اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
حين تنتحر الأخلاق
تشير الإحصائيات إلى أن هناك 36 مليونَ مقطعٍ إباحي للأطفال على الإنترنت تم رصده خلال العام الماضي في أمريكا، وهو ما وصفه الخبراء بأنه بحق فضيحة.
للأسف الشديد هذا الانتشار الهائل للمواد الإباحية على شبكة الإنترنت اليوم بات يمثل معضلة كبيرة ليس في أمريكا فقط بل في كل دول العالم، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الاهتمام والبحث عن حلول، وهو ما أكده الكاتب الأمريكي تيري شيلينغ بحسب مجلة نيوزويك والذي أشار إلى أن صناعة الأفلام الإباحية شهدت تصاعدا كبيرا على مدى العقود القليلة الماضية حتى أن تكلفة القيمة الإجمالية لهذه الصناعة في الوقت الحالي تصل إلى مائة مليار دولار.
لعل المشكلة الأهم التي تواجه العالم اليوم هو إدمان تلك المواد الإباحية من قبل بعض الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة من الليل في تصفح تلك المواقع عبر هواتفهم من دون علم الأهل، ليس تقصيرا أو قصورا من الآباء بل استغفالا لهم.
مؤخرا كشف النائب محمد الحسيني رئيس لجنة الخدمات بمجلس النواب عن تحركات نيابية عاجلة في ضوء انتشار عدة مقاطع فيديو في بعض المدارس تظهر عددا من الطلبة يصورون مشاهد تمثيلية تتضمن إيحاءات شاذة مشيرا إلى أن النواب طلب اجتماعا عاجلا مع وزير التربية والتعليم لبحث هذا الأمر وأنهم يطالبون بإجراءات صارمة ورادعة نظرا إلى ما يمثله من خطورة على المجتمع البحريني، وعلى سلوكيات أبنائنا الطلبة والطالبات.
ومن جانبه أكد سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة مشكورا متابعة الموضوع، وأن الوزارة ستتعامل بكل حزم ضد أي انحراف في السلوك التربوي والرسالة التعليمية للمدارس، وأنه لا تهاون مع مثل هذه السلوكيات الشاذة التي تخالف تعاليم ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الوطنية.
إن استغواء أبنائنا نحو السلوكيات الشائنة والشاذة والدخيلة علينا، واستهدافهم أخلاقيا وعقائديا من الأمور الخطيرة والمرعبة اليوم ليبقى السؤال:
ماذا نحن فاعلون تجاه حماية هذا الجيل في زمن انتحرت فيه كثير من القيم والأخلاق التي تربينا ونشأنا عليها جميعا؟!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك