الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين.. و«عملية عمرو بن العاص»
حرص مملكة البحرين على المشاركة في عملية «عمرو بن العاص» لإرسال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين في غزة، عبر التعاون بين المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية وقوة دفاع البحرين، لإنزال المساعدات البحرينية في غزة بالتعاون مع سلاح الجو الملكي الأردني.. مشاركة وطنية تبعث على الفخر والاعتزاز، وتؤكد الموقف البحريني الثابت حيال القضية الفلسطينية، وصفحة مضيئة تضاف إلى السجل التاريخي البحريني المشرف.
من الملاحظ جدا.. أن مملكة البحرين، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها البارزة، وأن تحركات مملكة البحرين الدبلوماسية والسياسية، وحضورها الدولي، ومشاركاتها الخارجية، دائما ما يكون الملف الفلسطيني على قمة مواقفها، ومحورا أساسيا في خطاباتها ومبادراتها.
من الملاحظ كذلك، كما أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، خلال مشاركته مؤخرا في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث بجمهورية تركيا، أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم كانت وستظل دائمًا شريكًا بناءً ومدافعًا عن الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني وللتعايش السلمي في المنطقة، مشيرا إلى زيارة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية لرام الله في أكتوبر الماضي، كأول وزير خارجية يزور فخامة الرئيس الفلسطيني، تأكيدًا لدعم القضية الفلسطينية.
تصريحات ومواقف مملكة البحرين في دعم فلسطين والفلسطينيين، وفي إحلال السلام العادل والشامل، تترجم على أرض الواقع، كمشاريع ومبادرات، وفي تحركات فعلية، دبلوماسية وإنسانية معا، وهي ليست محلا للمزايدة أو التشكيك، وأن استمرار مملكة البحرين في تحقيق أهداف المسيرة التنموية الشاملة، والتوجه لصياغة رؤية البحرين الاستراتيجية 2050، والمضي قدما في البناء والتنمية، والتطور والتقدم، وفي تجاوز التحديات، وخلق الفرص والمكاسب والاستثمارات، لصالح الوطن والمواطنين، بجانب إقامة الفعاليات والبرامج، والاستعداد لاستضافة القمة العربية وغيرها، لم ولن تشغل مملكة البحرين عن الأولوية العربية، وهي القضية الفلسطينية.. فهي تسير ضمن أعمال الدولة البحرينية بشكل دائم ومستمر.
يبقى أن نشير هنا إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن مشاركة البحرين في عملية «عمرو بن العاص» تحمل في طياتها دلالة كبيرة ومتميزة، ذلك أن الصحابي الجليل «عمرو بن العاص» رضي الله عنه، الملقب بـ«داهية العرب»، هو فاتح فلسطين، وأن مدينة غزة تحديدا كانت ضمن المدن التي قاد عمرو بن العاص جيوش المسلمين لفتحها عام 635 م.
وكأنها رسالة بحرينية، تاريخية وعصرية معا.. بأن «غزة الفلسطينية» لن تغيب عن ذاكرة مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا.. تماما كما هي كافة المدن الفلسطينية، في مقدمتها القدس الشريف.. وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك