أجرى الحوار: فاضل منسي
تصوير: عبدالأمير السلاطنة - رضا جميل
أكد فوزي بن أحمد كانو أن مخرجات التعليم في البحرين تحتاج إلى تطور يتناسب مع متطلبات سوق العمل، اذ إن بعض الشركات الأجنبية والوطنية قد تتحاشى توظيف خريجي المدارس الحكومية بسبب أن بعض خريجيها يعانون من ضعف لغوي في اللغة الأنجليزية ، بينما سوق العمل يحتاج إلى كوادر قادرة على اتقان اللغة الانجليزية نطقاً وكتابة، وطالب بتأهيل الخريجين قبل دخولهم سوق العمل، وتدريبهم وبعد ذلك توظيفهم، مقابل ذلك أشاد بخريجي المدارس الخاصة الذين اعتبرهم قادرين علي اتقان اللغة الإنجليزية ، ولذلك تتجه بعض شركات القطاع الخاص نحو توظيفهم واستقطابهم على عكس خريجي المدارس الحكومية.
وتحدث في حوار خاص مع أخبار الخليج عن أن الشركات العائلية وشركات القطاع الخاص تسهم في توظيف المواطنين، وأن شركة يوسف بن أحمد كانو تتبع سياسة توظيف المواطنين أولاً ورفع نسب البحرنة في شركاتها التابعة سواء بالبحرين أو الخليج، وأن جميع مشاريع الشركات أصبحت تعتمد على الكوادر البحرينية، وفي بعض المراكز التي تتطلب موظفا اجنبيا، تعتمد الشركة سياسة توظيف موظف بحريني يعمل تحت ادارة الموظف الأجنبي، ليتعلم منه ثم يحل مكانه، وذلك لان توظيف المواطن أولوية بالنسبة إلينا لأنه ابن الوطن والأرض وأحق من العمالة الوافدة في التوظيف.
اندماج البنوك
أما بخصوص اندماج البنوك، فأكد فوزي بن أحمد كانو ان البحرين كانت بيئة جاذبة للبنوك والمصارف العالمية خصوصا بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في منتصف السبعينات ومغادرة معظم المصارف العالمية منها، حيث شجعت الحكومة آنذاك العوائل التجارية لافتتاح البنوك، حتى تضاعفت أعداد المؤسسات المصرفية بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، ولكن أصبح من الضروري أن نتجه لتقليص البنوك مع ارتفاع شدة المنافسة، والاندماج يساعد البنوك على المنافسة خليجيا واقليميا برأسمال قوي وصلب كما سيحدث بين بنك البحرين الوطني وبنك البحرين والكويت، ولفت إلى أن الاندماج سيسهم في زيادة حجم رأس المال وزيادة القدرة على النمو والتوسع وتنوع مصادر الودائع والحصول على حصة أكبر من السوق الخليجية.
القطاع العقاري
أكد فوزي بن أحمد كانو أن القطاع العقاري في البحرين يشهد انتعاشا وتحسنا كبيرا مدفوعا بالاصلاحات التي تقوم فيها الجهات المختصة، بالرغم من أن القطاع لا يوازي الارتفاعات التي تحدث في دول الخليج، حيث أن مساحة المملكة لا يسعها منافسة القطاع العقاري في دبي والسعودية، ولكن القطاع في البحرين واعد والجميع يستبشر خيرا، وخصوصا مع استقدام الاستثمارات الأجنبية مؤخرا.
ولفت إلى أن القطاع العقاري في المملكة البحرين يشهد استقراراً و نموا إيجابيا يستمر عاما بعد عام وهو ما يؤكد حيوية ومرونة هذا القطاع الداعم لنمو الاقتصاد الوطني، موضحاً أن الاستثمار العقاري في البحرين ناجح وآمن وخاصة أن المملكة نجحت في تذليل العقبات أمام التطوير العقاري وتسهيل عملية الاستثمار فيه من خلال حزمة من التشريعات والإجراءات التنظيمية للقطاع التي حفزت المستثمرين على إقامة مشروعاتهم في المملكة.
القطاع السياحي
أشار فوزي كانو إلى أن القطاع السياحي في البحرين مازال يعاني من قلة عدد السياح الأجانب، مبيناً أن السياحة الأجنبية في البحرين في الماضي كانت أفضل من اليوم بسبب وجود برامج ومقومات أفضل، وأكد ضرورة عدم الاعتماد على السياحة الخليجية فقط، حيث إن السياحة الخليجية قائمة على فترات الاجازة الأسبوعية كما يأتون لفترات قصيرة خصوصا في المناسبات كالفورمولا وبعض الفعاليات والمهرجانات، وقد تقتصر بعض السياحة الخليجية على أقل من ٢٤ ساعة في البحرين.
وطالب بتسويق للسياحة في البحرين بشكل أكبر، خصوصا أن البحرين تملك مقومات سياحية كبيرة ولكن من المؤسف عدم استغلالها إضافة لغياب استراتيجية واضحة على أرض الواقع لجذب السواح.
وبين أن هيئة السياحة لها إسهامات كبيرة في تطوير القطاع السياحي، لكن نتمنى بذل المزيد من الجهود لتنشيط القطاع السياحي، ومراجعة الرسوم والضرائب التي فرضت على القطاع والتي تضر السياحة والقطاع الفندقي، وأشار إلى الرسوم الفندقية الجديدة التي فرضتها هيئة السياحة حيث اصبح على السائح دفع رسوم تبلغ ٣ دنانير يوميا على كل شخص من أسرته في حال سكنه بأحد الفنادق!
واضاف ان تلك الضرائب لا تعود بالنفع على القطاع السياحي والفندقي، مشيرا إلى ان بعض الدول تستخدم تلك الرسوم لخفض أسعار تذاكر الطيران وإطلاق حملات تسويق سياحية لجذب اكبر عدد ممكن من السياح كما يحدث في تركيا ومصر على سبيل المثال.
وأكد كانو ان الحل الأمثل لتنشيط قطاع السياحة هو تكاتف طيران الخليج وهيئة السياحة والقطاع الفندقي، لجذب اكبر عدد ممكن من السياح من قبل طيران الخليج عبر خفض أسعار تذاكر السفر، وعمل برامج سياحية وترفيهية من قبل هيئة السياحة والقطاع الفندقي.
طيران الخليج
أما بخصوص طيران الخليج، فطالب فوزي كانو بدراسة مسألة أسعار التذاكر في طيران الخليج، موضحا أن أسعار السفر من البحرين إلي السعودية أو الامارات على درجة الأعمال تبلغ ٦٠٠ دينار أو أكثر، ما يجعل الزبائن يفضلون التوجه نحو خيارات أخرى وأقل سعرا وبالأخص شركات الطيران في دول الخليج.
وأكد أهمية أن تضع طيران الخليج خططا لجذب الزبائن من خلال أسعار مناسبة وجاذبة وخدمة متميزة على غرار شركات الطيران الأخرى، بالإضافة إلى اعتماد استراتيجية واضحة للتوسع والنمو وفتح وجهات سفر جديدة وزيادة عدد الطائرات، وذلك للتغلب على مشاكل الشركة المالية والحد من الخسائر.
غرفة التجارة
وأوضح فوزي كانو أن غرفة التجارة بحاجة إلى تفعيل قنوات التواصل مع مؤسسات القطاع الخاص، مطالبا بدور أكبر لغرفة التجارة في التواصل مع الجميع سواء رجال الأعمال أو الأعضاء والأخذ برأيهم في جميع القرارات، وفي حال عدم الاتفاق حول أي قرار يتم التوجه نحو التصويت وبعد ذلك عرضه على الحكومة.
واضاف ان جميع المؤسسات ملزمة بدفع رسوم لغرفة التجارة، وذلك من اجل اجراءات تجديد السجل التجاري وغيره، ولكن بالمقابل ندعو إلى ان يكون للغرفة دور أكبر في المحافظة على مصالح التجار ومراجعة أنظمة فرض الرسوم والضرائب مع الجهات المعنية والتي أصبحت تشكل عبئا على كاهل اصحاب الأعمال وخصوصا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
الضرائب
وقال فوزي كانو إن الأحاديث والأخبار تتداول حول رفع الدعم عن الكهرباء، مبينا أن هذه الخطوة لو تمت ستزيد من أعباء المواطنين وأصحاب الأعمال وخصوصا أن المواطن اعتاد على هذه المميزات منذ ولادته، ويصعب الاستغناء عنها، حيث تعود المواطن على مجانية خدمات التعليم والصحة، وتلك الخدمات لا توجد في العالم الغربي الذي اعتاد على أن يعيش بنفسه، وهذا ما تسبب في اعتماد المواطن على الحكومة في كل شيء.
وأوضح أنه من الضروري إيجاد حلول بديلة لمسألة فرض الضرائب وخصوصا أن الرواتب في القطاعين العام والخاص متدنية مقارنة بالدول المجاورة، وأن فرض المزيد من الضرائب قد يصعب الحياة المعيشية عليهم، مقابل أن القطاع الخاص غير قادر على زيادة الرواتب بسبب قلة المشاريع المطروحة والتزامات كبيرة تتمثل في الرسوم والضرائب وغيرها.
جائزة يوسف بن أحمد كانو
وأضاف فوزي كانو أن فكرة الجائزة بدأت عام ١٩٩٥ عندما اقر مجلس ادارة الشركة انذاك برئاسة والده المرحوم أحمد بن علي كانو طيب الله ثراه تخصيص ميزانية للجائزة وتشكيل فريق عمل مختص لتأسيس الجائزة، وجائزة يوسف بن أحمد كانو منذ تأسيسها في مملكة البحرين في عام 1998م تعد داعماً مهماً لحركة الفكر والثقافة محليا وإقليمياً واستطاعت أن تجعل لها مكانة مرموقة بين الجوائز العربية التحفيزية للعلماء والأكاديميين والباحثين، حيث كرمت خلال مشوارها الطويل اكثر من ٦٠ مفكراً وباحثاً وأكاديمياً وفناناً وشجعت من خلال مجالات التنافس التي تشرف عليها جهود تطوير البحث العلمي في الدول العربية، كما يتم طباعة مجلات وكتب ثقافية بشكل دوري على مدار العام، وهذا المجهود الكبير والرغبة الجادة في دعم العلوم والفنون أكسبها مقعداً في منتدى الجوائز العربية ومقره الرياض والذي يعد أكبر وأهم تجمع للجوائز التقديرية العربية ويضم جوائز الملوك والحكام العرب، وتصنف الجائزة المرموقة بالمرتبة الثانية بعد جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية ، ونحن نفخر ونعتز بجائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية التي جاءت لتعكس تفرد مملكة البحرين في تبني المبادرات العالمية الرائدة، وتكريم وتحفيز العمل الإنساني.
مجال المسؤولية الاجتماعية
أشار كانو إلى ان العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية هي نهج ثابت في استراتيجية الشركة منذ تأسيسها، فقد أوصى المؤسس المرحوم الحاج يوسف بن أحمد كانو باقتطاع نسبة من الأرباح سنويا لدعم المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على المجتمع ككل.
وأكد أن الشركة تحرص بالتعاون مع الجهات ذات الصلة على التجديد والريادة في العمل الخيري وتحقيق مفهوم الاستدامة في المسؤولية الاجتماعية، وكذلك لتحقيق المزيد من التطوير والابتكار بأفكار جديدة مواكبة للعصر ولتحقيق مبدأ التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة في مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك