قطاع غزة – الوكالات: غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة السبت، بعد جولة محادثات جديدة استمرت عدّة أيام في قطر من أجل التوصّل إلى هدنة بغزة، وفقاً لمصدر مطّلع على المفاوضات.
وقال المصدر إنّهما سيقومان بـ«إطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة من المحادثات.. التي ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى»، مشيراً إلى أنّ «الفرق التقنية ما زالت في الدوحة».
وفي اقتراح أرسلته حركة حماس إلى الوسطاء في منتصف مارس، أعلنت أنها مستعدة لهدنة مدّتها ستة أسابيع وإطلاق سراح رهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
غير أنّ مسؤولاً في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس السبت إنّ المواقف «متباعدة جداً» في مفاوضات الهدنة. وأوضح أنّ إسرائيل «ترفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، وترفض الانسحاب الكامل لقواتها من قطاع غزة... وتريد ان يبقى ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرتها الكاملة».
وتتزايد الأصوات المحذرة من شنّ هجوم على مدينة رفح، حيث يتكدّس حوالي 1,5 ملايين فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء العدوان.
غير أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرّر تأكيده أنّ هجوماً برياً على رفح أمر ضروري من أجل تحقيق «النصر الكامل» على حماس.
وبينما يواجه نتنياهو ضغوطاً متصاعدة من الرأي العام الإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق الرهائن المحتجزين في غزة، نُظمت تظاهرة جديدة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية ببذل مزيد من الجهود في هذا المجال. وشهد التحرّك الذي شارك فيه أهالي الرهائن صدامات مع الشرطة.
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مواصلة عملياته البرية والجوية في خان يونس.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إنّ عشرات العربات المدرّعة والدبابات نفّذت توغّلاً قرابة الساعة الثانية فجراً، ترافق مع غارات جوية في وسط المدينة وفي محيط مستشفيي الناصر والأمل.
وفي هذا السياق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب بأنّ «قوات الاحتلال تحاصر كلّاً من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر وسط قصف عنيف جداً وإطلاق نار كثيف»، فيما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إنّ «عشرات» الأشخاص استشهدوا أو جُرحوا.
كما واصل الاحتلال قصفه رفح، وقال حسن زعنون أحد سكان المدينة الذي نجا من غارة ليلية، لوكالة فرانس برس أمس «كلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا».
وأضاف «كنت أنا وأطفالي نائمين هنا. لم نسمع صوت صاروخ، لكن فوجئنا بكلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا وضربات وصراخ. خرجت من تحت الأنقاض وأخرجت بناتي من تحت الأنقاض».
وفي الشمال الذي يشهد وضعاً إنسانياً كارثياً، أعلنت وزارة الصحة أنّ 21 فلسطينياً كانوا ينتظرون قافلة مساعدات بالقرب من مدينة غزة استشهدوا السبت «بنيران إسرائيلية».
وتفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع منذ بداية الحرب، كما تقيّد دخول الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية، والتي تصل بشكل رئيسي من مصر عبر معبر رفح بكميات غير كافية على الإطلاق، نظراً إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وأشار بلال هزيلة إلى أنّ ابن أخيه كان من بين الفلسطينيين الذين قتلوا عند نقطة توزيع المساعدات. وقال لوكالة فرانس برس «أراد أن يأخذ الدقيق والطعام. لديه طفل عمره شهران ويعتمد عليه 11 شخصاً. ليس لديهم ما يأكلونه لقد خسر حياته من أجل لا شيء».
وفي غرب مدينة غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الذي بدأه في 18 مارس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به.
وبحسب سلطات حماس، تعرّضت ثلاثة مبانٍ تؤوي مئات النازحين والمرضى والجرحى للقصف أمس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك