الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
سباق ((الفورمولا 1)).. قصة نجاح الدبلوماسية الرياضية والتنموية البحرينية
إن كانت دول المنطقة قد حققت النجاح والتميز في تنظيم المعارض والاجتماعات، واستضافة المؤتمرات والفعاليات، واستقطاب السياح والإعلام الدولي والاستثمارات.. فإن مملكة البحرين نسجت قصة نجاح رائدة، عالية المستوى والتنظيم الاحترافي، في سباق «الفورمولا 1»، وتعزيز دور وفاعلية الدبلوماسية الرياضية والتنموية البحرينية في آن واحد.
مكاسب اقتصادية وسياحية وإنسانية، قادتها الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي قاد «فريق البحرين» بكل عزيمة وإصرار، نحو عشق التحدي والإنجاز، وجعل لمملكة البحرين مكانة بارزة على خارطة الفعاليات الرياضية العالمية، وترسيخ دور الدبلوماسية الرياضية والتنموية التي انفردت بها مملكة البحرين.
تحقيق النجاح والتميز في استضافة وتنظيم فعالية دولية ما، مدة عام أو عامين قد يكون سببه الدعم الرسمي والتعاون من الجهات المنظمة.. وتحقيق النجاح والتميز مدة خمس أو عشر سنوات قد يكون لإعجاب المشاركين والمنظمات الدولية بحسن الاستقبال والتنظيم وكرم الضيافة.. ولكن تحقيق النجاح على مدى 20 عاما وبشكل مستدام ومتطور، يؤكد أن مملكة البحرين حققت رقما قياسيا في النجاح الباهر، والأمن والاستقرار، ونالت الثقة والموثوقية، وأصبحت وجهة مفضلة وعالية المستوى، لنجاح أهداف وغايات الفعالية الدولية، سياسية كانت أو اقتصادية أو رياضية وغيرها.
لدينا منتدى حوار المنامة السياسي الذي استضافته مملكة البحرين على مدى 19 عاما.. ولدينا استضافة أكبر تجمع برلماني عالمي الذي استضافته مملكة البحرين في العام الماضي.. ولدينا استضافة مملكة البحرين للقمم الخليجية والعربية والإقليمية بشكل دوري.. ولدينا لقاءات وحوار الأديان وملتقى الحضارات.. ولدينا العديد من الفعاليات والبرامج التي استضافتها مملكة البحرين بصورة مستمرة وناجحة.. واليوم لدينا سباق الفورمولا 1، الذي تستضيفه مملكة البحرين على مدى 20 عاما.. ويحق لنا أن نعتز ونفتخر بهذا النجاح الرفيع، الذي تحقق بفضل دعم القيادة الحكيمة وجهود أبناء البحرين الكرام.
تاريخ رياضة سباق السيارات في مملكة البحرين، قصة جميلة تستحق أن تروى وتسجل وتحفظ للأجيال، فقد كنا نعرف فقط اسم «شارع الرانوي»، ونطلق عليه هذا الاسم لسباق السيارات، وفي عام 1952 تم تأسيس أول ناد لرياضة السيارات في المنطقة، ثم نال النادي عضوية نادي السيارات الملكي البريطاني عام 1953، ثم عضوية الاتحاد الفرنسي السياحي عام 1957، ثم بدأت استضافة سباقات السرعة في السبعينيات، وفي عام 2000 تم تنظيم رالي «البحرين الدولي»، ثم جاءت الصفحة التاريخية المضيئة في عام 2004 عبر استضافة بطولة العالم للفورمولا 1، لتصبح مملكة البحرين أول دولة في الشرق الأوسط تحتضن سباقات الفورمولا.
شغف رياضة سباق السيارات أصبح ثقافة مجتمعية، وتحول من مشروع رياضي وطني، إلى مشروع دولي كبير، واستثمار أمثل لتحقيق مكاسب تنموية، يشهد في كل عام الإقبال الجماهيري، المحلي والعالمي والإعلامي الدولي، وتتزامن معه إقامة فعاليات وطنية، تحسن في صبغ السباق الرياضي الدولي بلمسات ونكهات وهوية بحرينية أصيلة، بجانب حرص جميع المؤسسات والهيئات على دعوة الزوار والمسؤولين في دول العالم لزيارة البحرين وحضور السباق، والاطلاع من قرب بحقائق الوضع المتطور الشامل في البلاد، ولتضاعف مملكة البحرين مكاسبها الاقتصادية والسياحية والثقافية، ولتصبح سباقات الفورمولا 1، قصة نجاح باهر للدبلوماسية الرياضية والتنموية البحرينية.
فشكرا لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على القيادة الناجحة والرؤية الاستراتيجية لهذا المشروع المتميز، الذي حقق المكاسب المستدامة لاقتصاد مملكة البحرين ومستقبلها.. وأصبح الجميع يعتز ويفتخر بالانتماء إليه، والمشاركة فيه، والعمل من أجله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك