قطاع غزة – الوكالات: قصف جيش الاحتلال بالطائرات الحربية والمدافع قطاع غزة مخلفا عشرات الضحايا فيما واصل عملياته أمس حول ثلاثة مستشفيات على الرغم من الدعوة لوقف إطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي اليوم الثالث والسبعين بعد المائة للعدوان الذي خلف أكبر عدد من الضحايا أكدت وزارة الصحة بغزة وصول أكثر من 66 شهيدا إلى المستشفيات خلال الليل «أكثر من نصفهم من الاطفال والنساء».
وأحصى الإعلام بغزة «أكثر من 50 غارة خلال 24 ساعة» ترافقت مع قصف مدفعي كثيف «واستهدفت منازل مدنيين» بدءاً من جباليا وبيت حانون ومدينة غزة في الشمال وصولا إلى المواصي ورفح وخان يونس في الجنوب.
وفي غارة واحدة استشهد في المواصي 12 شخصا بينهم أطفال عندما استهدفت خيمة عائلة نازحة مساء الثلاثاء، وفق وزارة الصحة.
وقال مراسل فرانس برس إن الطائرات الحربية تواصل شن غاراتها على رفح، حيث شوهدت كتلة نارية متوهجة ليلا.
وقال موسى ضهير (31 عاما) وهو من سكان رفح وتعرض منزله لغارة دمرته فجراً واستشهد فيها 7 من أفراد عائلته ونازحون لجأوا إليهم «كنت في البيت عندما ضربوه، حضنت ابنتي الصغيرة وتركتها تنام ورأيت المكان كله رماد، خرجت وجدت أن البيت كله وقع، كما ترون... لا يوجد شيء هنا، في الطابق الأرضي بنات أخي وابن أخي الصغير وزوجة أخي فقط، وفي الوسط أبي وأمي فقط، أبي عمره 75 سنة وأمي 63 سنة... لا علاقة لنا بالفصائل ولا بالمقاومة... إنه ضرب عشوائي... أبي وأمي بسطاء الله يرحمهم». وأضاف «أجواء موت. الجيش غير قادر على دخول رفح فيقصف المدنيين... هذه هي الحرب الجديدة. أين العالم أين الأمة أين العرب... حسبي الله ونعم الوكيل. لا نقدر أن نمشي في الشوارع من الرعب والقصف. أنا لا استوعب ما يجري. أبي وأمي وأصدقاؤهم النازحون كلهم راحوا. هربوا من الموت الى الموت». وقال «بعد قرار مجلس الامن زاد القصف. أرجو الا يصدروا قرارات لوقف النار، كلما أصدروا قرارات ضربونا أكثر».
وقالت وزارة الصحة إن الجيش اقتحم مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره الدبابات في خان يونس وطلب عبر مكبرات الصوت من مئات النازحين والكوادر الطبية مغادرة المستشفى باتجاه رفح، «وسط إطلاق النار والغارات الجوية».
وفي شمال غزة، يواصل الجيش لليوم العاشر محاصرة مجمع الشفاء الطبي ويخوض اشتباكات في محيطه. ومنذ اقتحام المجمع في 18 مارس يزعم الجيش أنه ينفذ «عمليات دقيقة»، مؤكدا «منع إلحاق الضرر بالمدنيين والمرضى والفرق والمعدات الطبية».
ولا يعرف بعد عدد ضحايا العملية ولا مصير النازحين والجرحى والكادر الطبي داخل المجمع وفي الأحياء المحيطة حيث تحدث سكان عن مشاهدة العديد من الجثث في الشوارع وعن قصف وهدم العديد من المنازل.
وقال الإعلام بغزة إن الاحتلال «قصف بالمدفعية مبنيي الجراحات والطوارئ والاستقبال في المجمع ما أسفر عن إحراقهما، واعتقل عشرات المدنيين».
ونقل عن شهود عيان أن القوات الغازية نسفت مباني في شارع فلسطين في حي الرمال المجاور وأن اشتباكات تدور حول المجمع الطبي في حيي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ القريب منه.
وتقول الأمم المتحدة إن المجاعة بات يصعب تلافيها في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة معظمهم نازحون ويعيشون منذ نحو ستة أشهر أهوال العدوان والحصار اللذين أسفرا عن تدمير البنية التحتية وحرمانهم من الغذاء والماء والوقود والكهرباء. ومنذ اندلاع العدوان لا تسمح إسرائيل التي تسيطر على المعابر سوى بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدة وتخضعها لعمليات تفتيش مطولة.
وبهدف تخفيف المعاناة لا سيما عن سكان الشمال الأكثر حرماناً، لجأت بعض الدول إلى إسقاط الأغذية جواً. لكن حماس دعت إلى وقف عمليات الإنزال بعد استشهاد 12 شخصاً غرقاً وستة جراء التدافع لدى جمعها. ونُفذت أمس خمس عمليات إسقاط مساعدات شمال القطاع بمشاركة الأردن ومصر والإمارات وألمانيا وإسبانيا.
وتبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين أول قرار يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة وإطلاق سراح الرهائن، عندما امتنعت واشنطن عن التصويت فأغضبت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وقال نتنياهو أمس إن «أسوأ ما في الأمر أنه شجع حماس على التشدد والاعتقاد بأن الضغط الدولي سيمنع إسرائيل من الإفراج عن الرهائن وتدميرها». وقال إن قراره عدم إرسال وفد إلى واشنطن هو «رسالة إلى حماس: لا تراهنوا على هذا الضغط فهو لن ينجح.. آمل أن تكون الرسالة قد وصلتم».
وذكرت شبكة (إن.بي.سي) التلفزيونية أمس نقلا عن مسؤول أمريكي أن مكتب نتنياهو أبلغ البيت الأبيض بأنه يريد تحديد موعد آخر لاجتماع ملغى بشأن عملية عسكرية مزمعة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وكان نتنياهو قال يوم الاثنين إنه لن يرسل الوفد بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض ضد مشروع قرار مجلس.
وقالت (إن.بي.سي) إن مسؤولين كبارا في الإدارة الأمريكية يعملون مع إسرائيل لتحديد موعد للاجتماع.
وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي إنه يعتزم إطلاع المسؤولين الإسرائيليين على البدائل للقضاء على حركة حماس الفلسطينية في غزة دون شن هجوم بري في رفح تقول واشنطن إنه سيمثل «كارثة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك