العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تغير المناخ وإسهامات التعليم في الرؤية الاقتصادية للبحرين 2050

بقلم: د. فاطمة ناصر

السبت ٣٠ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

شهد‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬علاقة‭ ‬انسجام‭ ‬وتكيّف‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والطبيعة،‭ ‬حيثُ‭ ‬بحث‭ ‬الأفراد‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬وسائل‭ ‬كفيلة‭ ‬بحمايتهم‭ ‬من‭ ‬قساوة‭ ‬الظروف‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواجهة‭ ‬أهم‭ ‬الظواهر‭ ‬قساوة،‭ ‬وهي‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬مسببة‭ ‬بذلك‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬وتشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬جديًّا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وأبعاده‭ ‬وخاصة‭ ‬بالدول‭ ‬النامية؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬معظم‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أهدافا‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬الدعوة‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬التثقيف‭ ‬والتوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬وآثار‭ ‬المناخ‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مسمى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغيُّر‭ ‬المناخ،‭ ‬واتفاق‭ ‬باريس‭ ‬للمناخ‮»‬‭ ‬حول‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬الداعمة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭ ‬واستدامة‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬ترجمة‭ ‬إجراءاته‭ ‬بواسطة‭ ‬برنامج‭ ‬اليونسكو‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والذي‭ ‬أُنشئ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬أنشطة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي‭ ‬وغير‭ ‬الرسمي،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والتواصل‭ ‬والشراكات‭. ‬هذا‭ ‬ويرتكز‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬الشامل‭ ‬للتعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ (‬إي‭ ‬إس‭ ‬دي‭) ‬الذي‭ ‬يدمج‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الرئيسية‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬الكوارث‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬تعالج‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬والجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وبما‭ ‬أننا‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬دعوة‭ ‬مسؤولة‭ ‬منبثقة‭ ‬من‭  ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬نحو‭ ‬صياغة‭ ‬‮«‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬2050‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬ركائز‭ ‬ثابتة‭ ‬وواقعية؛‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحثيثة‭ ‬المبذولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مواجهة‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬المرونة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ووفقًا‭ ‬للرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭  ‬2030‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الشاملة‮»‬‭ ‬و«التنمية‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتوازنة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬عكست‭ ‬الأبعاد‭ ‬الثلاثة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭: ‬البعد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والبعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والبعد‭ ‬البيئي؛‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬مشاركة‭ ‬نشطة‭ ‬ومدروسة‭ ‬بإشراك‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومؤسساته‭ ‬لترجمة‭ ‬القوانين‭ ‬والمراسيم‭ ‬بأساليب‭ ‬وطرق‭ ‬تناسب‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يحاكي‭ ‬المتطلبات‭ ‬المجتمعية‭ ‬والوطنية‭ ‬والعالمية،‭ ‬إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأرصدة‭ ‬الطبيعية‭ ‬يحقق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والبيئي؛‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬البيئية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬أصبح‭ ‬صناعة‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬وحماية‭ ‬الموائل‭ ‬الطبيعية‭ ‬للبيئة‭ ‬البحرية‭ ‬والبرية‭ ‬والمواقع‭ ‬التراثية‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬المتفردة‭. ‬وتأتي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ضمان‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬وتعزيز‭ ‬التقدم‭ ‬إقليميًّا‭ ‬ودوليًّا‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬يعدُ‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وذلك‭ ‬باعتبار‭ ‬العنصر‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬الفرد‭ ‬وسلوكه‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬حاضره‭ ‬أو‭ ‬مستقبله،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬أسندت‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ (‬UNFCCC‭) ‬المسؤولية‭ ‬إلى‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية‭ ‬للقيام‭ ‬بحملات‭ ‬تثقيفية،‭ ‬وحملات‭ ‬توعية‭ ‬عامة‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وضمان‭ ‬مشاركة‭ ‬جميع‭ ‬المتعلمين‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بالمعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬المناخية،‭ ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬مساهمة‭ ‬التعليم‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية؟‭ ‬

بالفعل‭ ‬إن‭ ‬تفاقم‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المجتمعات‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬أنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة‭ ‬والتي‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬ثروات‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية،‭ ‬وتآكل‭ ‬السواحل‭ ‬وزيادة‭ ‬حموضة‭ ‬مياه‭ ‬المحيطات‭ ‬نتيجة‭ ‬زيادة‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬المذاب‭ ‬بالماء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبييض‭ ‬الشعاب‭ ‬المرجانية‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬المياه‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬مياه‭ ‬المصانع؛‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بصفة‭ ‬مستدامة،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬الشاملة‭ ‬لكل‭ ‬الطلبة‭ ‬وفق‭ ‬مراحلهم‭ ‬التعليمية،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬استخدام‭ ‬للموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ومنها‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭  ‬‮«‬دمت‭ ‬خضراء‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬وأثر‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء‭ ‬بالمملكة‭ ‬حاليًا،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬الندوات‭ ‬الثقافية‭ ‬لتوعية‭ ‬الطلبة،‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبي‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬جيل‭ ‬مستدام،‭ ‬ومدرك‭ ‬للتحديات‭ ‬البيئية،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬لمواجهة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

ويمكن‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬عدة‭ ‬جوانب،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭:‬

‭-‬التوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬المعلومات‭ ‬الأساسية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وأسبابه‭ ‬وتأثيراته‭ ‬المحتملة‭. ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬والحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لتوعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بأهمية‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭.‬

‭-‬تطوير‭ ‬المهارات،‭ ‬حيثً‭ ‬ينبغي‭ ‬تزويد‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة‭ ‬بالمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتصدي‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬مثل‭ ‬المهارات‭ ‬العلمية،‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬والتحليلية،‭ ‬والاتصالية‭. ‬ويمكن‭ ‬للتعليم‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الخضراء‭ ‬والتطبيقات‭ ‬العملية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يدمج‭ ‬التعليم‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بمبادرات‭ ‬ميدانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بحملات‭ ‬تثقيفية‭ ‬وتوعوية‭ ‬لمراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الإلزامية؛‭ ‬للتوضيح‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبيئات‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬تفاعلهم‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبسيط‭ ‬الأفكار‭ ‬تبعًا‭ ‬لمستوياتهم،‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بالمعارف‭ ‬والمعلومات‭ ‬المناسبة،‭ ‬حتى‭ ‬تتسع‭ ‬مداركهم‭ ‬ونظرتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬المعضلة‭.‬

‭-‬التعاون‭ ‬والمشاركة‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬والحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬وذلك‭ ‬بواسطة‭ ‬تنظيم‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬والندوات‭ ‬والمنتديات‭ ‬لتشجيع‭ ‬التفاعل‭ ‬وتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرات‭.‬

‭- ‬تشجيع‭ ‬البحث‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬وتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬وحلول‭ ‬مبتكرة‭. ‬ويمكن‭ ‬استخدام‭ ‬التعليم‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الابتكار‭ ‬وتشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬والشباب‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬بحثية‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭.‬

‭-‬التعليم‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬والذي‭ ‬يعدً‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬التعليم‭ ‬الموجه‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتقصي‭ ‬والتجريب‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬واختبار‭ ‬التفكير،‭ ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬القيم‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬محيطهم‭ ‬البيئي،‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬قضاياهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬وتفعيل‭ ‬دورهم‭ ‬الوطني‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وابتكار‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬وحركة‭ ‬البناء‭ ‬التنموي‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الخضراء‭.‬

وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬القابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬المفاهيم‭ ‬البيئية،‭ ‬وقضايا‭ ‬المناخ‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬والاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬فضًلا‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬فقرات‭ ‬يومية‭ ‬بالإذاعة‭ ‬للتغطية‭ ‬الإخبارية‭ ‬لأحداث‭ ‬وفعاليات‭ ‬خاصة‭ ‬بالوضع‭ ‬المناخي‭ ‬بالعالم‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وربط‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الصفية‭ ‬واللاصفية‭ ‬قدرّ‭ ‬الإمكان،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬للطلبة‭ ‬بظاهرة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬أسبابها‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬والبيئة‭ ‬والكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهتها‭ ‬والحد‭ ‬منها،‭ ‬وإعداد‭ ‬خطة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬والمسابقات‭ ‬الفنية‭ ‬للطلبة‭ ‬والمعلمين،‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبي‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬استفادة‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬وقياس‭ ‬الأثر،‭ ‬ونقل‭ ‬الخبرات،‭ ‬وتنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬تطبيقًا‭ ‬لمبادئ‭ ‬المدارس‭ ‬المستدامة‭.‬

وبشكل‭ ‬عام‭ ‬فإن‭ ‬احتواء‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬على‭ ‬المواضيع‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬الطلبة‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمهارات‭ ‬البيئية‭ ‬المفترض‭ ‬تعلمها،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬الآثار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التغيرات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬جراء‭ ‬التدهور‭ ‬والتلوث‭ ‬مثل‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬والتربة‭ ‬والماء‭ ‬وأسباب‭ ‬حدوثها‭ ‬والنتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬أصناف‭ ‬الموائل‭ ‬الطبيعية‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تفاقمها،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬والكائنات‭ ‬الحية‭. ‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬المعلمين‭ ‬ومنتسبي‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬بناء‭ ‬وتصميم‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬المصاحبة‭ ‬موضوعات‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تخصصهم؛‭ ‬تكسب‭ ‬الطلبة‭ ‬اتجاهات‭ ‬إيجابية‭ ‬نحو‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬وحمايتها،‭ ‬واكتشاف‭ ‬طرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬مراحلهم‭ ‬الدراسية،‭ ‬ومهاراتهم،‭ ‬وفئاتهم‭ ‬العمرية،‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬الناجحة،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬فاعليتها‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬حيثً‭ ‬إن‭ ‬اليونسكو‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬الوطنية‭ ‬لدمج‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتطوير‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬كافة،‭ ‬ومثالا‭ ‬لبعض‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬أستراليا‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002م‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬لمستقبل‭ ‬مستدام،‭ ‬وأطلقت‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬مبادرة‭ ‬المدارس‭ ‬المستدامة‭ ‬الأسترالية،‭ ‬كذلك‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬منهج‭ ‬دراسي‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وفي‭ ‬الصين‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وتم‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬بعد‭ ‬مؤتمر‭ (‬قمة‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬1992‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬2003م،‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬والثانوية،‭ ‬ودمج‭ ‬المناهج‭ ‬وبناء‭ ‬قدرات‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

وإنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬قضايا‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬بالتعليم؛‭ ‬فقد‭ ‬أولت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬دورًا‭ ‬مهما‭ ‬ضمن‭ ‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التعليمية‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬وتصميم‭ ‬المشاريع‭ ‬ودمج‭ ‬عامل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والبعد‭ ‬البيئي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعليم‭ ‬الطلبة‭ ‬العادات‭ ‬الأكثر‭ ‬صداقة‭ ‬للبيئة؛‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وخلق‭ ‬جيل‭ ‬يدعم‭ ‬إجراءات‭ ‬خفض‭ ‬التلوث‭ ‬بثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬حيثً‭ ‬يهدف‭ ‬مجال‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مساهمة‭ ‬هذا‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬الدولية‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬وجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا،‭ ‬وتعوّل‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مشكلة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتدهور‭ ‬البيئي،‭ ‬وذلك‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬الطلبة‭ ‬والشباب‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحيط‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوعية‭ ‬البيئية‭ ‬والأنشطة‭ ‬المصاحبة‭ ‬من‭ ‬المسابقات،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬ستقوم‭ ‬به‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬توعية‭ ‬للمجتمع‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭. ‬وتشجيع‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مواقفه‭ ‬وسلوكه،‭ ‬وإكسابهم‭ ‬نهج‭ ‬التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭.‬

{‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات

‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا