أطباء مختصون في جراحات السمنة أكدوا أن عمليات تكميم المعدة أو استخدام الطرق البديلة لعلاج حالات السمنة يعتمد على عدد من المعطيات التي تحدد الوسائل الناجحة لكل حالة تعاني من زيادة الوزن، وخصوصاً بعد تداول معلومات كثيفة في الآونة الأخيرة عن «حقن إنقاص الوزن»، التي بدأ استخدامها لمرضى السكري، بحجة أنها تؤدي إلى الإحساس بالشبع.. والسؤال ما الحالات التي يجدي معها استخدام حقن إنقاص الوزن؟ وعند الاختيار بينها وبين الحل النهائي للسمنة مع العمليات الجراحية ما هو الأفضل للمريض سيجيب عن تساؤلاتنا الدكتور أحمد قيراط استشاري جراحات السمنة بمستشفى السلام التخصصي.
*لماذا نعالج السمنة؟
- السمنة خطر على حياة الإنسان، إذ تتسبب السمنة في عديد من الأمراض المزمنة لعل أهمها مرض السكري وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكبد والتهاب المفاصل المزمن والعقم عند النساء، وحصوات المرارة والعديد من أنواع أمراض السرطان. لذلك لقبت السمنة بالقاتل الصامت.
وبحسب آخر الإحصائيات في العالم هناك أكثر من أكثر من ملياري شخص مصاب بزيادة الوزن والسمنة، لذلك اعتبرت منظمة الصحة العالمية السمنة مرض العصر ويجب علاجه.
*ما أسباب السمنة؟
- هناك سبب رئيسي مباشر لظهور السمنة ألا وهو اختلال في توازن النظام الغذائي؛ حيث يتناول الشخص سعرات حرارية مرتفعة في مقابل عدم القيام بأنشطة رياضية كافيه لحرق ما تناوله، لتتحول السعرات إلى تراكم شحوم في الجسم.
أما الأسباب غير مباشرة فهي عديدة ومتداخلة وأهمها التوتر النفسي المزمن، قلة النوم، الوراثة، كثرة الحمل، الضغوط المهنية، العادات والتقاليد، اضطرابات السلوك الغذائي، بعض الأدوية.
*ما وسائل علاج السمنة؟
- منذ عشرات السنين تتالت المحاولات والدراسات لإيجاد حلول جذرية لعلاج السمنة وفي الحقيقة ورغم تقدم وتطور الطب فلا يوجد علاج فعال بنسبة 100% لكل حالات السمنة في العالم بما أن السمنة مرض مزمن أسبابه عديدة ومتشعبة.. كما تختلف كل حالة سمنة عن الأخرى، لذلك وجدت العديد من العلاجات الجراحية التي تطورت منذ ستينيات القرن الماضي واستفادت من تقنية المناظير الجراحية والأجهزة والتقنيات الحديثة (الدباسات).. كما ظهرت العديد من الوسائل العلاجية غير الجراحية مثل بعض بالون وكبسولة المعدة، كرمشة المعدة، بوتوكس المعدة، وأدوية (إبر) سد الشهية.
*ما جدوى إبر سد الشهية الحديثة مثل المونجارو والاوزمبيك وغيرها؟
- أثبتت العديد من الدراسات أن إبر سد الشهية فعالة لإنقاص الوزن مع تحسين وظائف الأنسولين بالجسم والتحكم في ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولكن ما لاحظناه منذ أشهر، هو الإفراط في الإقبال على هذه الإبر ظنا أنها ستعالج كل حالات السمنة وبسهولة؛ الكثير يظن أنها وسيلة سهلة لحرق الدهون، وهذا طبعا غير ممكن وغير صحيح، يجب أن نذكر أن هذه الإبر تستعمل فترة محدودة إذ لم تتجاوز مدة الدراسات 72 شهرا، ومفعولها ينتهي مع الانقطاع عن العلاج، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة الكثير على تحمل أعراضها الجانبية غير الخطيرة عموما والانقطاع مبكرا عن استعمالها، كما لا ننسى أن بعضها ذو كلفة مرتفعة
لذلك من وجهة نظرنا، وفي انعدام وجود دراسات، هذه الأدوية ليست مناسبة لكل حالات السمنة المفرطة بل لحالات زيادة الوزن والسمنة الخفيفة (كتلة الجسم أقل من 35).
كما يجب أن نذكر أن هذه الأدوية يجب أن يتم وصفها عن طريق طبيب متخصص مع المتابعة المنتظمة لضمان الحصول على أفضل النتائج وحسن التعامل مع بعض الأعراض الجانبية وتجنب المضاعفات حتى وإن كانت نادرة
*ما أفضل علاج لمرض السمنة المفرطة؟
-تعد جراحة السمنة (مثل تكميم المعدة وتحويل المسار وغيرها) هي أفضل علاج لمرض السمنة المفرطة منذ سنوات عديدة بما أنها تساعد على الحصول على أفضل النتائج من حيث نسبة نزول الوزن الزائد (من 50 إلى 75%)على المدى البعيد (بعد عشر سنوات)، كما تساعد بطريقة فعالة على التحكم والوقاية من الأمراض التي تتسبب فيها السمنة بنسب عالية ومع تطور التقنيات الجراحية، تم تقليص نسبة المضاعفات الخطيرة إلى أقل من 1% وهي نسبة عالية الأمان مقارنة بالعديد من الجراحات الأخرى، وخصوصا في المراكز الجراحية المتخصصة في علاج السمنة.
*بم ننصح مرضى السمنة المفرطة؟
-أولا ننصح مرضى السمنة بعدم التعجل في اتخاذ قرار علاج السمنة، ومحاولة فهمهم لأسباب السمنة عندهم، استشارة المختصين في هذا المجال ينير لهم الطريق، مع العلم أنه لا يوجد حل سهل وسريع وسحري للتخلص من السمنة، كل أنواع علاج السمنة هي وسائل تساعد مريض السمنة على تغيير نمط حياته وتصحيح سلوكه الغذائي، العزيمة والجدية تبقى من أهم عوامل النجاح في القضاء على السمنة
إذا كان الهدف من العلاج تخفيف أو إنقاص الوزن، ننصح باستعمال الوسائل غير الجراحية مثل الإبر أو بالون المعدة، أما إذا كان الهدف من العلاج التخلص من السمنة المفرطة، فننصح بالجراحة مثل التكميم وتحويل المسار أو غيرها من الجراحات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك