العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الموقف البحريني.. والنفاق الغربي

منذ‭ ‬أيام‭ ‬أشار‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ (‬أخبار‭ ‬الخليج‭) ‬إلى‭ ‬الموقف‭ ‬المشرف‭ ‬لرئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ماليزيا‭ ‬أمام‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني،‭ ‬منتقدا‭ ‬النفاق‭ ‬الغربي‭ ‬والازدواجية‭ ‬المفضوحة،‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والدعم‭ ‬المتواصل‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وتبرير‭ ‬جرائمها‭. ‬

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الماليزي‭ ‬وخلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬مع‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبلاده‭ ‬واضح‭ ‬للغاية‭ ‬ولم‭ ‬يتغير،‭ ‬حيث‭ ‬يقف‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد،‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬غزة‭.. ‬فعقب‭ ‬عليه‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬ندعم‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ضد‭ ‬حماس‮»‬‭.. ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬الرئيس‭ ‬الماليزي‭ ‬قائلا‭: ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتردد‭ ‬والمتناقض‭ ‬تجاه‭ ‬عرق‭ ‬وآخر؟‭ ‬أين‭ ‬إنسانيتكم؟‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬النفاق؟‭ ‬أين‭ ‬ألقينا‭ ‬إنسانيتنا؟

لذلك‭ ‬نقول‭.. ‬لطالما‭ ‬أعجبتنا‭ ‬ونالت‭ ‬اهتمامنا‭ - ‬كشعوب‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ - ‬المواقف‭ ‬المؤيدة‭ ‬والداعمة‭ ‬لقضايانا‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحقوقنا‭ ‬المشروعة‭.. ‬يزداد‭ ‬الإعجاب‭ ‬وتتضاعف‭ ‬مشاعر‭ ‬السعادة،‭ ‬ليس‭ ‬لوجود‭ ‬مناصر‭ ‬معنا،‭ ‬ولكن‭ ‬لوجود‭ ‬من‭ ‬يؤمن‭ ‬بذات‭ ‬القناعات‭ ‬التي‭ ‬نؤمن‭ ‬بها،‭ ‬ويؤكد‭ ‬لنا‭ ‬صواب‭ ‬موقفنا‭.. ‬فهي‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة،‭ ‬وموقف‭ ‬إنساني‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أصوات‭ ‬متعددة‭ ‬ومواقف‭ ‬مشرفة،‭ ‬تحاول‭ ‬الآلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الغربية‭ ‬عدم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها،‭ ‬وإن‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬بلادها،‭ ‬أو‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دارها‭.‬

هناك‭ ‬مسألة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬الشعوب،‭ ‬وخاص‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬‮«‬اعتياد‮»‬‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬قته‭ ‬وتهجيره‭ ‬هم‭ ‬أفراد‭ ‬حماس‭ ‬‮«‬الإرهابيون‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تقتل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬وكأن‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭.. ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬العيش‭ ‬والآدمية‭..!!‬

لدينا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬موقف‭ ‬مشرف‭ ‬وراسخ‭ ‬وثابت،‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬به،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي،‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬اكتوبر،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬تؤكد‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬مثل‭ ‬سائر‭ ‬الشعوب،‭ ‬وبالأمس‭ ‬كذلك‭ ‬أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني،‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬سموه‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬والداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمؤيد‭ ‬لكافة‭ ‬المساعي‭ ‬والجهود‭ ‬الرامية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬وحقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬ووقف‭ ‬التصعيد‭ ‬وتجنب‭ ‬العنف‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬وضمان‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭.‬

وحيث‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬الرمضانية‭ ‬اليومية،‭ ‬ونسمع‭ ‬دعاء‭ ‬إمام‭ ‬المسجد‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬وهو‭ ‬يدعو‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬عند‭ ‬دعاء‭ ‬القنوت‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بأن‭ ‬ينصر‭ ‬فلسطين‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬فهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يجعل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬للكبار‭ ‬والصغار‭ ‬معا‭.‬

فلا‭ ‬نستهين‭ ‬أو‭ ‬نتهاون‭ ‬في‭ ‬الدعاء،‭ ‬فهو‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬المناصرة‭ ‬والتضامن،‭ ‬وشكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬والإسلامي‭ ‬الواجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭.. ‬ولأنه‭ ‬يذكرنا‭ ‬دائما‭ ‬بأن‭ ‬النصر‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.. ‬ويكشف‭ ‬لنا‭ ‬زيف‭ ‬النفاق‭ ‬الغربي‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا