قطاع غزة – الوكالات: استشهد أكثر من مائة فلسطيني أمس في غزة خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية عندما فتح الجنود الإسرائيليين على الحشد المتضور جوعا، في حين أوقع العدوان المتواصل منذ نحو خمسة أشهر أكثر من 30 ألف شهيد في قطاع غزة المهدد بالمجاعة.
وأعلن طبيب في مستشفى الشفاء بمدينة غزة أمس أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على «آلاف المواطنين» الذين هرعوا نحو شاحنات تحمل مساعدات.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة بغزة أن 110 أشخاص استشهدوا وأصيب 760 شخصًا.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الحادث وقع عند دوار النابلسي غربي مدينة غزة بشمال القطاع. وأضاف أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الإصابات التي تصل إلى مجمع الشفاء الطبي نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي شاحنات تحمل العديد من الجثث. وتحققت رويترز من موقع مقطع مصور في دوار النابلسي يظهر عدة رجال بلا حراك، فضلا عن عدد من المصابين.
وأظهر مقطع فيديو آخر أشخاصا ملطخين بالدماء يُنقلون في شاحنة ومسعفون يعالجون الناس على الأرض بالمستشفى وجثثا ملفوفة في الأكفان.
وقال أحد الرجال في مقطع فيديو «لا نريد مثل هذه المساعدات. لا نريد المساعدات والرصاص معا. لقد سقط العديد من الشهداء».
وروى شهود عيان لوكالة فرانس برس أن آلاف الأشخاص سارعوا نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي، غرب المدينة.
روى أحد المصابين لـ«سكاي نيوز عربية» تفاصيل ما حصل بالقصف الإسرائيلي على دوار النابلسي، مؤكدا أنه كان من بين منتظري وصول مساعدات.
وقال المصاب: «تم إخبارنا أن موعد وصول الطحين سيكون في تمام الساعة الرابعة، وأثناء انتظارنا مرت دبابة إسرائيلية فقمنا بالتراجع للخف».
وأضاف: «تراجعنا بشكل كامل نحو منطقة المينا، وعندها بدأت طائرة بالقصف علينا، ما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء».
وفي إشارة إلى الحادث، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي «ليس هناك علم بقصف إسرائيلي في المنطقة».
وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل ما حدث قائلة «إن بعض الحشود اقتربت من الجنود الإسرائيليين ما عرضهم للخطر فردوا بإطلاق النار».
وأضافت: «وقع الحادث بالقرب من الطريق الإنساني الذي تقوم قواتنا بتأمينه حيث ونتيجة التجمع العنيف وحادث الدهس اقترب جزء من الحشود نحو قوة عسكرية كانت تهم بالسماح لنقل المساعدات، لقد اقترب الحشود بطريقة شكلت خطرا على القوات التي ردت بإطلاق نار».
وحذرت حركة حماس في بيان لها من أن الحادث قد يؤدي إلى فشل المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة وإطلاق سراح الرهائن.
وأكدت الحركة أن المجزرة ما هي إلا جريمة في إطار حرب التجويع التي يخضوها الاحتلال بتواطؤ أمريكي بهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وقال مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ندين المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم (الخميس) بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أبناء شعبنا».
واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، أن «استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمةً مشينةً، وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه».
وكتب مارتن جريفيث منسق الإغاثة بالأمم المتحدة في منشور على منصة إكس «حتى بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الأعمال القتالية الوحشية، لا تزال غزة لديها القدرة على صدمتنا. مصدوم من التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة المئات في أثناء نقل إمدادات المساعدات غربي مدينة غزة اليوم».
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس إن الولايات المتحدة تتحقق من تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على أشخاص ينتظرون مساعدات غذائية في غزة، وإنه يعتقد أن الحادث الدموي سيعقد المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.
وأضاف بايدن للصحفيين «أعلم أن ذلك سيحدث». وتابع أن وقف إطلاق النار المؤقت ربما لن يحدث بحلول يوم الاثنين، كما توقع في وقت سابق، لكنه متفائل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك