس بعد الإعلان ظهرا عن وفاته.
وحاصر جيش الاحتلال ست قرى هاجمها مئات المستوطنين، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، أحدهم برصاصة في الرأس، وفقا للسلطات ووسائل الإعلام الفلسطينية.
وقال رئيس بلدية المغير أمير أبو عليا في تصريح لوكالة فرانس برس إن «عشرات المستوطنين يهاجمون القرية ويحرقون كل ما يقع تحت أيديهم».
وتصاعدت أعمدة الدخان من المنازل المحترقة والحقول والمباني والآليات الزراعية فوق التلال والوديان، وفق مراسلي فرانس برس.
وأفادت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني بسقوط شهيد واحد على الأقل وعشرات الجرحى، بينهم كثر بالرصاص، منذ الجمعة. وكانت آثار العنف مازالت بادية في المغير أمس السبت.
وكان الدخان مازال يتصاعد من السيارات وعربات الشحن الصغيرة والآليات الزراعية، كما غطت آثار النيران الجدران، وفق مصوّر فرانس برس.
وتفقّد سكان مذهولون ما تبقى من منازلهم التي تحوّلت إلى مجرّد هياكل وفجوات نوافذ مطلّة على السهل.
وعلى جوانب الطرق عشرات المركبات التي أضرمت فيها النار وحواجز للجيش لتفتيش السيارات.
وفقا لرئيس بلدية دوما القريبة من نابلس (وسط)، فإن الضفة الغربية «تعيش حالة حرب حقيقية منذ يوم (الجمعة)».
وفي قريته أضرمت النيران في 15 منزلا و10 مزارع للماشية، وفق ما أبلغ وكالة فرانس برس.
وكان قد فُقد أثر المستوطن بنيامين أشمير بالقرب من المغير صباح الجمعة بينما كان يرعى أغنامه التي عادت بدونه إلى مزرعته في ملاخي هشالوم.
وأطلق الجيش على الفور عملية واسعة النطاق، كما انطلق مئات المستوطنين بحثا عنه. وعُثر على جثة الفتى في مكان قريب ظهر أمس.
تأتي التطوّرات في خضم مواجهات متصاعدة في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر.
في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 استشهد 462 فلسطينيا على الأقل هناك على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، بحسب السلطة الفلسطينية، التي تمارس سيطرة إدارية جزئية على الضفة.
ودعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا البانيزي الجمعة المنظمة الدولية إلى ضرورة توفير حماية للفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية.
وقالت إن «الجيش الإسرائيلي أثبت بشكل واضح أنه لا يريد أو غير قادر على إنجاز هذه المهمة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قوات الأمن الإسرائيلية منخرطة في عملية مكثّفة لمطاردة المنفذين. وحذّر وزير الدفاع يوآف جالانت من أي «أفعال انتقامية».
من جهته، ندّد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بـ«عنف المستوطنين» بوصفها «انتهاكات خطيرة للقانون».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك