العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور «الذباب الإلكتروني» في تزييف الوعي

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

كثر‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تداول‭ ‬مصطلح‭ (‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭)‬،‭ ‬فأصبحنا‭ ‬نطلقه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬تساءلنا‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني؟‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬جاء؟‭ ‬وكيف‭ ‬جاء؟

في‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ (‬أراجيك‭) ‬يشرح‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الافتراضية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تستخدم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لنشر‭ ‬محتواها،‭ ‬ويتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬بواسطة‭ ‬برامج‭ ‬متخصصة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد،‭ ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬نشر‭ ‬منشورات‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬تغريدات‭ ‬وبأعداد‭ ‬هائلة،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬معلومات‭ ‬عادة‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬كاملة‭ ‬أو‭ ‬كاذبة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المنشورات‭ ‬الحقيقية،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بهدف‭ ‬تزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتضليل‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الكيانات‭ ‬أو‭ ‬الأشخاص‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬روبوتات‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬مصممة‭ ‬لتظهر‭ ‬كأشخاص‭ ‬حقيقيين‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أي‭ ‬كمستخدمين‭ ‬حقيقيين‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬أو‭ ‬قضية‭ ‬معينة‭.‬

وأما‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ (‬ألفا‭ ‬ويب‭) ‬فإنه‭ ‬يعرف‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أنه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬تجنيدهم‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬عبر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الوهمية،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬كتابة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التغريدات‭ ‬والمنشورات‭ ‬والوسوم‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬لتصبح‭ ‬ذات‭ ‬شهرة،‭ ‬ويمكن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬أن‭ ‬يحولوا‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬إلى‭ ‬حديث‭ ‬الساعة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتصدير‭ ‬الوسم‭ (‬الهاشتاج‭) ‬المطلوب‭ ‬للقائمة‭ ‬الأكثر‭ ‬تداولاً‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المعنية‭. ‬ويقوم‭ ‬الأمر‭ ‬بإنشاء‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الوهمية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بالآلاف‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يملكها‭ ‬أشخاص‭ ‬حقيقيون‭ ‬فعلاً،‭ ‬تبرمج‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سكربتات‭ ‬برمجية‭ ‬المنشأة‭ ‬للقيام‭ ‬بمهام‭ ‬معينة‭ ‬كإعادة‭ ‬التغريد‭ ‬أو‭ ‬الإبلاغ‭ ‬أو‭ ‬الإعجاب‭ ‬بتغريدة‭ ‬حقيقية،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬برمجتها‭ ‬للتغريد‭ ‬بأي‭ ‬كلام‭ ‬أو‭ ‬وسم‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬معين‭ ‬ليتم‭ ‬تصديره،‭ ‬ليضر‭ ‬وكأنه‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬حقًا‭.‬

ومصطلح‭ (‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭)‬،‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬كثافة‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬معين‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الوهمية،‭ ‬للتشهير‭ ‬وتلطيخ‭ ‬سمعة‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬أو‭ ‬بث‭ ‬مواد‭ ‬تخريبية‭ ‬محددة‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وتقليب‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬بعضها،‭ ‬حيث‭ ‬تتم‭ ‬عمليات‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الإتقان‭ ‬لتصميم‭ ‬حملات‭ (‬تلطيخ‭ ‬سمعة‭) ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬وصور‭ ‬مفبركة‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التزوير‭ ‬المتقن‭ ‬لإيهام‭ ‬المتلقي‭ ‬بمصداقيتها‭.‬

والغريب‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ (‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭) ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬وإنما‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬دراسة‭ (‬نصر‭ ‬الدين‭ ‬بو‭ ‬زيان‭) ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬القديمة‭ ‬جدًا،‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬أباطرة‭ ‬الرومان‭ ‬مثلاً‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تداول‭ ‬المعلومات‭ ‬الزائفة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬في‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬ومماليكها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ (‬بحراس‭ ‬الإشاعات‭) ‬الشائع‭ ‬تسميتهم‭ ‬باسم‭ (‬ديلاطورس‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يندسون‭ ‬بين‭ ‬العامة‭ ‬ويقومون‭ ‬بمخالطتهم‭ ‬ويعيشون‭ ‬بينهم‭ ‬وغايتهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تأدية‭ ‬وظيفة‭ ‬حيوية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الإشاعات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وبالطرق‭ ‬المناسبة‭.‬

وكذلك‭ ‬فعل‭ (‬جنكيزخان‭) ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬السلاطين‭ ‬والطغاة‭. ‬

ومن‭ ‬تجليات‭ ‬الاندفاع‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬فإن‭ ‬صحيفة‭ (‬نيويورك‭ ‬سان‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1835‭ ‬نشرت‭ ‬مقالاً‭ ‬منسوبًا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الفلك‭ ‬الشهير‭ ‬آنذاك‭ (‬جون‭ ‬هرشل‭) ‬حول‭ ‬استخدامه‭ ‬لتلسكوب‭ ‬متطور‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬واكتشف‭ ‬مخلوقات‭ ‬مشابهة‭ ‬للماعز‭ ‬تمتاز‭ ‬بلون‭ ‬أزرق،‭ ‬وهو‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬رفع‭ ‬المبيعات‭ ‬من‭ ‬8000‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬ليتضح‭ ‬لاحقًا‭ ‬أن‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬الصحيفة‭ ‬وليس‭ ‬عالم‭ ‬الفلك،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬الجماهير‭ ‬فحسب‭ ‬والمعلومة‭ ‬عارية‭ ‬من‭ ‬الصحة‭.‬

واستمر‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المتاحة‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنون،‭ ‬واليوم‭ ‬تستخدم‭ ‬الفضاء‭ ‬الافتراضي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬الرحب‭ ‬وسريع‭ ‬الانتشار،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لتخدم‭ ‬أهدافا‭ ‬معينة،‭ ‬والتي‭ ‬منها‭:‬

ما‭ ‬أهداف‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني؟

يلخص‭ ‬الباحث‭ (‬علي‭ ‬جبير‭) ‬في‭ ‬بحثه‭ ‬المعنون‭ ‬باسم‭ (‬أثر‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬توجهات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭)‬،‭ ‬بعض‭ ‬أهداف‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬سنحاول‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نلخص‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف،‭ ‬منها‭: ‬

1‭. ‬صناعة‭ ‬الرأي‭ ‬العام؛‭ ‬وظيفة‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬نشر‭ ‬وإعادة‭ ‬نشر‭ ‬التغريدات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتكررة،‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬أنها‭ ‬تصبح‭ ‬رأيا‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬إجماعا‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬معين،‭ ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬بقية‭ ‬المغردين‭ ‬الطبيعيين‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ينساقون‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬الموضوع‭.‬

2‭. ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المجتمع؛‭ ‬هذه‭ ‬الإشاعات‭ ‬‭ ‬حتمًا‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬أفراده،‭ ‬وهذه‭ ‬تسير‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬النقطة‭ ‬الأولى،‭ ‬فلو‭ ‬مثلاً‭: ‬قام‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بعمل‭ ‬هاشتاج‭ ‬وحملة‭ ‬على‭ ‬بضاعة‭ ‬معينة،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬منتج‭ ‬سيئ،‭ ‬وقامت‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتدوير‭ ‬هذا‭ ‬الهاشتاج،‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬شهر‭ ‬كامل،‭ ‬ترى‭ ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث؟

3‭. ‬نشر‭ ‬الفتن‭ ‬وتفكيك‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية؛‭ ‬تبغض‭ ‬جيوش‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تتعايش‭ ‬بطريقة‭ ‬سليمة‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬ذات‭ ‬ألوان‭ ‬وأطياف‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬والدين‭ ‬والعقيدة،‭ ‬لذلك‭ ‬تحاول‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬وطرق‭ ‬لمحاولة‭ ‬تفكيك‭ ‬تلك‭ ‬الروابط‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليها،‭ ‬فيمكنها‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬طريقة‭ (‬فرق‭ ‬تسد‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬تارة‭ ‬بالتحدث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬المغايرة،‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الذباب‭ ‬بالتحرش‭ ‬بالفئة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى،‭ ‬وتستمر،‭ ‬وتستمر‭ ‬حتى‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬الفخ،‭ ‬ربما‭ ‬عندئذ‭ ‬تنتشر‭ ‬الفتنة‭ ‬وتتفكك‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭. ‬

4‭. ‬صناعة‭ ‬أبطال‭ ‬من‭ ‬ورق؛‭ ‬تعاني‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬من‭ ‬ورق،‭ ‬بمعنى‭ ‬أبطال‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ليسوا‭ ‬أبطالا،‭ ‬فهم‭ ‬مجرد‭ ‬أفراد‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬أي‭ ‬إنجازات‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬فكرية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مواهب‭ ‬تؤهلهم‭ ‬لتبوء‭ ‬المراتب‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬كل‭ ‬مواهبهم‭ ‬أنهم‭ ‬يلبسون‭ ‬ويتكلمون‭ ‬ببعض‭ ‬الكلمات‭ ‬الفارغة‭ ‬ويقومون‭ ‬بعمليات‭ ‬تجميل‭ ‬منوعة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فيجنون‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأموال،‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬تضخم‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬ليصبحوا‭ ‬أبطالاً‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الإنسان‭ ‬الحقيقي‭ ‬صاحب‭ ‬الإنجازات‭ ‬والأفكار‭ ‬ليصبح‭ ‬إنسانًا‭ ‬مهمشًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬القدوات‭ ‬الصالحة‭ ‬وإحلال‭ ‬بعض‭ ‬القدوات‭ ‬غير‭ ‬الصالحة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تتغير‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفكاره‭ ‬وطريق‭ ‬سير‭ ‬الحياة‭.‬

5‭. ‬الاحتيال‭ ‬وسرقة‭ ‬أموال‭ ‬وبيانات؛‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬الأموال‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬والاحتيال‭ ‬وسرقة‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬الشخصية‭.‬

عمومًا،‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬أهداف‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭. ‬حسنٌ،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الذباب‭ ‬يتسلل‭ ‬هكذا‭ ‬إلى‭ ‬العقول‭ ‬والنفوس،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬مكافحته‭ ‬أو‭ ‬التخلص‭ ‬منه؟

كيف‭ ‬تحمي‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني؟

نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬والتصفح،‭ ‬والإدمان‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ومنها‭:‬

1‭. ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬تصدق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقال؛‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المتداولة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كاذبة‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬فإن‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكونون‭ ‬أشخاصًا‭ ‬حقيقيين،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أمور‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬مفتعلة،‭ ‬أو‭ ‬أمور‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقرأه‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وحتى‭ ‬حالة‭ ‬الطقس‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬تثق‭ ‬فيها‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭.‬

2‭. ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬جملة‭ (‬من‭ ‬مصدر‭ ‬موثوق،‭ ‬أو‭ ‬قالت‭ ‬الدراسات،‭ ‬كما‭ ‬وصلني،‭ ‬منقول‭)‬؛‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬وزن‭ ‬لها،‭ ‬فهي‭ ‬تشتت‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬صادقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬ذات‭ ‬مرجعية‭ ‬موثوقة،‭ ‬فمن‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الموثوق؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يخفي‭ ‬اسمه‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬حقيقة؟‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬رجع‭ ‬لها‭ ‬صاحب‭ ‬المقولة؟‭ ‬وهل‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬مجلات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬دوريات‭ ‬محكمة؟‭ ‬وهذه‭ ‬قضايا‭ ‬التفكير‭ ‬فيها‭ ‬مهم‭.‬

3‭. ‬لا‭ ‬تعيد‭ ‬نشر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إليك،‭ ‬فربما‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬قيم‭ ‬أو‭ ‬أسرة‭ ‬أو‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تشعر،‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬موثوقة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭.‬

4‭. ‬لا‭ ‬تكن‭ ‬مدمنًا‭ ‬وعبدًا‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل؛‭ ‬واجعل‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تهتم‭ ‬بهم،‭ ‬فلا‭ ‬تقضي‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي‭. ‬تقوم‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتصميم‭ ‬مواقعها‭ ‬وتطبيقاتها‭ ‬لإبقائك‭ ‬تقضي‭ ‬الساعات،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬كسب‭ ‬المال‭.‬

5‭. ‬حماية‭ ‬بياناتك‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬بيانات‭ ‬شخصية‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬يطلبها‭ ‬منك‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬هذه‭ ‬خصوصيات‭ ‬فلا‭ ‬تشارك‭ ‬بها‭ ‬أحد‭.‬

نحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مهم‭ ‬وحساس،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬الحذر‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرتهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا