عقدت الهيئـة العامـة العادية لمساهمي البنك العربي اجتماعها بتاريخ 28/3/2024 بواسطة وسيلة الاتصال المرئي والإلكتروني، برئاسة صبيح المصري رئيس مجلس الإدارة، بحضور أعضاء مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي ومساهمين يحملون أسهم «أصالة وإنابة ووكالة» يشكلون حوالي 78.17% من رأس المال، كما حضر الاجتماع مراقب عام الشركات عطوفة الدكتور وائل العرموطي ومندوبو البنك المركزي الأردني.
وأقرت الهيئة العامة خلال اجتماعها توصية مجلس إدارة البنك العربي (ش.م.ع) بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 30% عن عام 2023، إلى جانب إقرارها للبنود المدرجة على جدول أعمالها.
وبهذه المناسبة أشار صبيح المصري رئيس مجلس إدارة البنك العربي إلى أن الاقتصاد العالمي شهد في عام 2023 مزيداً من الضغوط والتحديات التي أفضت إلى تراجع معدلات النمو في أغلب مناطق العالم، حيث استمر خلال العام النهج المتشدد بالسياسة النقدية الذي بدأ عام 2022 لمواجهة الموجة التضخمية الأعلى منذ أربعة عقود وانتقل وتعمق أثره السلبي إلى معظم القطاعات الاقتصادية، إلا أن هذا الأثر تم الحد منه نسبياً بالإنفاق الاستهلاكي القوي وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. كما شهد الاقتصاد العالمي تراجع معدلات نمو التجارة والاستثمار والطلب على الائتمان أيضاً. وفي المقابل انخفضت معدلات التضخم عالمياً نتيجة لتراجع أسعار الوقود والغذاء وتحسن سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الفائدة. في حين تعمقت التوترات الجيوسياسية في عام 2023 ما أدى إلى المزيد من الضغوط على اقتصادات العالم والمنطقة.
وبين المصري أن القطاع غير النفطي في أغلب الدول العربية النفطية واصل نموه القوي مدعوماً ببرامج الإصلاح الاقتصادي والإنفاق العام. أما في بعض الدول العربية المستوردة للنفط فقد عزز الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في تحقيق معدلات نمو معتدلة. كما شهد عجز الحساب الجاري في الدول العربية المستوردة للنفط تحسناً وسط تراجع العجز التجاري والتدفق القوي لعائدات السياحة وحوالات العاملين.
وأوضح المصري أن العديد من البنوك في المنطقة العربية واصلت خلال عام 2023 سياستها المتسمة بالمرونة تجاه عملائها وخاصة تلك المتعلقة بارتفاع أسعار الفائدة وذلك لمساعدة الأفراد والشركات في مواجهة الظروف غير المواتية الناجمة عن التطورات الاقتصادية، حيث لم تقم بتمرير كامل الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة إلى العملاء وبذلك أسهمت أيضاً في المحافظة على جودة المحفظة الائتمانية لديها. كما تمكنت المصارف العربية عموماً من الحفاظ على مستويات مرتفعة من كفاية رأس المال والسيولة والربحية والاعتماد على قاعدة تمويلية عريضة ومستقرة إلى جانب اتخاذ سياسات ائتمانية حكيمة مكنتها من مواجهة التداعيات السلبية للتحديات الاقتصادية، فضلاً عن تهيئتها للاستفادة من الفرص المتاحة للنمو. كما شهد عام 2023 زيادة توظيف المصارف للحلول الرقمية والتكنولوجيا المالية في الصناعة المصرفية التي تزداد أهميتها بشكل متواصل بين مختلف قطاعات العملاء ولا سيما فئة الشباب.
وأشار المصري إلى أنه بالرغم من التحديات التي شهدها العالم والمنطقة خلال عام 2023 فإن البنك العربي تمكن من المحافظة على وتيرة أداء قوية مع الاستمرار في تحقيق مستويات ربحية متميزة ومواصلة النمو في الأرباح التشغيلية المرتكزة على وجوده في العديد من المناطق وخصوصاً منطقة الخليج العربي، حيث ارتفعت الأرباح التشغيلية للمجموعة بنسبة 34% لتصل إلى 1.81 مليار دولار أمريكي. وتأتي النتائج المميزة التي حققها البنك خلال العام تتويجاً لمسيرته الحافلة بالإنجازات وتعكس نجاح سياساته التي تركز على تحقيق النمو المستدام في أنشطته، وتأكيداً لنجاحه في التعامل مع المستجدات الإقليمية والدولية، ما يعزز الموقع الريادي الذي تتبوأه المجموعة ويجسد قدرتها على المضي قدما لتحقيق طموحات وتطلعات مساهميها وخدمة عملائها.
وبيّن المصري أن البنك العربي واصل خلال عام 2023 توظيف خبراته الطويلة بأسواق المنطقة وشبكة فروعه الممتدة إقليميا وعالميا التي تعززها منظومة متطورة من الخدمات والقنوات الرقمية، لتقديم الحلول المصرفية والتمويلية المتكاملة لعملائه من الشركات والمؤسسات والأفراد عبر مختلف القطاعات والشرائح، إلى جانب مشاركة البنك في تمويل مشاريع البنية التحتية والمشاريع الحيوية والتجارة البينية عبر المنطقة بالشكل الذي يجسد مساهمة البنك العربي الفاعلة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة محلياً وإقليمياً. وأشار المصري إلى استمرار البنك العربي في تعزيز استثماراته المجتمعية انطلاقاً من مسؤوليته تجاه المجتمعات التي يعمل بها وذلك من خلال تقديمه الدعم بمختلف أشكاله للمبادرات والفعاليات المجتمعية الهادفة في إطار برنامجه الخاص بالمسؤولية المجتمعية والاستدامة «معاً»، حيث شملت مساهمات البنك على هذا الصعيد مجالات الصحة ومحاربة الفقر والتعليم والبيئة ورعاية الأيتام وتمكين المرأة، إلى جانب الدور الذي تلعبه مؤسسة عبدالحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، في مجال البحث العلمي والتنوير الثقافي والابتكار وتشجيع القراءة. كما شهد العام اقرار البنك استراتيجيته الشاملة للمواضيع البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) التي تحدد نهجاً تفصيلياً لإدارة هذه المواضيع ودمجها في نموذج أعمال البنك.
ولفت المصري إلى أنه ضمن استراتيجية البنك العربي للنمو وزيادة رقعة انتشاره وتوسعه الجغرافي في الأسواق الواعدة فإن البنك بصدد دخول السوق العراقي خلال عام 2024 وتقديم حلول وخدمات مصرفية شاملة لعملائه الحاليين والمستقبليين. وعلى صعيد تعزيز إدارة الثروات والخدمات المصرفية الخاصة، ذكر المصري أن عام 2023 شهد قيام البنك العربي سويسرا بالاستحواذ على أحد البنوك العريقة في سويسرا «بنك غونيه»، حيث سيكون لهذه المجموعة المصرفية الجديدة دوراً فاعلاً في صناعة إدارة الثروات في سويسرا.
وأكد المصري مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات على امتداد تسعة عقود، استناداً إلى نهج البنك المؤسسي الراسخ وسياساته المصرفية الحصيفة وشبكته المصرفية الواسعة والمترابطة، بما يحقق مصلحة وتطلعات عملائه ومساهميه والمجتمعات التي يعمل بها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك