احتفل شعب البحرين الوفي المعطاء باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم مقاليد الحكم في مملكة البحرين عام 1999، احتفالا يليق بهذه المناسبة الوطنية التي مثلت انعطافه تاريخية مشهودة في مسيرته، ويكفي فخرا أن جلالة الملك المعظم قاد بجد واجتهاد ما نحن عليه اليوم من أمن وأمان واستقرار ومحبة، وسط بيئة إقليمية وعالمية تتلاطمها الأمواج، وتنتقل من أزمة إلى أخرى، ودول تزداد ضعفا وتترحم على ما مضى من سنين، بينما نحن اليوم نحمد الله ونشكره على ما منحنا من قوة أكبر وأرفع مما كنا بالأمس، وغدا سنتخطى اليوم، وهكذا فإن حياتنا ترتقي من حال إلى أحسن منها، ومملكتنا العزيزة تواصل إعلاء نهضتها من مجد إلى مزيد من الأمجاد والرفعة، فقد ترسخ البناء التنموي عميق الجذور الذي أرسى قواعده جلالة الملك المعظم وحقق حفظه الله ورعاه لشعب البحرين أفضل صيغ الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي النابع من الحاجات الوطنية، وأرسى قواعد دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية الحقة، ووثق العلاقة بين مؤسسات الدولة وقيم الشعب وتراثه الخالد، وأصبح العالم أجمع ينظر بعين الاحترام والتقدير لتجربتنا الوطنية الخالصة في مختلف مجالات الإصلاح والتنمية والريادة والنهضة، والتي وضعت البحرين في طليعة بلدان مجلس التعاون الخليجي في النمو والحراك الاقتصادي والتنمية المستدامة والنضج السياسي والتعاضد والتكافل والتكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومة، وفي القدرة على التعامل مع المستجدات الإقليمية والعالمية ومواجهة أعتى التحديات، والصمود والنصر على أقسى المؤامرات، ودحر مخططات الأعداء ما خفي منها وما ظهر. وفي ذلك يؤكد جلالة الملك المعظم عزمه على أن «تبقى بلادنا مرفوعة الرأس عالية القامة، مهما بلغت شدة التحديات، التي تذللها في كل الأوقات عزيمة أهلها وصلابة إرادتهم، وثبات واستقرار مؤسساتها الدستورية، ومن بينها المؤسسة القضائية، المستقلة في قراراتها، والحريصة على أن تتواصل إصلاحاتها وإنجازاتها على الصعيدين القضائي والحقوقي». وحرص جلالة الملك على إشاعة روح التفاؤل بالمستقبل الزاهر، الناجم عن النجاحات المتواصلة التي حققتها البلاد، وما كان ذلك ليتحقق لولا عون الله جل في علاه، ورعايته للبحرين، وحكمة وشجاعة جلالة الملك، والتفاف الشعب حول قيادته الحكيمة، والعلاقات المتينة التي أرساها مع الدول الشقيقة والصديقة، فشهدت البلاد جهودا متنامية لتطوير وعصرنة بنية الدولة ومؤسساتها بدءا من منظومة العمل الحكومي والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، واعتماد أحدث التقنيات التي شهدها العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة وما تلاها.
وقد كان جلالة الملك المعظم ولم يزل يعبر عن مرئيات جلالته لنهضة الشعب وارتقاء الوطن من خلال لقاءاته بالمواطنين وخطبه وكلماته في المناسبات الوطنية والإقليمية والدولية باعتبارها ثوابت وطنية لا حياد عنها، والتي في مقدمتها استمرار مسيرة البناء والإصلاح والتنمية، وتحقيق المزيد من الرخاء والتحسين والتطوير والازدهار، والارتباط المباشر بالمواطن، فهو الهدف والغاية الأسمى لكل سياسة يتم اعتمادها وهو الوسيلة الأهم لتحقيق ذلك الهدف، وإنه غاية الإصلاح الذي تنتهجه المملكة، والذي لم يكن نتاج وصاية من أحد أو استجابة لقرارات خارجية كما هو حاصل في كثير من تجارب الإصلاح في البلدان النامية، وإنما نتاج إرادة وطنية خالصة ووفقا للمصالح العليا للبلاد، وفي ذلك قال جلالته «استطعنا، وفق ما أقرته مصالح البحرين العليا، أن نرفع راية الإصلاح والتحديث عاليًا، دون وصاية من أحد، لنلبي طموحاتنا وتطلعاتنا المشتركة، وبحسب ما أجمعت عليه وتوافقت حوله الإرادة الوطنية».
تحية عرفان وإخلاص وولاء ما بعده ولاء لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم بهذه المناسبة العزيزة، وتهنئة طيبة مباركة بحلول شهر رمضان المبارك أعادة الله على جلالته مرات عديدة وأعواما مديدة، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الموقر. ولعموم الأسرة الخليفية الكريمة. وتحية لشعب البحرين الوفي، وكل عام والبحرين قلعة خليفية خليجية عربية مسلمة شامخة وراياتها خفاقة بعون الله وتوفيقه.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك