العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمريكا في لحظات الفوضى!

بقلم: د. دلال البزري {

السبت ٠٦ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

‭-‬عام‭ ‬1956‭. ‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬على‭ ‬مصر‭. ‬ثلاثة‭ ‬معتدين‭: ‬إسرائيل،‭ ‬الناشئة،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬الاستعماريتان‭ ‬الآخذتان‭ ‬بالانطفاء‭. ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬انتهت‭ ‬منذ‭ ‬عقد‭. ‬والحرب‭ ‬الباردة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬التبلور،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬جبّاريْن‮»‬‭: ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفييتي‭. ‬وهذا‭ ‬العدوان‭ ‬هو‭ ‬امتحانٌ‭ ‬للجبّار‭ ‬الأول،‭ ‬أمريكا‭. ‬على‭ ‬المستعمِرين‭ ‬السابقين‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬خوض‭ ‬حربٍ‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيادتهم‭ ‬لها‭. ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬جبّارة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬طلعاتها‭ ‬العالمية،‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬فوراً‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحصل،‭ ‬وما‭ ‬يشير،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬في‭ ‬سبيلهما‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬أمام‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬أنقذتهما‭ ‬من‭ ‬الخراب‭ ‬والإفلاس،‭ ‬إثر‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬بفضل‭ ‬مشروع‭ ‬مارشال‭ ‬السخي‭.‬

انهار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭. ‬وأمريكا،‭ ‬وبعد‭ ‬رحلتها‭ ‬الإمبريالية‭ ‬القصيرة،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنأى‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬الفوضى‭ ‬العالمية‭ ‬الناجمة‭ ‬عنه،‭ ‬بعد‭ ‬عقودٍ‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬ذات‭ ‬القوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬التي‭ ‬أدارت‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬‮«‬العملاق‮»‬‭ ‬السوفييتي،‭ ‬فطموحها‭ ‬بقيادة‭ ‬العالم‭ ‬بمفردها‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭. ‬الصين‭ ‬صاعدة،‭ ‬وروسيا‭ (‬وريثة‭ ‬السوفييت‭) ‬‮«‬صامدة‮»‬‭ ‬بغزوها‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وتحالفات‭ ‬الاثنين‭ ‬تبدو‭ ‬وثيقة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬عكس‭ ‬أميركا‭ ‬التي‭ ‬يتأرجح‭ ‬أصدقاؤها‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬المحور‮»‬‭ ‬الجديد‭. ‬

العلامة‭ ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الانسحابات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭: ‬تراجع‭ ‬أوباما‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬عن‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭ ‬وجّهه‭ ‬إلى‭ ‬بشّار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استخدم‭ ‬‮«‬الكيماوي‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬أهله‭. ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬انسحابه‭ ‬الخائب‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وبعده،‭ ‬كان‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭. ‬فاعتمدت‭ ‬أميركا‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬القيادة‭ ‬من‭ ‬الخلف‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬فشلت،‭ ‬حتى‭ ‬لقّبت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بدولة‭ ‬‮«‬منعدمة‭ ‬القيادة‮»‬‭. ‬لم‭ ‬تعُد‭ ‬أميركا‭ ‬تقود‭ ‬العالم،‭ ‬أصابتها‭ ‬فوضاه‭ ‬في‭ ‬الصميم‭.‬

خذْ‭ ‬مواقفها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزّة‭. ‬في‭ ‬بدايتها،‭ ‬كاد‭ ‬رئيسُها‭ ‬ووزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬أن‭ ‬يبكيا‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لشدة‭ ‬تأثرهما‭ ‬بضربة‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭. ‬نشر‭ ‬الأمريكيون‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات،‭ ‬أرسلوا‭ ‬الذخيرة،‭ ‬ألقوا‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬لصالحها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭... ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬حليفتهم‭ ‬التاريخية‭. ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬ارتباكها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬البداية‭ ‬الحارّة،‭ ‬لسانها‭ ‬أولا‭. ‬بخجلٍ‭ ‬وتهذيب،‭ ‬أخذ‭ ‬رئيسها‭ ‬ووزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬يطالبان‭ ‬نتنياهو‭ ‬بلفتات‭ ‬إنسانية‭. ‬تكرّرت‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات،‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭. ‬وكانت‭ ‬مسألة‭ ‬اجتياح‭ ‬رفح،‭ ‬واشتراطها‭ ‬عدم‭ ‬النيْل‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬اللاجئين‭ ‬إليها‭. ‬ثم‭ ‬تصاعدت‭ ‬اللهجة،‭ ‬فخطوات‭ ‬عملية،‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬زيارة‭ ‬بني‭ ‬جانتس‭ ‬لأميركا،‭ ‬وهو‭ ‬المعارض‭ ‬لنتنياهو،‭ ‬ولقاءاته‭ ‬مع‭ ‬مسؤولين‭ ‬كبار،‭ ‬منهم‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬فمزيد‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬المؤنّبة،‭ ‬وخطوات‭ ‬عملية،‭ ‬مثل‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المستوطنين‭ ‬وعلى‭ ‬مراكزهم‭...‬

وكلمات‭ ‬جديدة‭ ‬يدلي‭ ‬بها‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭: ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الاتحاد‭ ‬السنوي‭ ‬أولاً،‭ ‬كان‭ ‬عرضاً‭ ‬مفصّلا‭ ‬للمآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأهل‭ ‬غزّة،‭ ‬ومتعاطفا‭ ‬معهم،‭ ‬وخلاصة‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬كمسألة‭ ‬ثانوية،‭ ‬أو‭ ‬عملة‭ ‬تبادل‭. ‬وبعد‭ ‬يومين،‭ ‬مع‭ ‬القناة‭ ‬التلفزيونية‭ (‬أم‭.‬أس‭.‬إن‭.‬بي‭.‬سي‭)‬،‭ ‬نصح‭ ‬بايدن‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬يرتكب‭ ‬الخطأ‭ ‬الأميركي‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭. ‬حذّره‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬هجماته‭ ‬وحصاره‭ ‬لغزّة،‭ ‬وطالبه‭ ‬صراحة‭ ‬‮«‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭. ‬ورفض،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬عينه،‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬خطوطٍ‭ ‬حمراء‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬توريد‭ ‬السلاح‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

وبعيْد‭ ‬مجزرة‭ ‬الطحين‭ ‬المروّعة،‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيّتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬غزّي‭ ‬جائع،‭ ‬معطوفة‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬معابر‭ ‬المساعدات،‭ ‬أو‭ ‬التشديد‭ ‬والتضييق‭ ‬على‭ ‬القليل‭ ‬منها،‭ ‬وتظاهرات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرّف‭ ‬لمنع‭ ‬دخول‭ ‬القليل‭ ‬منها،‭ ‬كان‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬ميناء،‭ ‬يعالج‭ ‬التجويع،‭ ‬وربما‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬أيضا،‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬كما‭ ‬أوحي،‭ ‬موادّ‭ ‬بناء‭ ‬ولوجستيات‭ ‬على‭ ‬أنواعها‭. ‬ثم‭ ‬‮«‬الزلزال‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ ‬تشوك‭ ‬شومر،‭ ‬أقوى‭ ‬شخصية‭ ‬يهودية‭ ‬أميركية،‭ ‬ورئيس‭ ‬الغالبية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأميركي‭. ‬انتقد‭ ‬نتنياهو‭ ‬بشدّة،‭ ‬وانشغاله‭ ‬بزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزّة،‭ ‬ما‭ ‬‮«‬أفقد‭ ‬إسرائيل‭ ‬احترام‭ ‬العالم‭ ‬لها‮»‬‭. ‬والأهم‭ ‬أنه‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬الدولتين‭ ‬اليهودية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬الحلّ‭ ‬الدائم‭. ‬لاقى‭ ‬تصريح‭ ‬شومر‭ ‬تأييدا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬والبرلمانيين‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬بدا‭ ‬كأنه‭ ‬علامة‭ ‬البدء‭ ‬على‭ ‬‮«‬جدّية‮»‬‭ ‬اميركا‭ ‬بإسقاط‭ ‬نتنياهو‭.‬

والردّ‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬تبدّل‭ ‬الموقف‭ ‬الأميركي‭: ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يدعم‭ ‬‮«‬انتصاراً‭ ‬كاملاً‭ ‬على‭ ‬حماس‮»‬،‭ ‬يرفض‭ ‬أي‭ ‬إملاءاتٍ‭ ‬دوليةٍ‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬يرفض‭ ‬‮«‬عودة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬غزّة‮»‬،‭ ‬وان‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬‮«‬جمهورية‭ ‬موز‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬و«الغالبية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تريد‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الأميركي‭ ‬ليس‭ ‬مطابقاً‭ ‬لمواقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬كما‭ ‬عهد‭ ‬في‭ ‬الماضي‭... ‬فهل‭ ‬يكون‭ ‬الخلاف‭ ‬المقبل‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬وقف‭ ‬توريد‭ ‬السلاح‭ ‬الأميركي‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬نوعِه‭ ‬أو‭ ‬كمّياته؟

الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬تشبه‭ ‬فوضى‭ ‬القيادة‭ ‬العالمية‭. ‬اعتبارات‭ ‬شخصية،‭ ‬شغف‭ ‬بايدن‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬منذ‭ ‬أولى‭ ‬أيامه‭ ‬الباكرة‭. ‬قوله‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يضع‭ ‬‮«‬خطّاً‭ ‬أحمر‭ ‬على‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬يوقف‭ ‬تسليمها‭ ‬‮«‬القبّة‭ ‬الحديدية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحميها‭. ‬أيضا‭: ‬خشية‭ ‬معلنة‭ ‬لدى‭ ‬الأميركيين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤدّي‭ ‬وقف‭ ‬التسليح‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬عزلة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬فيفيض‭ ‬إجرامه‭ ‬على‭ ‬غزّة،‭ ‬وتتويجه‭ ‬‮«‬بطلا‭ ‬قوميا‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬

وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬رأت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ميناء‭ ‬غزّة‭ ‬‮«‬تطبيقا‭ ‬لخطة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتكريس‭ ‬الاحتلال‭ ‬والفصل‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقطاع‮»‬،‭ ‬وتوجّست‭ ‬من‭ ‬‮«‬إمكانات‭ ‬تهجير‭ ‬أهالي‭ ‬القطاع‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مصطفى‭ ‬البرغوثي،‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬المرفأ‭ ‬‮«‬تهرّب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬عن‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬غزّة‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لو‭ ‬أرادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تستطيع‭ ‬إجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬كل‭ ‬المعابر‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‮»‬‭.‬

الآن،‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬أميركا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعديل‮»‬‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تجاوزت‭ ‬فيه‭ ‬تاريخ‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقد‭ ‬وصِفت‭ ‬يوما‭ ‬بـ«العضوية‮»‬‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بالضبط؟‭ ‬الحسابات‭ ‬الانتخابية‭ ‬طبعاً،‭ ‬بعدما‭ ‬برز‭ ‬الصوت‭ ‬العربي‭ ‬معاقباً‭ ‬بقوة‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬‮«‬الثلاثاء‭ ‬الأكبر‮»‬‭. ‬والمناخ‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬أميركا،‭ ‬الجو‭ ‬العام‭ ‬الشعبي،‭ ‬الغربي‭ ‬واصوات‭ ‬الاقليات‭... ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬الحديثة‭ ‬والإنسانية‭ ‬في‭ ‬الحضيض‭. ‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المعْمعة‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسود‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬عزّها؟‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فقدت‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬نتيجة‭ ‬اهتزاز‭ ‬أوهامها‭ ‬بشأن‭ ‬قيادة‭ ‬العالم‭ ‬بمفردها‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة؟‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬هي‭ ‬بطبيعتها‭ ‬متقلبة،‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬دائماً،‭ ‬خطرة‭ ‬عليها‭... ‬وولّادة‭ ‬فوضى‭ ‬قد‭ ‬تشهد‭ ‬غزّة‭ ‬أوجها؟

{ أكاديمية‭ ‬وباحثة‭ ‬من‭ ‬لبنان

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا