رأي أخبار الخليج
جلالة الملك.. وربع قرن من الإنجازات
تحتفل مملكة البحرين اليوم بمناسبة غالية على كل أبناء الوطن، هي مرور 25 عامًا أو ربع قرن على تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد في 6 مارس 1999، فكان عهده فاتحة خير لتطور حضاري كبير وغير مسبوق في مسيرة البلاد بما شهده من تحولات ومكتسبات وطنية، بحيث يمكن أن نطلق عليه بلا أدنى مبالغة عصر الإنجازات الكبرى.
فمنذ اليوم الأول لتولي جلالة الملك أمانة المسؤولية أوضح بجلاء أنه عازم على قيادة البلاد إلى آفاق رحبة من التطور والتقدم والإصلاحات الشاملة، وكان العنوان البارز لذلك تدشينه مشروعه الوطني الشامل للإصلاح والتنمية.
فلقد أظهر المشروع الإصلاحي لجلالة الملك رؤية قائد عصري ذي تفكير متقدم سابق لزمانه، فضلا عن امتلاكه الإرادة والعزم والتصميم لتنفيذ إصلاحات وتغييرات لم يكن يتوقعها أحد في داخل البحرين أو خارجها.
ويكفي أن نشير إلى مبادرة جلالة الملك بالعفو عن كل المعارضين في الخارج والسماح لهم بالعودة إلى البلاد وممارسة كافة حقوقهم السياسية والاجتماعية، وإخلاء السجون من كل المحكومين في القضايا السياسية، إن هذه المبادرة الشجاعة والجريئة لم يكن حتى غلاة المعارضين بإمكانهم أن يتوقعوها، ولكنها في الوقت ذاته كشفت عن نهج حكيم لقائد مقدام يحب شعبه ويرغب في إسعاده ويتمتع بروح العدالة والإنصاف تجاه كل مواطني شعبه من دون أي حسابات سياسية أو تحفظات.
إن هذا النهج الرائد جعل جلالة الملك واحدًا من أبرز قادة النهضة والإصلاح، ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في كل أنحاء العالم، ما جعل كبار قادة العالم يشيدون بشجاعة وحكمة جلالة الملك؛ وهو ما دفع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إلى دعوة جلالة الملك لحضور قمة الدول الصناعية الكبرى في أمريكا تقديرًا واحتفالا بقائد إصلاحي ونهضوي كبير في العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث.
ولا شك أن كل مواطن قد لمس بنفسه حجم المكتسبات التي تحققت للمواطنين في كل مناحي الحياة؛ فقد ارتفع مستوى معيشة المواطنين وتبنت الدولة في عهد جلالة الملك سياسة اجتماعية رشيدة عنوانها التصدي بكل فاعلية لمشكلة البطالة والعمل على توفير فرص العمل للمواطنين، وإطلاق مشروع التأمين ضد البطالة، بما أتاح للمواطنين تحقيق تطلعاتهم في حياة كريمة، فضلا عن تأهيل الخريجين عبر برامج تدريب متواصلة لدخول سوق العمل والحصول على فرص العمل المناسبة لهم.
وكان التطور الديمقراطي والدستوري عنوانًا كبيرًا للإصلاح والإنجازات الكبرى في عهد جلالة الملك؛ فقد أعاد الحياة الديمقراطية للبلاد وأعطى للشعب الحق في المشاركة السياسية، سواء من خلال ممارسة الحقوق السياسية عبر إنشاء الجمعيات السياسية، أو من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية، وإعطاء البرلمان المنتخب صلاحيات واسعة للتعبير عن طموحات وحقوق المواطنين. ورغم بعض المشكلات التي واجهتها البلاد فقد كان إصرار وتصميم جلالة الملك عظيمًا على مواصلة التقدم بالتجربة الديمقراطية في البلاد وتنظيم الانتخابات البرلمانية والبلدية كل 4 سنوات.
وكان من أبرز معالم النجاح والإنجاز في مسيرة ربع قرن من حكم جلالة الملك إعطاء المرأة البحرينية كافة حقوقها السياسية، فكانت المرأة البحرينية رائدة في ممارسة العمل السياسي في المنطقة الخليجية لتمارس حقوقها في الترشيح والانتخاب حتى وصلت إلى رئاسة مجلس النواب، وتولي منصب نائب رئيس مجلس الشورى، وقد تحققت كل هذه المكتسبات للمرأة البحرينية في ظل النهضة الكبرى التي قادها المجلس الأعلى للمرأة لتعظيم دور ومشاركة المرأة البحرينية في مسيرة التطور والنهضة في البلاد.
وقد امتدت ثمار الإصلاحات الكبرى التي قادها جلالة الملك إلى الميدان الاقتصادي، فتمكنت البحرين من تنويع مصادر دخلها القومي، وتقليص الاعتماد على النفط، فأصبح الاقتصاد البحريني ذا مصادر متنوعة للدخل تشمل الصناعة والسياحة والتكنولوجيا والخدمات المصرفية وغيرها من المجالات.
وقد انعكست كل هذه التطورات الإيجابية على مكانة البحرين العالمية، فقد احتلت باستمرار مواقع متقدمة في مجال التنمية البشرية بشهادة الأمم المتحدة، كما أصبحت البحرين من أكثر الأماكن في العالم التي يرغب الوافدون أو السياح في العيش فيها لما تتمتع به من أجواء أمن وأمان وروح تعايش وتسامح وترحاب وكرم ضيافة من جانب شعب البحرين.
وقد تحقق كل ذلك في ضوء النجاحات المتواصلة الساهرة على تأمين أجواء الأمن والاستقرار في البلاد، بحيث أصبحت البحرين تحتل رقم 12 على مستوى بلدان العالم في توفير أجواء الأمن والأمان، وهو إنجاز من حق البحرين قيادةً وحكومةً وشعبًا أن تفتخر به بين الأمم والشعوب.
إن المجال لا يتسع لإحصاء كم الإنجازات والمكتسبات الكُبرى التي تحققت في عهد جلالة الملك على مدى ربع قرن، ولكن المؤكد أن البحرين حققت تطورًا غير مسبوق جعلها واحدة من أبرز تجارب النجاح والتميز في مسيرة التطور والتقدم في العالم اليوم.
فتحية تقدير وإجلال وإعزاز لجلالة الملك، وشكر من الأعماق لهذا القائد العظيم على ما أصبحت البحرين تنعم في عهده الزاهر من تقدم ورقي ورفعة واحترام في كل أنحاء العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك