العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جلالة الملك المعظم وتقاليد شهر رمضان المبارك

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانشغالات‭ ‬المتعددة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬لم‭ ‬يؤجل‭ ‬أو‭ ‬يغادر‭ ‬ما‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬لقاءات‭ ‬متواصلة‭ ‬مع‭ ‬شعبه‭ ‬الوفي‭ ‬المعطاء‭ ‬لتبادل‭ ‬التهاني‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬تقييمهم‭ ‬لمستوى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لهم،‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬رمضانية‭ ‬مميزة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬جلالته‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬وصف‭ ‬الفضائل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقول‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬إن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك،‭ ‬بعد‭ ‬صيامه‭ ‬وقيامه،‭ ‬هو‭ ‬بركات‭ ‬التواصل‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬إدامتها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام،‭ ‬تجسيدا‭ ‬لقيمهم‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والتراحم‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬وإحياء‭ ‬عادات‭ ‬عريقة‭ ‬ألفناها‭ ‬بيننا‭ ‬ونجد‭ ‬فيها‭ ‬سعادة‭ ‬اللقاء،‭ ‬وفرحة‭ ‬التقارب‭ ‬والمودة‮»‬‭.  ‬

حيث‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬منتديات‭ ‬للمحبة‭ ‬والأصالة‭ ‬والتقارب،‭ ‬ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تتناول‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬والانشغالات‭ ‬الشعبية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬محطات‭ ‬للذاكرة‭ ‬التاريخية‭ ‬للمواطنين‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬صلتهم‭ ‬ببعضهم‭ ‬وبقيادتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬الرشيدة،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تعكس‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬قوة‭ ‬المجتمع‭ ‬ولحمته‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬منصة‭ ‬أجدادهم‭ ‬وآبائهم‭ ‬للقاء‭ ‬والتشاور‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭. ‬وقد‭ ‬سعت‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬الرشيدة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬النبيل‭ ‬الزاخر‭ ‬بأعراف‭ ‬وتقاليد‭ ‬تجسد‭ ‬قيم‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وموروثهم‭ ‬الحضاري،‭ ‬فقد‭ ‬أضحت‭ ‬مجالسهم‭ ‬الرمضانية‭ ‬خاصة‭ ‬ومجالسهم‭ ‬العامرة‭ ‬طول‭ ‬العام‭ ‬عامة،‭ ‬مدارس‭ ‬تتعلم‭ ‬منها‭ ‬الأجيال‭. ‬

وفي‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬استقبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وبحضور‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المهنئين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬محافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬الذين‭ ‬تشرفوا‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬جلالته،‭ ‬معربين‭ ‬عن‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لجلالته‭ ‬بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭. ‬

داعين‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يعيده‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬بموفور‭ ‬الصحة‭ ‬ودوام‭ ‬السعادة‭  ‬

وعلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تنعم‭ ‬بالمجد‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالته‭ ‬الرشيدة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الرخاء‭ ‬والتقدم‭ ‬والنهضة‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬استهل‭ ‬اللقاء‭ ‬بقراءة‭ ‬آيات‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬أعرب‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بتجدد‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬والليالي‭ ‬المباركة،‭ ‬مذكرا‭ ‬إياهم‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬جلالته‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬متواصل‭ ‬لخدمة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬خمسة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاما‭ ‬بنينا‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬بعض،‭ ‬وأنجزنا‭ ‬لبنة‭ ‬فوق‭ ‬لبنة‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬أكثر‮»‬‭.‬

ولم‭ ‬ينسب‭ ‬جلالته‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬إلى‭ ‬نفسه،‭ ‬فلم‭ ‬يقل‭ ‬إني‭ ‬بنيت‭ ‬وإني‭ ‬أنجزت،‭ ‬بل‭ ‬قال‭ ‬بنينا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وأنجزنا‭ ‬سويا،‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بالشعب‭ ‬البحريني‭ ‬المعطاء،‭ ‬وأدبا‭ ‬جما‭ ‬وتواضعا‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬تواضع‭.‬

كما‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬البرامج‭ ‬وتوظيف‭ ‬كل‭ ‬أجهزتها‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬والغاية‭ ‬لجميع‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬وهو‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬والركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي‮»‬

نعم‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬وعدت‭ ‬به‭ ‬شعبك‭ ‬تحقق،‭ ‬فجلالتك‭ ‬القائد‭ ‬والموجه‭ ‬والرائد‭ ‬لكل‭ ‬إنجاز،‭ ‬والملهم‭ ‬لكل‭ ‬مبدع،‭ ‬والمثل‭ ‬لكل‭ ‬معطاء‭ ‬كريم،‭ ‬والمعلم‭ ‬والقدوة‭ ‬للمتفائل‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬شعبك‭ ‬واثق‭ ‬كل‭ ‬الثقة‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬دائما‭ ‬أفضل،‭ ‬هكذا‭ ‬وعدته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشهد‭ ‬تحققه‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬غيور‭ ‬مخلص‭ ‬أمين‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬نطقت‭ ‬به‭ ‬عيون‭ ‬قبل‭ ‬ألسن‭ ‬أبناء‭ ‬محافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬الذين‭ ‬أعربوا‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬التهاني‭ ‬وأزكى‭ ‬التبريكات‭ ‬وأطيب‭ ‬الأمنيات‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لاعتلاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬سدة‭ ‬الحكم‭.‬

كما‭ ‬أعربوا‭ ‬عن‭ ‬عظيم‭ ‬فخرهم‭ ‬واعتزازهم‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالته‭ ‬الحكيمة‭. ‬وبما‭ ‬تحقق‭ ‬للمملكة‭ ‬وشعبها‭ ‬الوفي‭ ‬الكريم‭ ‬بفضل‭ ‬نهج‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬السديد‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬حضارية‭ ‬وتنموية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬والقطاعات‭. ‬والتي‭ ‬جعلتها‭ ‬تحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬المتقدمة‭ ‬بمجالات‭ ‬تنموية‭ ‬وتقنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬وتعليمية‭ ‬عديدة‭. ‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وهنيئا‭ ‬له‭ ‬شعبه‭ ‬الأبي‭ ‬الوفي،‭ ‬ومبارك‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬مليكه‭ ‬الذي‭ ‬رسم‭ ‬له‭ ‬طريق‭ ‬العز‭ ‬والأمل‭ ‬بغد‭ ‬أفضل،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحظى‭ ‬بتوجيهاته‭ ‬السديدة‭ ‬ومرئياته‭ ‬البعيدة‭ ‬فتكون‭ ‬له‭ ‬عونا‭ ‬وحافزا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والبناء‭ ‬والاقتدار،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحظى‭ ‬بلقائه‭ ‬فيستمد‭ ‬منه‭ ‬العزم‭ ‬والإلهام‭ ‬والأمل،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬تتقدم‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬نحو‭ ‬المجد‭ ‬والرفعة‭ ‬خليفية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭.‬

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا