على الرغم من الانشغالات المتعددة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، إلا أن جلالته لم يؤجل أو يغادر ما اعتاد عليه في شهر رمضان المبارك من لقاءات متواصلة مع شعبه الوفي المعطاء لتبادل التهاني والاطلاع على أوضاع المواطنين والاستماع إلى تقييمهم لمستوى الإنجازات التي حققتها الحكومة لهم، في أجواء رمضانية مميزة، خاصة وأن جلالته كثيرا ما وصف الفضائل الاجتماعية لشهر رمضان المبارك في مملكة البحرين بقول جلالته: «إن أجمل ما في هذا الشهر المبارك، بعد صيامه وقيامه، هو بركات التواصل التي يحرص على إدامتها أهل البحرين الكرام، تجسيدا لقيمهم الأصيلة في التواصل والتراحم فيما بينهم، وإحياء عادات عريقة ألفناها بيننا ونجد فيها سعادة اللقاء، وفرحة التقارب والمودة».
حيث تعد تلك اللقاءات منتديات للمحبة والأصالة والتقارب، ولم تقتصر على تبادل التهاني والتبريكات فحسب، بل تتناول شتى المجالات والانشغالات الشعبية، إضافة إلى أنها محطات للذاكرة التاريخية للمواطنين تعزز من صلتهم ببعضهم وبقيادتهم الوطنية الرشيدة، إذ إنها تعكس إحدى أهم عوامل قوة المجتمع ولحمته منذ زمن طويل، فقد كانت منصة أجدادهم وآبائهم للقاء والتشاور واتخاذ القرارات. وقد سعت قيادة البلاد الرشيدة إلى الحفاظ على هذا الإرث التاريخي النبيل الزاخر بأعراف وتقاليد تجسد قيم أهل البحرين وموروثهم الحضاري، فقد أضحت مجالسهم الرمضانية خاصة ومجالسهم العامرة طول العام عامة، مدارس تتعلم منها الأجيال.
وفي مساء يوم الإثنين 18 مارس 2024 استقبل جلالة الملك المعظم وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المهنئين من أهالي محافظة العاصمة الذين تشرفوا بالسلام على جلالته، معربين عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لجلالته بهذا الشهر الفضيل.
داعين المولى عز وجل أن يعيده على جلالته بموفور الصحة ودوام السعادة
وعلى مملكة البحرين وهي تنعم بالمجد تحت قيادة جلالته الرشيدة بمزيد من الرخاء والتقدم والنهضة.
وبعد أن استهل اللقاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم أعرب جلالته عن سعادته بتجدد اللقاء مع المواطنين في هذه الأيام والليالي المباركة، مذكرا إياهم بما قدمه جلالته خلال مسيرة ربع قرن من عطاء متواصل لخدمة شعب البحرين ونهضتها بالقول «إن خمسة وعشرين عاما بنينا البحرين مع بعض، وأنجزنا لبنة فوق لبنة وإن شاء الله أيضا إلى سنوات أكثر».
ولم ينسب جلالته ما تحقق إلى نفسه، فلم يقل إني بنيت وإني أنجزت، بل قال بنينا مع بعض وأنجزنا سويا، تعبيرا عن اعتزازه بالشعب البحريني المعطاء، وأدبا جما وتواضعا من جلالته ما بعده تواضع.
كما قال جلالته: «إن المملكة مستمرة في تبني البرامج وتوظيف كل أجهزتها لخدمة المواطن الذي هو الهدف والغاية لجميع الخطط والاستراتيجيات وهو محور التنمية والركيزة الأساسية لتحقيق التقدم والرقي»
نعم سيدي جلالة الملك المعظم كل ما وعدت به شعبك تحقق، فجلالتك القائد والموجه والرائد لكل إنجاز، والملهم لكل مبدع، والمثل لكل معطاء كريم، والمعلم والقدوة للمتفائل بالمستقبل، لذا فإن شعبك واثق كل الثقة أن القادم دائما أفضل، هكذا وعدته، وهذا ما يشهد تحققه كل مواطن غيور مخلص أمين.
وهذا ما نطقت به عيون قبل ألسن أبناء محافظة العاصمة الذين أعربوا عن خالص التهاني وأزكى التبريكات وأطيب الأمنيات بمناسبة اليوبيل الفضي لاعتلاء جلالة الملك سدة الحكم.
كما أعربوا عن عظيم فخرهم واعتزازهم بقيادة جلالته الحكيمة. وبما تحقق للمملكة وشعبها الوفي الكريم بفضل نهج جلالة الملك السديد من إنجازات حضارية وتنموية بارزة في مختلف الميادين والقطاعات. والتي جعلتها تحظى بمكانة رفيعة بين الأمم والشعوب المتقدمة بمجالات تنموية وتقنية واجتماعية وديمقراطية وتعليمية عديدة.
حفظ الله جلالة الملك المعظم وهنيئا له شعبه الأبي الوفي، ومبارك لشعب البحرين مليكه الذي رسم له طريق العز والأمل بغد أفضل، وهنيئا لمن يحظى بتوجيهاته السديدة ومرئياته البعيدة فتكون له عونا وحافزا لمزيد من العطاء والبناء والاقتدار، وهنيئا لمن يحظى بلقائه فيستمد منه العزم والإلهام والأمل، وكل عام والبحرين تتقدم بخطى واثقة نحو المجد والرفعة خليفية خليجية عربية مسلمة.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك