العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024 بين «بايدن» و«ترامب»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٤ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2024،‭ ‬تكرارا‭ ‬لمشهد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المضطربة‭ ‬والمثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭. ‬ومع‭ ‬اختتام‭ ‬معظم‭ ‬‮«‬الولايات‮»‬،‭ ‬انتخاباتها‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬بيوم‭ ‬‮«‬الثلاثاء‭ ‬الكبير‮»‬‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مارس2024،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬رسميًا‭ ‬على‭ ‬اقتراب‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬والسابق‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬جديد‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬ستُعلن‭ ‬نتيجتها‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭.‬

وكما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬عام2020،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحتدم‭ ‬المنافسة،‭ ‬حيث‭ ‬يتقدم‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الوطنية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الانقسام‭ ‬الشديد‭ ‬والفوضى‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬اشتهرت‭ ‬برفضه‭ ‬قبول‭ ‬النتيجة‭ ‬وحثه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أنصاره‭ ‬على‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التصويت؛‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬توجس‭ ‬معظم‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والمراقبين‭ ‬الدوليين‭ ‬من‭ ‬كيفية‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭. ‬

ومع‭ ‬تورط‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬قانونية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مرشح‭ ‬رئاسي‭ ‬أمريكي،‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬المنصب‭ ‬بسبب‭ ‬عمره‭ ‬البالغ‭ ‬81‭ ‬عامًا،‭ ‬وكونه‭ ‬أكبر‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وحلفاءها‭ ‬يواجهون‭ ‬آفاقًا‭ ‬قاتمة،‭ ‬حيث‭ ‬يثير‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬تساؤلات‭ ‬بشأن‭ ‬قدرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد،‭ ‬والتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬بنجاح‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬افتقار‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬الرئاسة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬يناير2025‭. ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬واجه‭ ‬مرتين‭ ‬إجراءات‭ ‬عزله،‭ ‬و91‭ ‬تهمة‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬قضايا‭ ‬جنائية،‭ ‬وحكم‭ ‬بتغريمه‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬شرعية‭ ‬حملته‭ ‬بأكملها،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬اتهامه‭ ‬بارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬تمرد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفضه‭ ‬الإقرار‭ ‬بنتيجة‭ ‬انتخابات‭ ‬2020‭ ‬وتحريض‭ ‬أنصاره‭ ‬لمهاجمة‭ ‬مبنى‭ ‬‮«‬الكابيتول‮»‬‭ ‬في‭ ‬يناير2021،‭ ‬لمحاولة‭ ‬قلب‭ ‬النتيجة‭ ‬بالقوة‭. ‬ومع‭ ‬بلوغه‭ ‬77‭ ‬عاما،‭ ‬فإن‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬المنصب‭ ‬باتت‭ ‬موضع‭ ‬شك‭ ‬أيضا،‭ ‬حيث‭ ‬أبدى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عشرة‭ ‬أمريكيين‭ ‬تحفظات‭ ‬بشأن‭ ‬عمره‭.‬

وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬أفاد‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬هور‮»‬،‭ ‬المستشار‭ ‬الخاص‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل،‭ ‬بأن‭ ‬حالة‭ ‬ذاكرة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬تواجه‭ ‬‮«‬عوائق‭ ‬كبيرة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أضاف‭ ‬تنبيهًا‭ ‬رسميًا‭ ‬بشأن‭ ‬قدرته‭ ‬الذهنية،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬بشأن‭ ‬إمكانية‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لفترة‭ ‬تمتد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭. ‬وخلال‭ ‬محاولته‭ ‬دحض‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات،‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬خطأ‭ ‬عندما‭ ‬خلط‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‮»‬،‭ ‬و«رئيس‭ ‬المكسيك‮»‬،‭ ‬أثناء‭ ‬مناقشة‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬يعد‭ ‬إشارة‭ ‬إضافية‭ ‬إلى‭ ‬قيود‭ ‬تعامله‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الأزمة‭.‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬و«بايدن‮»‬،‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬تصبح‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬بدائل‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬ويتسم‭ ‬بوجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬نجاحًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يثير‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأييد‭ ‬23%‭ ‬من‭ ‬ناخبي‭ ‬الحزب‭ ‬‭ ‬وفقًا‭ ‬لآخر‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬السياسي‭ ‬الديمقراطي‭ ‬النشط‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية‮»‬‭. ‬ووفقًا‭ ‬لاستبانة‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬يوجوف‮»‬،‭ ‬للربع‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬عام2023،‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تأييده‭ ‬51%،‭ ‬متقدما‭ ‬على‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬بوتيجيج‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ (‬47%‭)‬،‭ ‬و«كاميلا‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ (‬46%‭)‬،‭ ‬و«إليزابيث‭ ‬وارن‮»‬،‭ (‬43%‭). ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬أنه‭ ‬وفقًا‭ ‬لهذا‭ ‬الاستطلاع،‭ ‬فإن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية،‭ ‬هم‭ ‬الرؤساء‭ ‬السابقون‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬أوباما‮»‬‭ (‬63%‭)‬،‭ ‬و«جيمي‭ ‬كارتر‮»‬‭ (‬58%‭)‬،‭ ‬و«بيل‭ ‬كلينتون‮»‬‭ (‬51%‭).‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المُسلم‭ ‬به‭ ‬الآن‭ ‬سيطرة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الحزب‭ ‬وهيكل‭ ‬قيادته؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكنه‭ ‬من‭ ‬التغلب‭ ‬بسهولة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المنافسين‭ ‬من‭ ‬تيارات‭ ‬الحزب‭ ‬المعتدلة‭ ‬واليمينية‭ ‬المتشددة‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬سوزان‭ ‬جلاسر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيويوركر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سباق‭ ‬الترشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬انتهى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‮»‬‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هيمنة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬اليميني‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كولينسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬قد‭ ‬‮«‬أكدت‭ ‬هيمنته‭ ‬المطلقة‭ ‬على‭ ‬الحزب‮»‬‭.‬

وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬داخل‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬مهم‭ ‬آخر‭ ‬لتفسير‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬الشخصيات‭ ‬الصاعدة‭ ‬من‭ ‬معوقات‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬القمة،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬المبالغ‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬المال‮»‬،‭ ‬و«رأس‭ ‬المال‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدمها‭ ‬المرشحون‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬تفوق‭ ‬مقدرة‭ ‬أي‭ ‬مرشح‭ ‬مُستقل،‭ ‬وليس‭ ‬الشخصيات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الأحزاب‭ ‬الكبرى‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬‭ ‬حيث‭ ‬ساهم‭ ‬أكبر‭ ‬10‭ ‬مانحين‭ ‬من‭ ‬الأثرياء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬640‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لدعم‭ ‬مرشحيهم‭ ‬المفضلين‭. ‬ويبقى‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاختلال‭ ‬في‭ ‬التوازن‭ ‬سيزداد‭ ‬سوءًا‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقييمات‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬جروب‭ ‬إم‮»‬،‭ ‬سيتم‭ ‬‮«‬إنفاق‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬الدعاية‭ ‬السياسية‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭ ‬ملامح‭ ‬سياساتهما‭ ‬معروفة‭ ‬لدى‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬و«بايدن‮»‬،‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬داخليا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يثير‭ ‬أيضًا‭ ‬مخاوف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أيضا،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تهيمن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬والخلافات‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2020،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬الدولي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركائها،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬جهود‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات،‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬أثيرت‭ ‬احتمالات‭ ‬حول‭ ‬ولاية‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أمرا‭ ‬مثيرا‭ ‬للقلق‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬ماجدة‭ ‬روجا‮»‬،‭ ‬و«جيريمي‭ ‬شابيرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشبح‭ ‬البرتقالي‭ ‬‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬ترامب‭ ‬‭ ‬يطارد‭ ‬أوروبا‮»‬،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬حملته‭ ‬الأخيرة‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‭ ‬والتي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نسبة‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬إنفاق‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لديها‭ ‬للحلف‭ ‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلان‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬يدعو‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ ‬لغزو‭ ‬أراضيهم،‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬دورمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كينجز‭ ‬كوليدج‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬يُدار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬بـ«النخبة‮»‬،‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬مستشاري‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ووزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬لن‭ ‬تحمل‭ ‬نفس‭ ‬التأثير،‭ ‬حيث‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬سياسته‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتنصيبه،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬المعنيين‭.‬

وفي‭ ‬عصر‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«روسيا»؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ألفريد‭ ‬ماكوي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬ويسكونسن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق،‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬يضع‭ ‬نهاية‮»‬،‭ ‬لأي‭ ‬حديث‭ ‬متبق‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬القرن‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬آليات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المنمقة‭ ‬الذي‭ ‬ينتهجها‭ ‬الجمهوريون‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬تدمر‭ ‬قوة‭ ‬البلاد‭ ‬المتدهورة‭ ‬بالفعل‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ومحنة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬تغييرات‭ ‬إيجابية،‭ ‬حيث‭ ‬يتبنى‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭ ‬الدعم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬للقانون‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬إدانة‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وعرقلة‭ ‬قرارات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬يتعارض‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬مع‭ ‬آراء‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬الذين‭ ‬انخفض‭ ‬تأييدهم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬56%‭ ‬إلى‭ ‬47%‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬فيما‭ ‬يؤكد‭ ‬57%‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بممارسة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإنهاء‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭. ‬

ويبقى‭ ‬واضحا،‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬تغيير‭ ‬مواقفها‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬آراء‭ ‬مؤيديها‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬يكلفها‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬حركة‭ ‬الاحتجاج‭ ‬الراهنة‭ ‬داخل‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والمعنية‭ ‬بمقاطعة‭ ‬التصويت‭ ‬لصالح‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬نسبًا‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ (‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬19%‭ ‬في‭ ‬مينيسوتا‭)‬،‭ ‬كمؤشر‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬وأقرب‭ ‬مستشاريه،‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يواصلون‭ ‬رفض‭ ‬تغيير‭ ‬موقفهم؛‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تحديات‭ ‬متزايدة‭ ‬تواجه‭ ‬القيادة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬جماهيرها‭ ‬وتجاوبها‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬تبدو‭ ‬الصورة‭ ‬أسوأ‭. ‬وأعلن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬العلني‭ ‬الكامل‭ ‬لأهداف‭ ‬إسرائيل‭ ‬الحربية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تنهي‭ ‬مشكلة‮»‬‭ ‬غزة،‭ ‬مهاجما‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬تساهلها‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬خصومها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ألان‭ ‬سميث‮»‬،‭ ‬و«فون‭ ‬هيليارد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬مسألة‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬بعد‭ ‬أفكارًا،‭ ‬أو‭ ‬مقترحات‭ ‬محددة‮»‬،‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بخلاف‭ ‬التعهد‭ ‬بتوسيع‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬نطاق‭ ‬‮«‬الحظر‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬ليشمل‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬اليمينية‭ ‬القادمة،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬نتائج‭ ‬‮«‬الثلاثاء‭ ‬الكبير‮»‬،‭ ‬صعّد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬هجماتهما‭ ‬ضد‭ ‬بعضهما‭. ‬وصرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬اختيارًا‭ ‬واضحًا‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬المضي‭ ‬قدمًا‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬قيادته،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السماح‭ ‬لترامب‭ ‬أن‭ ‬يجرنا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬وحالة‭ ‬الفوضى‭ ‬والانقسام‭ ‬والظلامية‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬خسرنا‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬بلد‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬أمرا‭ ‬مصيريا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وبقية‭ ‬العالم‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والخبراء‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ (‬الجمهوري،‭ ‬والديمقراطي‭) ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬خلال‭ ‬دورتين‭ ‬متتاليتين،‭ ‬قدما‭ ‬مرشحين‭ ‬مثيرين‭ ‬للجدل‭ ‬أثبتوا‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬أمتهم‭ ‬محليا‭ ‬أو‭ ‬كسب‭ ‬احترام‭ ‬القادة‭ ‬والشعوب‭ ‬الدولية‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬42%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لديهم‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬إيجابية‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬36%‭ ‬منهم‭ ‬لديهم‭ ‬آراء‭ ‬إيجابية‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬وفقًا‭ ‬لاستطلاع‭ ‬وكالة‭ ‬أسوشيتد‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يمثل‭ ‬إدانة‭ ‬واضحة‭ ‬لأخطاء‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بنفوذ‭ ‬المانحين‭ ‬الأثرياء‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحزبية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يقوض‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ودورها‭ ‬كرائدة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية،‭ ‬والقانون‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا