كما كان متوقعا فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية الروسية الأخيرة بنسبة تقارب 88% وهي أكثر من النسب التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، وكان ذلك متوقعا بالنظر إلى ما حققه الرئيس الروسي خلال السنوات الماضية في مختلف المواقع من نتائج نقلت روسيا الاتحادية من حال إلى حال، بل استرجعت روسيا قوتها كدولة عظمى وهيبتها كدولة تمتلك قدرات هائلة على الأصعدة كافة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
هذا الفوز الذي حققه الرئيس بوتين له 3 دلالات على الأقل بالنسبة إلى الوضع الذي تمر به روسيا حاليا مع استمرار حرب الناتو ضد هذا البلد، ومع استمرار الحصار الخانق غير المسبوق وغير الأخلاقي الذي تحكم قبضته الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في الشرق والغرب على حد سواء:
الأولى: تتمثل في النجاح الذي حققه الرئيس بوتين على المستوى الاقتصادي في مقاومة الحصار والخنق الاقتصادي، هذا النجاح الذي كان مبهرا وباهرا إلى أبعد الحدود. ففي الوقت الذي تشهد فيه الدول التي تمارس الحصار ضد روسيا الاتحادية تراجعا اقتصاديا على المستويات كافة، بل وانهيارا في أكثر من بلد وارتفاعا مخيفا في نسبة التضخم ونسبة نمو تقارب الصفر، فإن روسيا بوتين في ظل هذا الحصار الخانق تحقق نموا اقتصاديا يقارب الـ 3% وتحقق فائضا في الميزانية وزادت صادراتها بمئات المليارات من الدولارات بل وانخفضت فيها نسبة البطالة إلى حدود غير مسبوقة، وشهدت الصناعة مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي بفضل ما حققه الروس من اكتساب أعلى درجات المعرفة الهندسية والتقنية والرقمية. وقد ظهر ذلك بوجه خاص في الصناعات العسكرية التي جعلت السلاح الروسي الأفضل في العالم في الوقت الحالي برا وجوا على الأقل وهذا ما بينته المعارك على الأرض، حيث لم يصمد السلاح الغربي أمام السلاح الروسي ولم يكن فعالا بقدر السلاح الروسي.
الثانية: التقدم العسكري على الأرض والصمود في وجه آلة الحرب الغربية التي يشارك فيها أكثر من 50 دولة تكالبت على روسيا وسخرت كل إمكانياتها لتقاتل روسيا منفردة، وذلك بفضل وجود قيادة عسكرية وسياسية خبيرة وقوية وكفؤة يقودها الرئيس فلاديمير بوتين ووجود مقاتلين شجعان على أعلى مستوى من التدريب والكفاءة والجاهزية ووجود أسلحة حديثة ومتقدمة تعمل بشكل متناسق ومنظم، ما جعل القوات الروسية في أدائها العسكري الميداني الأفضل على مستوى العالم، وهذا ما أثبته الواقع وليس مجرد كلام نظري.
الثالثة: نجاح النظام السياسي في بناء روسيا موحدة الهدف والتكتل السياسي والاجتماعي حول القيادة الروسية التي تقود هذا البلد نحو الوحدة الوطنية باعتبارها صمام الأمان الحقيقي لتقوية العزيمة الروسية واستعادت تنظيم البلاد على نحو غير مسبوق يذكرنا بالاتحاد السوفيتي السابق على مستوى القوة والتماسك السياسي والقيادي. وقد كان استعادت إقليم الدنباس أو أغلبيته على الأقل وقبله استعادة شبه جزيرة القرم والتصويت بشبه اجتماع لسكان هذه المناطق بالانضمام إلى روسيا بل وحصل الملايين منهم على حياة جديدة بعيدة عن الاضطهاد الأوكراني كانوا عنوانا لنجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استطاع أن يعزز قوة روسيا في سنوات قليلة.
ومن خلال ما تقدم نتوقع بأن تكون المرحلة الجديدة من حكم الرئيس فلاديمير بوتين مرحلة متقدمة على جميع المستويات والمستوى الاقتصادي خاصة في ظل هزيمة الغرب وهزيمة الناتو وعجز أكثر من 50 دولة في تحالف عن الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا الاتحادية، كما نتوقع بأن يدخل الاقتصاد الروسي مرحلة جديدة من التطور التقني والصناعات الرقمية التي يمكن توطينها على المستوى الروسي، وذلك بفضل ما وفره الحصار من الاعتماد على الذات والتوقف عن الاعتماد على الخارج.
أما على المستوى العسكري فسوف تزداد قوة روسيا وشوكتها على جميع المستويات العسكرية وتصبح أكثر تأثيرا على الساحة الدولية.
ومن الواضح أيضا أن روسيا الاتحادية من خلال منظومة «بريكس» سوف تكون قادرة على تحقيق ما تسعى إليه هي والصين وعدد من القوى الإقليمية الكبرى من تعدد الأقطاب في العالم ووضع حد للهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم، إنها سنوات حبلى بالتحولات على الأرجح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك