أعلنت روسيا أمس توقيف 11 شخصا، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم الذي نفذ في صالة للحفلات الموسيقية الجمعة في ضاحية موسكو تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص.
ويعدّ هذا الهجوم الأكثر حصدا للأرواح في موسكو منذ عشر سنوات على الأقلّ.
وأفاد الكرملين في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إن مدير جهاز الأمن الفدرالي (إف إس بي) أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين «بتوقيف 11 شخصا، بينهم أربعة إرهابيين ضالعين مباشرة في الهجوم». وجاء في البيان أن «مدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس بتوقيف 11 شخصا، من بينهم أربعة إرهابيين متورطين في الهجوم الإرهابي على صالة كروكوس».
وأوقف هؤلاء الأربعة المشتبه في أنهم منفذّو الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس، وفق لجنة التحقيق.
وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان.
وأكّدت أجهزة الأمن الروسية أمس أن المشتبه بهم كانت لديهم «جهات اتصال» في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار.
وقال نائب مجلس الدوما: «تم العثور على السيارة رينو التي كان يستقلها المشتبه بهم ليلاً بالقرب من قرية خاتسون في منطقة كراتشينسكي في مقاطعة بريانسك». وأشار النائب إلى أنه «تم العثور على مسدس ومخزن بندقية هجومية من طراز (إيه كى إم) وجوازات سفر لمواطنين من طاجيكستان في سيارة رينو»، وأرفق المنشور بصورة المسدس.
وقالت مارجريتا سيمونيان مديرة قناة روسيا اليوم على تطبيق تيليجرام: إن عدد قتلى الاعتداء وصل إلى 143، من دون ذكر مصدر المعلومة. وكانت أحدث حصيلة رسمية للقتلى أعلنتها لجنة التحقيقات الروسية 115 شخصا.
وأوضحت لجنة التحقيق عبر «تلجرام» أن هناك أشخاصا توفوا متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية ومن تنشق الدخان بعدما اشتعلت النيران في المبنى.
وأشارت في وقت سابق إلى أن المهاجمين المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا «أسلحة أوتوماتيكية» وأشعلوا المبنى بواسطة «سائل قابل للاشتعال».
ونشرت سيمونيان مقاطع فيديو تظهر اعترافات اثنين من المشتبه بهم أثناء استجوابهما من دون ذكر الجهة الراعية للهجوم.
وقال الرئيس الروسي في كلمة متلفزة للأمة أمس: «أتحدث إليكم اليوم بشأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين... أعلن يوم 24 مارس يوم حداد وطني». وأضاف: «أوقف منفّذو العمل الإرهابي الأربعة الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس. كانوا متّجهين نحو أوكرانيا حيث، وفقا لمعلومات أولية، كانت لديهم نافذة عبور للحدود»، مشيرا إلى أن «الإرهابيين والقتلة واللاإنسانيين سيواجهون مصيرا لن يحسدوا عليه».
وبعيد ذلك، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن أربعة من مقاتليه «كانوا مسلَّحين ببنادق رشاشة ومسدّس وسكاكين وقنابل حارقة» نفّذوا هجوما في مركز تجاري في موسكو.
ولم تعلّق السلطات الروسية بعد على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، لكن مسؤولين أشاروا إلى وجود صلة بين أوكرانيا ومنفّذيه. وكانت كييف التي نفت أي تورط لها في الهجوم مساء الجمعة رفضت أمس الاتهامات الروسية.
وتوالت ردود الفعل الدولية منددة بالعمل الإرهابي، وقالت الخارجية السعودية عبر منصة إكس إنها «تدين وتستنكر بشدة الهجوم».
وأعربت الخارجية الإماراتية في بيان عن «استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية».
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن «إدانتها الشديدة واستنكارها للهجوم». كما «جددت تأكيد موقف الرئيس محمود عباس الرافض للإرهاب أيا يكن مصدره».
ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في رسالة لبوتين «بشدة العمل الإرهابي» في موسكو مساء الجمعة مؤكدا تضامن لبنان «الكامل مع روسيا الاتحادية... ورفضه المطلق واستنكاره التام لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب».
وبعث الرئيس بشار الأسد رسالة إلى بوتين اعتبر فيها أن الهجوم «يرتبط مباشرة بالهزائم القاسية والمُوجعة التي تتكبدها النازية الجديدة» جراء «العملية العسكرية الخاصة» لموسكو في أوكرانيا.
وعبر الرئيس إبراهيم رئيسي في رسالة إلى بوتين عن تعازيه، بحسب ما ذكر الموقع الالكتروني للرئاسة.
وعبر رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد على منصة إكس عن «الصدمة» حيال «الهجوم الإرهابي المروع في موسكو».
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «بأشد العبارات الهجوم الإرهابي» في موسكو، وفق ما أورد المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.
وقدم الرئيس الصيني شي جينبينغ السبت «تعازيه» لنظيره الروسي وأكد أن «الصين تعارض الإرهاب بكل أشكاله وتندد بشدة بالهجوم الإرهابي وتدعم بحزم جهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن والاستقرار» في البلاد، وفق ما نقلت وكالة الصين الجديدة للأنباء.
ودان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشدّة «الهجوم الإرهابي الشنيع» على قاعة للحفلات الموسيقيّة في موسكو.
وقال وزير الخارجية ديفيد كامرون: إن المملكة المتحدة تدين «بأشد العبارات الهجوم الإرهابي القاتل».
وقدم البيت الأبيض تعازيه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: «نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع».
قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: إن «الاتحاد الأوروبي يشعر بالصدمة والهلع إزاء التقارير الواردة عن هجوم إرهابي في كروكوس سيتي هول في موسكو. يدين الاتحاد الأوروبي جميع الهجمات على المدنيين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك