قطاع غزة – الوكالات: استشهد أكثر من 30 ألف شخص في غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع قبل أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس، في وقت يواجه سكان القطاع وضعا إنسانيا مأسويا وخطر المجاعة مع استمرار المباحثات بشأن هدنة محتملة.
ويتزايد القلق الدولي بسبب الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في القطاع منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس أن حصيلة هذا العدوان، تخطت 30 ألفا معظمهم من المدنيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنّ «عدد الشهداء تجاوز الـ 30 ألفاً» بعدما وصل إلى المستشفيات ليل الأربعاء «79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ».
وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبا» تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله.
وأعلن أشرف القدرة أمس «استشهاد طفلين في مجمع الشفاء الطبي نتيجة الجفاف وسوء التغذية»، مطالبا «المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة».
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا ولا تكفي حاجات السكان.
ولم تتمكن أي قافلة من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 23 يناير، بحسب الأمم المتحدة التي تندد بالعرقلة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
ودعت الولايات المتّحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في هذا العدوان، إسرائيل إلى فتح المزيد من المعابر لإيصال المساعدات.
وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامنثا باور خلال زيارة لمعبر كرم أبو سالم بين قطاع غزة وإسرائيل «إننا نتحدّث مع المسؤولين الإسرائيليين حول ضرورة فتح مزيد من المعابر ومزيد من الممرّات إلى غزة حتى تتسنّى زيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بشكل كبير. هذه مسألة حياة أو موت».
وتدخل غالبية المساعدات إلى القطاع برّا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضع للتفتيش من قبل إسرائيل.
ومنذ أسابيع، تلوّح إسرائيل بشنّ عملية برية في رفح التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.
وفي مؤشر إضافي على الصعوبات في رفح التي باتت مكتظة بالسكان وتنتشر فيها المخيمات العشوائية لإيواء النازحين، نزل العشرات إلى الشوارع احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفق ما أظهرت أشرطة فيديو لفرانس برس. وقام المحتجون بإحراق الإطارات وما توافر من مواد للتعبير عن غضبهم.
في الأثناء، تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 مارس، تتيح الإفراج عن رهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وفي موسكو بدأت وفود تمثل معظم الفصائل الفلسطينية أمس اجتماعاً بدعوة من الحكومة الروسية بهدف تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من موسكو لتلفزيون قطر الرسمي، إنّ «الهدف المركزي الأول هو طبعاً كيفية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك