أنقرة - (رويترز): يرسل الهلال الأحمر التركي أكبر شحنة مساعدات له حتى الآن إلى غزة عبر مصر، حيث أبحرت سفينة تحمل نحو 3000 طن من المواد الغذائية والأدوية والمعدات إلى ميناء العريش المصري أمس الخميس. ودعت تركيا، التي انتقدت إسرائيل بشدة بسبب هجومها العسكري في غزة ودعمت إجراءات محاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، مرارا إلى وقف إطلاق النار وحذرت من العواقب ما لم يتحقق الهدوء بحلول شهر رمضان والذي من المتوقع أن يبدأ أوائل الأسبوع المقبل.
وكتب سفير تركيا في القاهرة صالح موتلو شن على منصة إكس «من شأن هذه المساعدات، التي سيتم تسليمها إلى غزة بدعم وتعاون مع الهلال الأحمر المصري، أن تبقي على آمال الشعب الفلسطيني حية قبيل شهر رمضان». وقالت رئيسة الهلال الأحمر التركي فاطمة ميريك يلماز لقناة «سي.إن.إن ترك» إن السفينة ستقوم برحلتين إلى مصر لتوصيل المساعدات، التي تم جمع معظمها عبر تبرعات.
وأوضحت أنه سيتم بعد ذلك نقلها في نحو 200 شاحنة إلى مدينة رفح الحدودية في غزة، حيث لجأ أكثر من مليون نازح. وتشمل المساعدات الدقيق (الطحين) ومنتجات خاصة بالنظافة ووجبات جاهزة وسيارات إسعاف ومطابخ متنقلة.
وقالت «لدينا ما يكفي من المساعدات التي تم جمعها تقريبا لملء السفينة الثانية أيضا. بمجرد عودة السفينة إلى هنا، سنشحنها مرة أخرى ثم ستبحر السفينة مرة أخرى في يوم 26 مارس تقريبا، قرب منتصف شهر رمضان». وأرسلت تركيا بالفعل آلاف الأطنان من المساعدات إلى مصر لتوصيلها إلى غزة.
وعلى عكس حلفائها الغربيين وبعض دول الخليج لا تعتبر تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة منظمة إرهابية. وكان الهجوم الذي شنه مسلحو حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر هو الذي أدى إلى إطلاق إسرائيل لعملياتها العسكرية المستمرة والتي دخلت الآن شهرها الخامس.
وفي غزة، يعتبر الوضع الإنساني أسوأ في شمال القطاع البعيد عن متناول وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام. وانقطعت إمدادات الغذاء عن مساحات شاسعة من القطاع مع تضاؤل المساعدات المحدودة بالفعل لبقية قطاع غزة إلى مستوى هزيل خلال الشهر الماضي. وبدأت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إسقاط مساعدات على غزة جوا، بمشاركة هولندا وفرنسا ومساهمين آخرين. ولم تبد تركيا رغبة في الانضمام إلى عمليات الإسقاط الجوي حتى الآن.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية للصحفيين أمس الخميس إن جهود المساعدة التي تقدمها أنقرة لغزة جوا ستستمر عبر مصر والأردن بما يتماشى مع الاحتياجات والطلبات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك