القدس المحتلة – الوكالات: ندّدت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى مساء يوم الجمعة بتعيين الرئيس محمود عباس مقرّباً منه رئيساً للوزراء، في موقف ردّت عليه حركة فتح باتّهام غريمتها بـ«التسبّب في إعادة احتلال إسرائيل قطاع غزة».
ويوم الخميس، عيّن رئيس السلطة الفلسطينية الخبير الاقتصادي المقرّب منه محمد مصطفى رئيساً جديداً للوزراء، في مسعى لتعزيز قيادته واستعادة مصداقيتها.
وغداة تعيين مصطفي، قالت حماس في بيان إنّ «تعيين حكومة بدون توافق وطني هو خطوة فارغة بالتأكيد من المضمون وتعمّق الانقسام» بين الفلسطينيين.
ووقّعت البيان أيضاً حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولفت البيان إلى أنّ تعيين رئيس جديد للوزراء يثبت «عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلّعاته».
لكنّ ردّ فتح لم يتأخّر، إذ سارعت الحركة التي يتزعّمها عبّاس إلى إصدار بيان اتّهم حماس بالتسبّب بـ«نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة عام 1948».
وقالت فتح في بيانها إنّ «من تسبّب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبّب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في قطاع غزة، لا يحقّ له إملاء الأولويات الوطنية».
وأضاف البيان أنّ حماس هي «المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني»، متّهماً الحركة بأنّها «تفاوض الآن إسرائيل وتقدّم لها التنازلات تلو التنازلات ولا هدف لها سوى أن تتلقّى قياداتها ضمانات لأمنها الشخصي».
وفي بيانها استهجنت فتح «حديث حماس عن التفرّد والانقسام»، متسائلة عما إذا كانت حماس قد شاورت أحداً «عندما اتّخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، التي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة عام 1948؟».
كما اتّهمت فتح في بيانها حماس بالسعي إلى إبرام اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية».
والقيادة الفلسطينية منقسمة منذ المواجهات المسلّحة التي دارت بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة في يونيو 2007 التي أطاحت بنتيجتها حماس بسلطة الرئيس محمود عباس من القطاع.
وتعمّق الانقسام مذّاك بين سلطة فلسطينية برئاسة محمود عباس محدودة الصلاحيات في الضفة الغربية المحتلة، وحماس التي تمسك بالسلطة في قطاع غزة.
وفي الأشهر الأخيرة وجّه فلسطينيون كثر انتقادات لعباس البالغ 88 عاماً الذي انتخب في عام 2005، لـ«عجزه» في مواجهة الضربات الإسرائيلية.
وفي رسالة قبول التكليف قال مصطفى إنه «مدرك خطورة هذه المرحلة التي تمرّ بها قضيتنا الوطنية»، وشدّد على التمسّك بموقف القيادة ومفاده أنّ «لا دولة دون غزة، ولا دولة في غزة بعيداً عن الضفة والقدس».
ويسود الغموض الدور الذي يمكن أن تؤديه السلطة الفلسطينية بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، نظراً إلى محدودية نفوذها ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيّ تصوّر لدولة فلسطينية مستقبلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك