قطاع غزة – الوكالات: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس عدوانه على مجمع الشفاء بمدينة غزة، في وقت تجري مفاوضات في قطر للتوصل إلى هدنة في القطاع المحاصر مع تزايد التحذيرات من مجاعة بات يصعب تجنبها.
وتعرضت أحياء محيطة بالمجمع، مثل الرمال والنصر لوابل من القصف من الطائرات الحربية والدبابات والمسيرات، حولت عشرات المنازل إلى ركام وأرغمت المئات من ساكنيها ممن لم ينزحوا على الفرار، وفق ما أفاد شهود عيان ومراسل لوكالة فرانس برس.
وأحصى الدفاع المدني تدمير «أكثر من 45 شقة سكنية» جراء الغارات وقال: إن «عشرات الشهداء والمصابين ما زالوا في المنازل او الطرقات، حيث يطلق الاحتلال النار على من يحاول انقاذ الجرحى». وأكد أن «اشتباكات عنيفة تركزت في حي الرمال ومخيم الشاطئ بغزة».
وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن «قلق بالغ» من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية.
ونفذ جيش الاحتلال وفق مكتب الإعلام بغزة «عشرات الغارات الجوية الدموية في مناطق قطاع غزة». في حين دارت اشتباكات عنيفة في الشمال والوسط ولا سيما في خان يونس في الجنوب وفق شهود عيان.
وأعلن الجيش مقتل ضابط في جباليا في شمال القطاع ليرتفع عدد قتلاه إلى 251 منذ 27 أكتوبر. وقال إنه يخوض معارك وينفذ غارات لا سيما في وسط القطاع، وفي القرارة في خان يونس.
وقالت وزارة الصحة بغزة: إنها أحصت خلال 24 ساعة حتى صباح أمس 78 شهيدا على الأقل، غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن. وأضافت أنها سجلت 15 شهيدًا، بينهم ثلاث سيدات وأربعة أطفال، جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل وشققا سكنية في مخيم ومدينة رفح.
وتجمع أهالي الضحايا في مستشفى النجار لتسلم جثث أبنائهم الذين استشهدوا في هذه الغارات. وقال إبراهيم جرغون وهو يغالب دموعه: «العرب والمسلمون في هذا الشهر الفضيل يستفيقون على السحور فيما نحن نتسحر دماء وأشلاء. حسبي الله ونعم الوكيل».
في الوقت ذاته تتواصل في الدوحة محادثات للتوصل إلى هدنة عبر الولايات المتحدة وقطر ومصر. وغادر رئيس الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد برنيع قطر أمس لكن المفاوضات مستمرة، وفق المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.
وذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي إن المباحثات كانت «إيجابية» وأن المفاوضين الإسرائيليين سيواصلون البحث في «التفاصيل» مع الوسطاء.
وقال مسؤول في حماس لفرانس برس مساء الاثنين: «قدمت الحركة رؤيتها للوسطاء في مصر وقطر ونحن بانتظار رد العدو على ما قدمته الحركة في لقاءات الدوحة مع الوسطاء.. حتى الآن لا يوجد أي تقدم ولا يوجد أي اختراق».
وأضاف أن «الكرة في ملعب نتنياهو لنرى هل سيماطل ويعطل التوصل إلى اتفاق كما في كل جولة، أم أنه سيغير باتجاه التوصل إلى اتفاق».
قدّمت حماس الأسبوع الماضي مقترحا للتهدئة في قطاع غزة يقوم على مرحلتين على أن يتم في البدء الاتفاق على هدنة لستة أسابيع والإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين، بينهم للمرة الأولى مجندات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك