دمشق - (أ ف ب): دمّر قصف إسرائيلي مقر القنصلية الإيرانية في سوريا، ما أسفر عن مقتل وإصابة جميع من كانوا في داخله، وفق ما أعلنت دمشق، بينما أكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن قياديا في الحرس الثوري من بين القتلى، اضافة إلى عناصر فيه. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية أشخاص قتلوا عندما «دمرت صواريخ إسرائيلية (...) بناء ملحقا بالسفارة الإيرانية على اوتوستراد المزة بالعاصمة دمشق».
وأكد السفير الايراني في سوريا حسين أكبري أن بلاده «سترد بشكل حاسم» على القصف فيما تحدّث عن حصيلة أدنى للقتلى قائلا: «قتل خمسة أشخاص على الأقل في الهجوم الذي نفّذته مقاتلات إف-35». ولم تعلّق إسرائيل فورا على الهجوم الذي يأتي على وقع تصاعد التوتر على خلفية حربها في غزة ضد حماس وبين الدولة العبرية والتنظيمات التي تدعمها إيران في المنطقة.
وشاهد مراسلو فرانس برس المبنى الملحق بالسفارة الإيرانية مدمرا بينما سارعت فرق الطوارئ لإسعاف الجرحى والبحث عن ضحايا تحت الأنقاض. وأغلقت قوات الأمن الموقع حيث انتشرت جرافات لإزالة الركام والمركبات المتفحمة على الطريق العام. وأفادت وزارة الدفاع السورية: «أدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله، ويجري العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض».
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري محمد رضا زاهدي قتل في الهجوم إلى جانب خمس شخصيات أخرى في الحرس الثوري. وأفاد المرصد لاحقا بأنه تأكد «من مقتل قيادي رفيع المستوى شغل منصب قائد قوة القدس في سوريا ولبنان ومستشارين إيرانيين و5 من الحرس الثوري الإيراني».
ويعد القصف أمس الاثنين على دمشق خامس مرة تتعرّض فيها سوريا للقصف في ثمانية أيام. وقال السفير الإيراني أكبري إن «الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد». من جانبه، دعا وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان «المجتمع الدولي» إلى «رد جدي» على القصف الاسرائيلي.
وندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الاسرائيلية. وقال في بيان نقلته وكالة «سانا»: «ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء»، مضيفا أن «كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسوريا».
يأتي هذا القصف بعد ثلاثة أيام على إعلان المرصد ضربات إسرائيلية في شمال سوريا أودت بـ53 شخصا في سوريا بينهم 38 جنديا وسبعة من عناصر حزب الله. وقال رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي في تصريح لوكالة فرانس برس بعد ضربات يوم الجمعة إن «سوريا ولبنان أصبحا ساحة معركة واحدة متّسعة النطاق من وجهة النظر الإسرائيلية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك