يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
شكرا للرئيس بايدن «الصهيوني»
نعم.. يجب ان نشكر الرئيس الأمريكي بايدن ونقدر له ما قاله.
المناسبة تصريحات ادلى بها بايدن منذ أيام لمحطة تلفزيون أمريكية عن الموقف الأمريكي من الكيان الصهيوني وضع فيها النقاط فوق الحروف وقطع الشك باليقين كما يقال.
وفي المقابلة سئل بايدن عما إذا كان هناك «خط أحمر» يجب على إسرائيل ألا تتجاوزه في هجومها على غزة وما إذا كان هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح سيشكل «خطا أحمر».
بايدن قدم إجابة محددة قاطعة تمثلت في النقاط التالية:
- لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. الدفاع عن إسرائيل يبقى أمرا بالغ الأهمية.
- لا توجد «خطوط حمراء» ستحرم إسرائيل من الدعم الأمريكي.
- لا يمكن ان أوقف شحنات الأسلحة بالكامل في أي ظرف.
طبعا تحدث بايدن عن معاناة الفلسطينيين وارتفاع اعداد الضحايا وضرورة ان يولي نتنياهو «المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تزهق نتيجة الإجراءات المتخذة».
هذا الموقف الذي أعلنه بايدن بمنتهى الوضوح مهم جدا. لماذا؟
في الفترة الماضية تحدثت تقارير كثيرة عن تحول في موقف الإدارة الأمريكية من حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وعن ضغوط تمارسها الإدارة على حكومة الكيان الصهيوني، وعن غضب على نتنياهو وعدم رضا عنه.. وهكذا.
لكن الرئيس الأمريكي مشكورا فند كل هذه التقارير وحسم الموقف الأمريكي على نحو ما رأينا.
كي ندرك أهمية موقف بايدن علينا ان نتأمل الأمور التالية:
كما نتابع، الرأي العام الأمريكي في مجمله ضد حرب الإبادة في غزة ويطالب بموقف امريكي حازم لوقف الحرب ويندد بدعم إدارة بايدن اللامشروط للكيان الصهيوني.
في داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه هناك تيار لا يستهان به يرفض موقف بايدن ويطالب بإعادة النظر في العلاقات مع الكيان الصهيوني. وقد رأينا كيف ان نوابا ديمقراطيين يطالبون في رسالة رسمية لبايدن بوقف تصدير الأسلحة للكيان.
وكما نعلم عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين في مختلف مؤسسات الدولة عبروا عن موقفهم في رسائل وعرائض رسمية برفض حرب الإبادة ورفض موقف الإدارة الأمريكية
وهناك تيار جديد في الحزب الديمقراطي يطالب بعدم تلقي أي معونات في حملة الرئاسة من منظمة ايباك، اللوبي الصهيوني الرئيسي في أمريكا، كي لا تكون الإدارة خاضعة لابتزاز هذا اللوبي.
كثيرون في الحزب الديمقراطي يخشون ان يخسر بايدن الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب موقفه من حرب ابادة غزة وهذا ما توحي به استطلاعات الرأي العام.
على الرغم من كل هذا، حدد بايدن موقف ادارته على النحو السابق.
ماذا يعني هذا؟
يعني ببساطة شديدة ان إدارة بايدن تقف بلا أي تحفظ مع الكيان الصهيوني في حرب الابادة التي يشنها.
معناه ان إدارة بايدن مستعدة في الذهاب مع العدو الصهيوني الى ابعد حد ممكن في حرب الابادة، وانه مهما فعل العدو مهما كانت شناعته سيؤيده بايدن.
من الواضح الا شيء على الاطلاق يمكن ان يغير مشاركة إدارة بايدن في حرب الابادىة الصهيونية ودعمه اللامحدود للكيان الصهيوني. اذا كان كل هذا الرفض في داخل أمريكا وكل هذه المخاوف داخل الحزب الديمقراطي من خسارة الانتخابات بسبب موقف بايدن لا يعنيه في شيء ولا يدفعه إلى تغيير موقفه، فما الذي يمكن ان يدفعه اذن؟.
ليس مهما هنا الأسباب التي تفسر موقف بايدن على هذا النحو والذي يستفز حتى الشعب الأمريكي، ويعتبر في حد ذاته جريمة بحق الإنسانية والقانون الدولي.
المهم ان الدول العربية بالذات يجب ان تدرك ان ما قاله بايدن هو الموقف الأمريكي الحاسم النهائي، وان أي رهان على إدارة بايدن من أي نوع لا معنى له على الاطلاق.
ان كان لدى الدول العربية شيء تريد ان تفعله في مواجهة أمريكا لدفعها إلى تغيير موقفها فلتفعله، او فلتصمت وتكف عن الحديث عن أي دور امريكي.
من الواضح ان الرئيس بايدن عندما يصر في أي مناسبة على القول “أنا صهيوني” لا يقول كلاما انشائيا. هو يثبت كل يوم انه بالفعل صهيوني قلبا وقالبا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك