الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن (مجمع 338).. يا أمانة العاصمة
في الدنمارك ينزعج الدنماركيون من عدم تمييز السيّاح بين مسار الدرّاجات والطريق.. وفي ألمانيا يعتبر أداء «التحيّة النازية» جريمة يعاقب عليها القانون، ولو من باب الفكاهة.. وفي الزنجبار يعتبر التقاط صور للأشخاص المحليين من دون إذنهم خطأ لا يغتفر، فقد تكون معجبا بطبيعة السكان وملابسهم التقليدية الملونة، ولكن من الأفضل أن تسأل أولاً قبل التقاط صورة، فقد يُطلب منك حذف الصور، أو في الحالات القصوى مغادرة البلد.. هكذا تقول التقارير السياحية التي تتحدث عن الأمور الواجب تجنبها عند السفر إلى العديد من الدول.
وفي بلادنا يوجد لدينا مجمع سكني، وهو مجمع (338 بالعدلية)، تحول إلى منطقة تجارية وسياحية جاذبة للزوار، ونال المزيد من الاهتمام في التطوير في البنية التحتية، وأصبح محطة بارزة للعديد من الفعاليات الفنية والثقافية، وساعات عمل المطاعم والحفلات هناك تستمر حتى ساعات الفجر الأولى.
صحيح أن الاهتمام بالسياحة أمر مطلوب، ويدعم النمو الاقتصادي، ولكن الصحيح كذلك ألا يكون على حساب راحة السكان والأهالي، واقتحام خصوصياتهم، وعدم احترام حقوقهم.. كما أن سعر العقار في مجمع 338 أصبح مرتفعا جدا، نظرا لحيوية المنطقة، بجانب اهتمام الدولة بتطوير شبكة الطرق، لضمان انسيابية الحركة المرورية في المناطق السكنية والخدمية، وذلك ضمن خطة تنشيط الحركة التجارية والسياحية، وزيادة عناصر الجذب السياحي.
أمانة العاصمة سبق أن أكدت أنها قامت بتوفير عدد من المنافذ للدخول والخروج من وإلى مجمع 338 من خلال شارع الشيخ عيسى، وشارع يوسف أحمد الشيراوي، وشارع أسامة بن زيد، وشارع بني عتبة، وطريق 3801، وطريق 3802، حيث يمثل المجمع منطقة حيوية وواجهة سياحية، ويشهد بشكل مستمر توافد العديد من المواطنين والمقيمين والزوار، وخصوصا من دول مجلس التعاون الخليجي.
ودائما ما تكون تصريحات المسؤولين في أمانة العاصمة وبعض الهيئات عن مجمع 338 بالعدلية بأنه منطقة سياحية.. ودائما ما تكون المشاريع والمبادرات والبرامج فيه تهتم بالجذب السياحي.. ونادرا ما يكون الحديث عن السكان والأهالي في المنطقة.. حتى في تنفيذ القانون، وإزالة الأنقاض والمخلفات والإنشاءات، وهدم المباني الآيلة للسقوط، تأتي من منطلق التطوير السياحي لا السكني، بل إن الاهتمام بنظافة المنطقة، وتطوير الشوارع الداخلية، وإنشاء الأحواض الزراعية، والإنارة الليلية، والمزروعات الجمالية، تهدف إلى زيادة عناصر الجذب السياحي بما يعزز الموارد الاقتصادية.. ولا أحد يتحدث عن الأهالي وسكان المجمع..!!
وقد وردت إلينا العديد من الملاحظات والشكاوى من بعض العائلات البحرينية العريقة، القاطنة في مجمع 338 بالعدلية، لما يعانونه من إزعاج متواصل طوال اليوم، ناهيك عن تصرفات وممارسات يقوم بها زوار المنطقة تخالف الثقافة الوطنية، والعادات والتقاليد، وتجعلهم في حيرة من أمرهم تجاه تلك الأمور.. وهي الظاهرة ذاتها التي كان يشتكي منها أهالي منطقة الجفير بالعاصمة ولا يزالون، والعديد من المجمعات السكنية في البلاد، التي تداخلت فيها الأنشطة الفندقية والسياحية.
لا أحد من سكان وأهالي مجمع 338 ضد تطوير السياحة، والنمو الاقتصادي، وزيادة النشاط التجاري، بل هم من الداعمين والمؤيدين لذلك، من أجل مصلحة الوطن، وجذب السياح والزوار.. غير أن ذلك من الأهمية بمكان ألا يكون على حساب حياتهم الشخصية، واحترام خصوصياتهم، التي اقتحمتها بعض أنشطة وممارسات، وأنشطة وفعاليات مستمرة في المنطقة، حتى ساعات الفجر..!!
فإلى أمانة العاصمة والهيئات المختصة التي تحرص على تطوير مجمع 338 من أجل السياح والزوار.. نرجو الاهتمام بمطالب أهالي وسكان المنطقة والعائلات البحرينية.. فهم كذلك لهم حقوق وخصوصية، يجب أن تُحترم، ويُهتم بها، ويُنظر فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك