اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الحيوانات البشرية
تابعنا جميعا وبكل أسى قصة نيرة صلاح الزغبي الطالبة في الفرقة الأولى بكلية طب بيطري جامعة العريش، والتي توفيت مؤخرا بعد تعرضها للابتزاز بصور خاصة التقطتها لها إحدى زميلاتها في السكن، وهددتها بنشرها، وسط شكوك حول انتحارها.
نيرة لم تتحمل الكارثة، ويقال إنها أنهت حياتها بسبب تلك الجريمة التي حِيكت ضدها لاغتيالها معنويا من قِبل زملائها الذين أشبعوها تهديدًا وتنمرًا، الأمر الذي يفتح الباب أمام عدة تساؤلات:
إلى أي نوع من البشر تنتمي زميلتها هذه التي صورتها سرًا في الحمام؟
وأي درجة من البشاعة بل من الحيوانية يحملها هذا الزميل الذي هددها بفضحها على جروب الدفعة وتذللت إليه للتراجع عن مخططه، ومع ذلك أصر على تنفيذ جريمته لدرجة أنه أجرى بكل سفالة تصويتا على الجروب على ميعاد نشر الصور؟؟!
والسؤال الأهم:
من أين يأتي أمثال هؤلاء بهذا الشر؟!
وهل بالفعل وكما يؤكد البعض أن كثيرا من أبناء الجيل الجديد يتسم بوحشية سامة قاتلة تصل إلى هذه الدرجة الشيطانية التي جعلتنا نعيش أبشع عصر مع أبشع بشر؟
لقد تحول الابتزاز الإلكتروني إلى وباء متفشٍ في العالم المعاصر، إلى سلاح فتاك لا يحمله سوى الجبناء، وما أكثرهم في عصر انحدرت فيه الإنسانية، ورغم أنه جريمة أخلاقية مُدانة شرعًا وتشريعيًا، إلا أنه لابد أن نحصن ونؤمن أنفسنا وأبناءنا ضده من خلال القيام بالدور الوقائي التربوي، وهو ما نفتقده بشدة اليوم وللأسف الشديد.
إن الوعي ضد المبتزين والمتنمرين قد يجنب الكثيرين من الوقوع ضحايا لمرتكبي تلك الجرائم بمختلف أنواعها، ولو أن نيرة تحمل قدرًا من هذا الوعي لكانت قد لجأت إلى أهلها دون تردد أو خوف، ولكانت موجودة بينهم الآن.
يقول الله سبحانه وتعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)!
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما»!
هكذا نهى ديننا عن ابتزاز الآخرين أو الاعتداء عليهم، فإذا لم يتوفر هذا الوازع الديني، فهذا يعني أننا بحاجة إلى قوة القانون لردع إساءة استخدام وسائل التواصل، وإلى تغليظ عقوبة هذا الترويع الممارس عليها حتى درجة القتل.
رحم الله نيرة وأمثالها من ضحايا الحيوانات البشرية!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك