بعد 8 محاولات فاشلة لإصدار قرار من قبل مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، جاء القرار الأخير، الذي يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار، بعد أن امتنعت أمريكا عن استخدام حق النقض «الفيتو»، ليلقي بصيصًا من الضوء على إمكانية وقف المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزة.
والحقيقة أن قرار مجلس الأمن ينص على وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، على أن «يؤدى إلى وقف دائم لإطلاق النار»، كما «يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن». كما يدعو أيضا إلى «إزالة كل العوائق» أمام المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة المعرضين لخطر المجاعة.
ودعمت الدول الأعضاء في مجلس الأمن القرار وامتنعت أمريكا عن التصويت، وأصبح العالم أمام أول قرار ملزم لإسرائيل بوقف الحرب.
ورغم أن القرار ربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن، ولم يشر إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إلا أنه يعتبر تحولًا كبيرًا في موقف واشنطن، التي تتعرض لضغوط للحد من دعمها لإسرائيل، بعد أن أسفر العدوان المستمر على غزة عن أكثر من 32 ألف شهيد.
وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح «وقف إطلاق النار» في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت 3 نصوص سابقة دعت إلى وقف إطلاق النار، وهو تحول مهم، يجب أن يضغط العالم كله من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار عمليًّا، بل وتحويله من وقف مؤقت إلى دائم.
وقد رحب العالم كله بهذا القرار، بما فيه حركة حماس، ما عدا قادة الحرب في دولة الاحتلال، فقد ألغى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن، لبحث الهجوم المزمع على رفح، واعتبر الموقف الأمريكي الجديد «تراجعًا واضحًا عن موقفها الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب»، ويعطي «حماس الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطفينا».
أما رفاق نتنياهو في حكومة التطرف والعنصرية فقد تباروا في إطلاق تصريحات في غاية البؤس، فقد اعتبر بن غفير أن قرار مجلس الأمن «يثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية وأمينها العام معادٍ للسامية ويشجع حماس». وأن عدم استخدام الرئيس الأمريكي للفيتو «يثبت أنه لا يضع في أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية»، داعيًا إلى زيادة التصعيد ومواصلة القتال «وبأي ثمن لهزيمة حماس». وكرر سموتريتش عبارات مشابهة، معتبرا أن عدم استخدام واشنطن الفيتو يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة «المختطفين».
قرار مجلس الأمن إيجابي ولا يجب التقليل من أهميته ولا من أهمية التحول ولو الجزئي في الموقف الأمريكي، فمازالت أوراق القوة والضغط في يد العواصم الغربية الكبرى، بعد أن خفت الصوت العربي وانشغلت موسكو بحربها في أوكرانيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك