القمة تشدد على النمو المستدام لمواجهة التحديات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية
تحت شعار «استشراف مستقبل قطاع السفر، وبحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة رأس الخيمة، احتضنت إمارة رأس الخيمة فعاليات النسخة الـ 11 من «قمة العرب للطيران»، بمشاركة كوكبةً من الفعاليات والقيادات والخبراء في مجال الطيران. وشملت قائمة المتحدثين عادل العلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، ميكائيل هواري، رئيس شركة «إيرباص» في إفريقيا والشرق الأوسط، عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي. والكابتن عائشة الهاملي، المدير العام المساعد لقطاع تحقيقات الحوادث الجوية لدى الهيئة العامة للطيران المدني.
وناقشت القمة محاور مهمة تتعلق بقطاع الطيران بالمنطقة مثل تأثير التقنيات المتطورة، وتغير توقعات المستهلكين، والحاجة إلى مزيد من التعاون لزيادة الاستثمارات المستدامة في قطاع الطيران، والضغوط الناجمة عن نقص قطع الغيار وتأخر عمليات التسليم، بالإضافة إلى استمرار مرونة أعمال الطيران التي تقود انتعاش القطاع ونموه.
كما ناقشت جلسات القمة النمو المستدام للقطاع في ضوء التحديات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية الراهنة، ودور وقود الطيران المستدام في تحول القطاع نحو مستقبل أكثر اخضراراً. وتطرق الخبراء إلى الأساليب الأكثر فعالية التي يمكن لأصحاب المصلحة تبنيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. كما سلط خبراء القطاع الضوء على فجوة المهارات المتنامية في القطاع وتأثيرها في أصحاب المصلحة في ضوء ارتفاع الطلب على السفر.
وركزت أعمال القمة «على الابتكارات الناشئة والتقنيات المتطورة التي من شأنها إحداث تحول جذري في قطاع الطيران، واستعرضت فرص تبني وسائل النقل الجوي المتقدمة لتوفير تجارب سياحية فريدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتناول الخبراء كذلك الدور المحوري الذي تلعبه شركات الطيران الإقليمية في تحديد التوجهات العالمية وسلوكيات السفر للعملاء. كما شددت على أهمية تكثيف الحكومات لجهودها في تحقيق هذه الأهداف من خلال السياسات الداعمة لحفز النمو حتى عام 2050».
وفي كلمته بالقمة، أكد عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي «أنه على الرغم من تعافي قطاع الطيران من آثار الجائحة، إلا أنه لا يزال يصطدم بالسياسات الاحترازية التي اتخذتها العديد من الدول خلال الأزمة الصحية العالمية. كما أن استمرار تحديات سلسلة التوريد والتضخم والظروف الاقتصادية العالمية تحدّ من نمو القطاع بشكل أوسع». وأكد تفاحة أن تحقيق أهداف الاستدامة يكون بتشجيع شركات الطيران على استخدام الطاقة النظيفة بدلاً من معاقبتها، وأشار إلى أن تبني التقنيات الرقمية عبر جميع نقاط الاتصال في رحلات السفر سيكون أمراً بالغ الأهمية لسد الفجوات التكنولوجية في القطاع. وحذر من أن استمرار مشكلة ارتفاع أسعار الوقود ونقص المعروض قد يؤدي إلى ارتقاع تكلفة السفر إلى الضعف خلال العامين المقبلين.
فيما أكدت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة، «أهمية الطيران لنمو قطاع السياحة، ودعت جميع أصحاب المصلحة إلى التعاون لتحسين مستويات الاستدامة في القطاع. وقالت: «تبشّر الإمكانات التكنولوجية والأطر التنظيمية المرتبطة بوقود الطيران المستدام بوضع القطاع على مسار الاستدامة؛ ومع ذلك، يتعين على الحكومات تكثيف جهودها من خلال السياسات الداعمة لحفز النمو حتى عام 2050».
وناقش الخبراء في اليوم الختامي للقمة كفاءة التكلفة والمرونة المالية التي توفّرها أنشطة تأجير الطائرات، وأهمية ذلك لدفع عجلة نمو القطاع مع تزايد الطلب على السفر الجوي عالمياً. وأشار ستيف ريمر، الرئيس التنفيذي لشركة «التافير إل.بي.»، إلى أن الطلبات القوية والقيود المستمرة في توريد الطائرات أتاحت إمكانات مهمة لنمو سوق تأجير الطائرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك