العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان الإسرائيلي يستهدف إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني

بقلم: د. رمزي بارود {

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬الدعاء‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬تصريح‭ ‬يتكرر‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الغاضبين‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالعجز‭ ‬أمام‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ولكن‭ ‬هل‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الدعاء‭ ‬والدعاء‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬العصيب،‭ ‬بينما‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يقتلون‭ ‬ويجرحون‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية؟

كلا،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬يقوم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بذلك‭ ‬بالفعل‭.‬

إن‭ ‬الأحاديث‭ ‬المنسوبة‭ ‬إلى‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل،‭ ‬جماعيًّا‭ ‬أو‭ ‬فرديًّا،‭ ‬هي‭: ‬‮«‬من‭ ‬رأى‭ ‬منكم‭ ‬منكراً‭ ‬فليغيره‭ ‬بيده،‭ ‬ومن‭ ‬رأى‭ ‬منكم‭ ‬منكراً‭ ‬فليغيره‭ ‬بيده،‭ ‬ومن‭ ‬رأى‭ ‬منكم‭ ‬منكراً‭ ‬فليغيره‭ ‬بيده،‭ ‬ومن‭ ‬رأى‭ ‬منكم‭ ‬منكراً‭ ‬فليغيره‭ ‬بيده‮»‬‭. ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فبلسانه‭. ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فبقلبه،‭ ‬وهو‭ ‬أضعف‭ ‬الإيمان‮»‬‭.‬

الدعاء‭ ‬هو‭ ‬دعاء‭ ‬يتناقله‭ ‬القلب؛‭ ‬إنها‭ ‬محادثة‭ ‬المسلم‭ ‬مع‭ ‬الله‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لفظيا،‭ ‬أو‭ ‬لا‭. ‬وفي‭ ‬الصلوات‭ ‬الجماعية،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬خطب‭ ‬الجمعة‭ ‬أو‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مناسبات‭ ‬أخرى،‭ ‬يمكن‭ ‬أداء‭ ‬الأدعية‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭.‬

إن‭ ‬طبيعة‭ ‬الدعاء‭ ‬الجماعي‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أولويات‭ ‬أي‭ ‬جماعة‭ ‬أو‭ ‬مجتمع‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أمة‭ ‬مسلمة‭. ‬إن‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬والمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬أو‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يستغيث‭ ‬المسلمون‭ ‬بالله‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬

‮«‬اللهم‭ ‬حرر‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬يا‭ ‬رحمن،‭ ‬كن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬يا‭ ‬قوي،‭ ‬نج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الظلم‮»‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬سيل‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الدعاء‭. ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التلفظ‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مكة‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬إلى‭ ‬كوالالمبور،‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مسجد‭ ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

الدعاء‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والله،‭ ‬ويوضح‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬الله،‭ ‬وأن‭ ‬الشخص،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬فقيرًا‭ ‬ومحاصرًا‭ ‬وضعيفًا،‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأرضية‭ ‬ليتحدث‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬الجميع‭.‬

قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬غافر‭ ‬الآية‭ ‬60‭: (‬وَقَالَ‭ ‬رَبُّكُمُ‭ ‬ادْعُونِي‭ ‬أسْتَجِبْ‭ ‬لَكُمْ‭).‬

وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬الدعاء‭ ‬هو‭ ‬الملاذ‭ ‬الأخير‭. ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يسير‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬العمل‭. ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬العمل،‭ ‬بل‭ ‬يعززه‭. ‬الدعاء‭ ‬الجماعي‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬جماعي‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬مدفوعون‭ ‬بأولويات‭ ‬مماثلة،‭ ‬مثل‭ ‬السلام‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والرحمة‭ ‬واللطف‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ينشأ‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمصير‭ ‬المروع‭ ‬لغزة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬صغير‭ ‬أو‭ ‬كبير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الفكرة‭ ‬السائدة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬الدعاء‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬زرت‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬كنت‭ ‬أتعلم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬بإمكاني‭ ‬نقله‭. ‬لقد‭ ‬تعلمت‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬الشعب‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬المعارضة‭ ‬لعنف‭ ‬الدولة‭.‬

وتعلمت‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬قانون‭ ‬دنيوي،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬رفضنا‭ ‬الفطري‭ ‬لعدم‭ ‬المساواة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والشرور‭ ‬الأخرى‭. ‬وأخيرًا،‭ ‬تعلمت‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬ينهض‭ ‬الناس،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭.‬

ويصدق‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬أثناء‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬كما‭ ‬يصدق‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬التونسي‭ ‬الشهير‭ ‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الشابي‭ ‬قبل‭ ‬مائة‭ ‬عام،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬25‭ ‬عاما‭:‬

إذا‭ ‬الشَّعْبُ‭ ‬يوماً‭ ‬أرادَ‭ ‬الحياةَ‭    ‬

‭  ‬فلا‭ ‬بُدَّ‭ ‬أنْ‭ ‬يَسْتَجيبَ‭ ‬القدرْ

ولا‭ ‬بُدَّ‭ ‬للَّيْلِ‭ ‬أنْ‭ ‬ينجلي‭  ‬

‭  ‬ولا‭ ‬بُدَّ‭ ‬للقيدِ‭ ‬أن‭ ‬يَنْكَسِرْ

وتضمنت‭ ‬كلماته‭ ‬القوية‭ ‬أيضًا‭ ‬تحذيرًا،‭ ‬وهو‭ ‬تحذير‭ ‬مشؤوم‭ ‬من‭ ‬أشياء‭ ‬فظيعة‭ ‬قادمة‭:  ‬

ومَن‭ ‬لم‭ ‬يعانقْهُ‭ ‬شَوْقُ‭ ‬الحياةِ‭  ‬

‭  ‬تَبَخَّرَ‭ ‬في‭ ‬جَوِّها‭ ‬واندَثَرْ

فويلٌ‭ ‬لمَنْ‭ ‬لم‭ ‬تَشُقْهُ‭ ‬الحياةُ‭  ‬

‭  ‬من‭ ‬صَفْعَةِ‭ ‬العَدَمِ‭ ‬المنتصرْ

ولم‭ ‬تتخذ‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬الخيار‭ ‬الأخير،‭ ‬وكذلك‭ ‬غزة‭. ‬وكل‭ ‬محاولة‭ ‬لسحق‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬العظيمة‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭. ‬لقد‭ ‬بقوا‭ ‬وأصروا‭ ‬وشفوا‭ ‬جراحهم‭ ‬وقاوموا‭.‬

لقد‭ ‬اعتقدت‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬ستلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مركزيًا‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭. ‬ولكن‭ ‬بصراحة،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الإفريقية‭ ‬حريصة،‭ ‬بل‭ ‬ولا‭ ‬مثيل‭ ‬لها،‭ ‬على‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭.‬

تتواصل‭ ‬جهود‭ ‬بريتوريا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬التابعين‭ ‬لها‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬القوة‭ ‬أو‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬المطلقة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬عاملاً‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬الإرادة‭ ‬المطلقة‭ ‬للأمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬للحكومة،‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬أكثر‭ ‬إنصافًا‭ ‬وعدالة‭ ‬ويحكمه‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬ذي‭ ‬معنى‭.‬

وكان‭ ‬بوسع‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬ببساطة‭ ‬إلى‭ ‬الشفقة‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬أهميتها‭ ‬المفترضة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحكومات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الغربية‭ ‬الأكثر‭ ‬قوة‭ ‬والتي‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتزويدها‭ ‬بكل‭ ‬الأسلحة‭ ‬اللازمة‭ ‬لاستمرار‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭.‬

وكان‭ ‬بإمكانها‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الدعاء‭ ‬والدعاء‭ ‬والابتهال‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬الأمر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭. ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬استخدمت‭ ‬نفوذها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وسلطتها‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬لصالح‭ ‬الحرية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وضد‭ ‬الوحشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬أمام‭ ‬مؤسسة‭ ‬قانونية‭ ‬دولية‭.‬

من‭ ‬المفهوم‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬الكثيرون‭ ‬بالعجز،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬المرء‭ ‬فهم‭ ‬فداحة‭ ‬الجريمة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تستخدم‭ ‬إسرائيل‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬لكنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬استخدمت‭ ‬كل‭ ‬أسلحتها‭ ‬التي‭ ‬زودتها‭ ‬بها‭ ‬الغرب‭ ‬لإحداث‭ ‬دمار‭ ‬شامل،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭.‬

ولكن‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تستسلم‭ ‬غزة،‭ ‬فلماذا‭ ‬نستسلم؟‭ ‬حتى‭ ‬الاستسلام‭ ‬هو‭ ‬امتياز‭. ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بهذا‭ ‬الامتياز‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نمنحه‭ ‬لأنفسنا‭. ‬إن‭ ‬غزة‭ ‬تقاتل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقائها‭ ‬ذاته،‭ ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬نناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نفس‭ ‬الغاية‭.‬

اصنع‭ ‬دعاء‭ ‬لغزة‭. ‬فليكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬عملك‭ ‬الأول‭ ‬وأنت‭ ‬تشرع‭ ‬في‭ ‬سعيك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬عادل‭. ‬وقم‭ ‬بدعاء‭ ‬آخر‭ ‬لغزة،‭ ‬لتتوسل‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكافئ‭ ‬أعمالك‭ ‬المتفانية‭ ‬وحسنة‭ ‬النية‭.‬

وإذا‭ ‬كنت‭ ‬محاصرًا‭ ‬باليأس،‭ ‬فاستمر‭ ‬في‭ ‬الدعاء،‭ ‬حتى‭ ‬تكتشف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬يدك‭.‬

‭ ‬‭  ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا