العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

رأي أخبار الخليج

جلالة الملك.. وربع قرن من الإنجازات

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬بمناسبة‭ ‬غالية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬هي‭ ‬مرور‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬أو‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬فكان‭ ‬عهده‭ ‬فاتحة‭ ‬خير‭ ‬لتطور‭ ‬حضاري‭ ‬كبير‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬البلاد‭ ‬بما‭ ‬شهده‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬وطنية،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬مبالغة‭ ‬عصر‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى‭.‬

فمنذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أمانة‭ ‬المسؤولية‭ ‬أوضح‭ ‬بجلاء‭ ‬أنه‭ ‬عازم‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬رحبة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الشاملة،‭ ‬وكان‭ ‬العنوان‭ ‬البارز‭ ‬لذلك‭ ‬تدشينه‭ ‬مشروعه‭ ‬الوطني‭ ‬الشامل‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتنمية‭.‬

فلقد‭ ‬أظهر‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬رؤية‭ ‬قائد‭ ‬عصري‭ ‬ذي‭ ‬تفكير‭ ‬متقدم‭ ‬سابق‭ ‬لزمانه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬امتلاكه‭ ‬الإرادة‭ ‬والعزم‭ ‬والتصميم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬إصلاحات‭ ‬وتغييرات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقعها‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بالعفو‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المعارضين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والسماح‭ ‬لهم‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬وممارسة‭ ‬كافة‭ ‬حقوقهم‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وإخلاء‭ ‬السجون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الشجاعة‭ ‬والجريئة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حتى‭ ‬غلاة‭ ‬المعارضين‭ ‬بإمكانهم‭ ‬أن‭ ‬يتوقعوها،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬حكيم‭ ‬لقائد‭ ‬مقدام‭ ‬يحب‭ ‬شعبه‭ ‬ويرغب‭ ‬في‭ ‬إسعاده‭ ‬ويتمتع‭ ‬بروح‭ ‬العدالة‭ ‬والإنصاف‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬مواطني‭ ‬شعبه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حسابات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬تحفظات‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الرائد‭ ‬جعل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬قادة‭ ‬النهضة‭ ‬والإصلاح،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬يشيدون‭ ‬بشجاعة‭ ‬وحكمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لحضور‭ ‬قمة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬تقديرًا‭ ‬واحتفالا‭ ‬بقائد‭ ‬إصلاحي‭ ‬ونهضوي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والعالم‭ ‬الثالث‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬قد‭ ‬لمس‭ ‬بنفسه‭ ‬حجم‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة؛‭ ‬فقد‭ ‬ارتفع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭ ‬وتبنت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬سياسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬رشيدة‭ ‬عنوانها‭ ‬التصدي‭ ‬بكل‭ ‬فاعلية‭ ‬لمشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬البطالة،‭ ‬بما‭ ‬أتاح‭ ‬للمواطنين‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تأهيل‭ ‬الخريجين‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬متواصلة‭ ‬لدخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المناسبة‭ ‬لهم‭.‬

وكان‭ ‬التطور‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والدستوري‭ ‬عنوانًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للإصلاح‭ ‬والإنجازات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك؛‭ ‬فقد‭ ‬أعاد‭ ‬الحياة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للبلاد‭ ‬وأعطى‭ ‬للشعب‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية،‭ ‬وإعطاء‭ ‬البرلمان‭ ‬المنتخب‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬طموحات‭ ‬وحقوق‭ ‬المواطنين‭. ‬ورغم‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬البلاد‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬إصرار‭ ‬وتصميم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عظيمًا‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التقدم‭ ‬بالتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وتنظيم‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬سنوات‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬معالم‭ ‬النجاح‭ ‬والإنجاز‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إعطاء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬كافة‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية،‭ ‬فكانت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخليجية‭ ‬لتمارس‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬الترشيح‭ ‬والانتخاب‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وتولي‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬وقد‭ ‬تحققت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النهضة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬لتعظيم‭ ‬دور‭ ‬ومشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬والنهضة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وقد‭ ‬امتدت‭ ‬ثمار‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬الميدان‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فتمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬دخلها‭ ‬القومي،‭ ‬وتقليص‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬فأصبح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬ذا‭ ‬مصادر‭ ‬متنوعة‭ ‬للدخل‭ ‬تشمل‭ ‬الصناعة‭ ‬والسياحة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬

وقد‭ ‬انعكست‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬العالمية،‭ ‬فقد‭ ‬احتلت‭ ‬باستمرار‭ ‬مواقع‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بشهادة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأماكن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬الوافدون‭ ‬أو‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬فيها‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجواء‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬وروح‭ ‬تعايش‭ ‬وتسامح‭ ‬وترحاب‭ ‬وكرم‭ ‬ضيافة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬

وقد‭ ‬تحقق‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬النجاحات‭ ‬المتواصلة‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬أجواء‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬رقم‭ ‬12‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أجواء‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬البحرين‭ ‬قيادةً‭ ‬وحكومةً‭ ‬وشعبًا‭ ‬أن‭ ‬تفتخر‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭.‬

إن‭ ‬المجال‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬لإحصاء‭ ‬كم‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬الكُبرى‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ربع‭ ‬قرن،‭ ‬ولكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬حققت‭ ‬تطورًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬جعلها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬تجارب‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭.‬

فتحية‭ ‬تقدير‭ ‬وإجلال‭ ‬وإعزاز‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وشكر‭ ‬من‭ ‬الأعماق‭ ‬لهذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬تنعم‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬الزاهر‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬ورقي‭ ‬ورفعة‭ ‬واحترام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

إقرأ أيضا لـ""

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا