لندن - (د ب ا): أثناء خطاب حالة الاتحاد في السابع من مارس الجاري أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تشييد ميناء قبالة ساحل غزة للمساعدة في وصول المساعدات الى المدنيين الفلسطينيين. وترى الباحثة والمحامية الدولية الإسرائيلية المقيمة في المملكة المتحدة نومي بار- ياكوف أنه على الرغم من أن هذا يعد إجراء إنسانيا مهما، فإنه في الغالب اعتراف بفشل التوصل الى وقف لإطلاق النار، وإقناع إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية الكبيرة برا.
وتضيف بار- ياكوف الزميلة المشاركة في برنامج الأمن الدولي في معهد تشاتام هاوس البريطاني (المعهد الملكي للشؤون الدولية) أن الهوات الشاسعة بين موقفي حماس وإسرائيل تنطوي على خطر حدوث تصعيد إقليمي خطير. كما يزيد استمرار القتال من صعوبة مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون المساعدات أن 500 ألف شخص على الأقل على حافة المجاعة، وأن أكثر من 17 ألف طفل أصبحوا يتامى أو من دون عائل.
وأشارت بار- ياكوف في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس أن شهر رمضان كان يعتبر موعدا محددا مهما للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للفلسطينيين في غزة وتخفيف حدة التوترات. ولكن ما حدث هو أن هذا الشهر سوف يشهد تصعيدا محتملا، فالتقارير حول منع رجال الشرطة الإسرائيليين وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى مساء الاثنين الماضي تؤكد نوع التوترات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد العنف. كما سوف تكون هناك حاجة الى المساعدات الإنسانية ومساعدات التعافي لفترة طويلة حتى بعد التوصل لوقف إطلاق نار دائم.
كما أن أزمة غزة تؤثر بشكل مباشر على الوضع في الضفة الغربية. وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 400 فلسطيني لقوا حتفهم في المنطقة منذ السابع من أكتوبر نتيجة لأعمال التوغل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وعنف المستوطنين. كما زاد عدد الاعتقالات في الضفة الغربية، كما أن التوترات تتصاعد هناك أيضا.
وتقول بار- ياكوف إنه في ظل كل ذلك يعد الخبر الجيد الوحيد هو أنه يبدو أن عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقترب من نهايته، على الرغم من أنه لا يعلم أحد الوقت الذي سوف تستغرقه عملية عزله من منصبه. فقد أبدت واشنطن بوضوح نفاد صبرها إزاء نتنياهو وتسعى الى تشكيل شراكة مع قيادة بديلة في إسرائيل. وكانت الزيارة غير العادية التي قام بها للولايات المتحدة الأسبوع الماضي بيني جانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي (رغم عدم موافقة نتنياهو الصريحة) زيارة لم يسبق لها مثيل، ودليلا واضحا على غضب إدارة بايدن تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي.
والأمر الأكثر إثارة للذهول هو دعوة تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة الى إجراء انتخابات في إسرائيل ليحل رئيس وزراء جديد بدلا من نتنياهو. وقد أبدى ثلاثة من أعضاء مجلس الحرب الذي يترأسه نتنياهو -هم وزير الدفاع يوآف جالانت، وجانتس، وجادي إيزينكوت - اعتزامهم منافسته على منصب رئيس الوزراء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك