العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التَّلاعب والتضليل اللُّغَويِّ فِي الخطَاب السِّياسيِّ الصَّهْيونيِّ

بقلم: د. يَاسِر أَحمَد جُمعَة {

الجمعة ٠١ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

فِي‭ ‬سَاحَة‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ،‭ ‬تَرقُص‭ ‬الكلمات‭ ‬بِبراعة‭ ‬لِتبنِّي‭ ‬لَوحَة‭ ‬فَنيَّة‭ ‬تَستهْوِي‭ ‬الانْتباه‭ ‬وتشكِّل‭ ‬الرَّأْي‭ ‬اَلْعام،‭ ‬حَيْث‭ ‬يَستخْدِم‭ ‬السِّياسيُّون‭ ‬اَللغَة‭ ‬لِتحْقِيق‭ ‬أهْدافهم‭ ‬السِّياسيَّة‭. ‬وَيعَد‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويُّ‭ ‬فِي‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ،‭ ‬اَلذِي‭ ‬يُشير‭ ‬إِلى‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬اَللغَة‭ ‬بِشَكل‭ ‬دقيق‭ ‬ومتعَمَّد‭ ‬ومحْسوب‭ ‬لِخَلق‭ ‬شِعَار‭ ‬سِياسيٍّ‭ ‬كَآلِية‭ ‬مُهمَّة‭ ‬يُعتَمَد‭ ‬عليْهَا‭ ‬السِّياسيُّون‭ ‬لِتوْجِيه‭ ‬الرَّأْي‭ ‬اَلْعام‭ ‬وتشْكيله،‭ ‬إِلى‭ ‬جَانِب‭ ‬المؤْتمرات‭ ‬والْبيانات‭ ‬الصَّحفيَّة‭ ‬والتَّلْميحات‭ ‬اللُّغويَّة‭. ‬ويسْتَند‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويُّ‭ ‬على‭ ‬مَجمُوعة‭ ‬مِن‭ ‬الاسْتراتيجيَّات‭ ‬اللُّغويَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَعتَمِد‭ ‬على‭ ‬فَهْم‭ ‬عميق‭ ‬لِلنَّفْس‭ ‬البشريَّة‭ ‬وَكيفِية‭ ‬اِسْتجابتهَا‭ ‬لِلُّغة‭. ‬تَشمَل‭ ‬هَذِه‭ ‬الاسْتراتيجيَّات،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثَال‭ ‬لَا‭ ‬الحصْر،‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬كلمات‭ ‬إِيجابيَّة‭ ‬لِوَصف‭ ‬سِياسة‭ ‬أو‭ ‬شَخْص‭ ‬مُعيَّن،‭ ‬أو‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬كلمات‭ ‬سَلبِية‭ ‬لِتشْوِيه‭ ‬صُورَة‭ ‬خَصْم‭ ‬سِياسيٍّ،‭ ‬وَتغيِير‭ ‬مَعانِي‭ ‬المفاهيم‭ ‬أو‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬مَفاهِيم‭ ‬مُلتبسَة‭ ‬لِإظْهَار‭ ‬سِياسَات‭ ‬أو‭ ‬قرارَات‭ ‬بِشَكل‭ ‬أَكثَر‭ ‬جَاذبِية‭ ‬أو‭ ‬قبولا،‭ ‬واسْتخْدام‭ ‬اَلهُجوم‭ ‬اَلشخْصِي‭ ‬بدلا‭ ‬مِن‭ ‬الحوَار‭ ‬الفعَّال،‭ ‬بِهَدف‭ ‬تَشوِيه‭ ‬سُمعَة‭ ‬الخصْم‭ ‬السِّياسيِّ،‭ ‬وَتوجِيه‭ ‬اللَّوْم‭ ‬لِلْآخرين‭ ‬أو‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬لُغَة‭ ‬تَفتَح‭ ‬المجَال‭ ‬لِتفْسيرات‭ ‬مُعَينَة،‭ ‬وإثارة‭ ‬المخاوف‭ ‬أو‭ ‬القلق‭ ‬بِشَكل‭ ‬مُبَالَغ‭ ‬فِيه‭ ‬لِتحْقِيق‭ ‬دَعْم‭ ‬لِسياسات‭ ‬مُعَينَة،‭ ‬واسْتخْدام‭ ‬الإفْراط‭ ‬أو‭ ‬التَّضْخيم‭ ‬لِتكْبِير‭ ‬حَجْم‭ ‬القضايَا‭ ‬لِخَلق‭ ‬تَأثِير‭ ‬أَكبَر‭ ‬على‭ ‬المتلقِّي‭ ‬وَسلُوكه‭.‬

يُعَد‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬مِن‭ ‬أَشهُر‭ ‬الكيانات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المزاعم‭ ‬غَيْر‭ ‬الحقيقيَّة‭ ‬عَبْر‭ ‬تاريخهَا‭ ‬الدَّمَويِّ‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسْطينيَّة،‭ ‬لِأنَّ‭ ‬خِطابه‭ ‬السِّياسيَّ‭ ‬وآلته‭ ‬الدِّعائيَّة‭ ‬قَائِمة‭ ‬على‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ،‭ ‬وَذلِك‭ ‬مَا‭ ‬صَنعَه‭ ‬بِالْفِعْل‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬شِعارَات‭ ‬وعبارات‭ ‬لُغَويَّة‭ ‬رَنَّانة‭ ‬تمَّ‭ ‬التَّرْويج‭ ‬لَهَا‭ ‬لخَلْق‭ ‬التَّعاطف‭ ‬معه‭ ‬ومنْح‭ ‬جَيشِه‭ ‬اَلوحْشِي‭ ‬الغاشم‭ ‬اَلمُبرر‭ ‬بِقَصف‭ ‬غَزَّة‭ ‬والْفلسْطينيِّين‭ ‬العزْل‭ ‬ومُسْتشْفياتهَا‭ ‬ومرافقهَا‭ ‬العامَّة‭ ‬بَعْد‭ ‬عَمَليَّة‭ ‬طُوفان‭ ‬الأقْصى‭ ‬فِي‭ ‬7‭ ‬أُكتُوبَر‭ ‬الماضي‭. ‬والْمتتبِّع‭ ‬لِسياسة‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬سَوْف‭ ‬يَجِد‭ ‬عَبْر‭ ‬تاريخه‭ ‬خُلقُه‭ ‬لِمبرِّرات‭ ‬وَاهِية‭ ‬لِتنْفِيذ‭ ‬اَلعُنف،‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬صِياغَته‭ ‬لِعبارات‭ ‬لُغَويَّة،‭ ‬نَعرِض‭ ‬بَعْض‭ ‬مِنهَا‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬هذَا‭ ‬المنْبر‭ ‬الإعْلاميِّ‭ ‬العرَبيِّ‭ ‬اَلذِي‭ ‬يَنبِض‭ ‬بِعروبته‭ ‬وَحُبه‭ ‬لِفلسْطين‭ ‬المحْتلَّة‭.‬

لَقد‭ ‬اِسْتطَاع‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ،‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬تَوظِيف‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬فِي‭ ‬خِطابه‭ ‬السِّياسيِّ،‭ ‬أن‭ ‬يُلْبَسَ‭ ‬الأكاذيب‭ ‬ثَوْب‭ ‬الحقائق‭ ‬لِكيْ‭ ‬يَخلُق‭ ‬مَجمُوعة‭ ‬مِن‭ ‬الحكايات‭ ‬غَيْر‭ ‬الحقيقيَّة‭ ‬وتبنِّيهَا‭ ‬عَالمِيا‭. ‬فِعْل‭ ‬سبيل‭ ‬المثَال‭ ‬يَستخْدِم‭ ‬هذَا‭ ‬الكيَان‭ ‬الغاشم‭ ‬عِبارة‭ ‬‮«‬إِسْرائيل‭ ‬هِي‭ ‬الدَّوْلة‭ ‬الدِّيمقْراطيَّة‭ ‬الوحيدة‭ ‬فِي‭ ‬الشَّرْق‭ ‬اَلْأَوسط‮»‬‭. ‬وبالنَّظر‭ ‬لِمَا‭ ‬كان‭ ‬يَحدُث‭ ‬قَبْل‭ ‬وبعْد‭ ‬عَمَليَّة‭ ‬طُوفان‭ ‬الأقْصى،‭ ‬يَتضِح‭ ‬جليًّا‭ ‬أنَّ‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيَّ‭ ‬سِجْن‭ ‬ذُو‭ ‬أَبوَاب‭ ‬مَفتُوحة،‭ ‬حَيْث‭ ‬تُوجَد‭ ‬بوَّابَات‭ ‬مُرُور‭ ‬وحواجز‭ ‬حَديدِية‭ ‬تُعيق‭ ‬حَركَة‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬فِي‭ ‬مِنطَقة‭ ‬الضَّفَّة‭ ‬الغرْبيَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَخضَع‭ ‬لِسيْطَرة‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ،‭ ‬أَمَّا‭ ‬قِطَاع‭ ‬غَزَّة‭ ‬فَهُو‭ ‬مُحَاصَر‭ ‬مُحَاصرَة‭ ‬شَامِلة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصْعدة‭ ‬مِن‭ ‬قِبل‭ ‬جَيْش‭ ‬الاحْتلال‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬اَلقمْعِي‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذَلِك،‭ ‬اِتخذَت‭ ‬جامعَات‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬إِجْراءات‭ ‬تأْديبيَّة‭ ‬قَاسِية‭ ‬ضِدَّ‭ ‬الطُّلَّاب‭ ‬الفلسْطينيِّين،‭ ‬وفصْل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وإيقَاف‭ ‬واعْتقال‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬مِن‭ ‬الموظَّفين‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬فِي‭ ‬قِطاعَات‭ ‬مُختلفَة،‭ ‬بِنَاء‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬منْشورات‭ ‬نَشرَت‭ ‬على‭ ‬حِساباتهم‭ ‬الشَّخْصيَّة‭ ‬على‭ ‬وَسائِل‭ ‬التَّواصل‭ ‬الاجْتماعيِّ‭.‬

بِالْإضافة‭ ‬إِلى‭ ‬ذَلِك،‭ ‬يَقُوم‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬المسْتبدُّ‭ ‬بِقَمع‭ ‬كُلِّ‭ ‬من‭ ‬يُحَاوِل‭ ‬كَشْف‭ ‬حَقائِق‭ ‬أفْعاله‭ ‬الوحْشيَّة‭ ‬والْمدافعين‭ ‬عن‭ ‬قَضيَّة‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة‭ ‬دَاخِل‭ ‬كِيانه‭ ‬غَيْر‭ ‬اَلشرْعِي،‭ ‬فَعلَى‭ ‬سبيل‭ ‬المثَال‭ ‬لَا‭ ‬الحصْر،‭ ‬تَعرَّض‭ ‬طَالِب‭ ‬الماجسْتير‭ ‬تَيدِي‭ ‬كاتْز،‭ ‬اَلذِي‭ ‬وَثَّق‭ ‬فِي‭ ‬أُطْروحته‭ ‬مَذْبَحة‭ ‬الطَّنْطورة،‭ ‬لِمحاكمة‭ ‬قَضائِية،‭ ‬وسحبتْ‭ ‬رِسالَته‭ ‬مِن‭ ‬الجامعة‭ ‬وتمَّ‭ ‬الضَّغْط‭ ‬عليْه‭ ‬لِلتَّوْقيع‭ ‬على‭ ‬خِطَاب‭ ‬تَراجُع‭ ‬يُفيد‭ ‬بِأنَّ‭ ‬المذْبحة‭ ‬لَم‭ ‬تَحدُث‭. ‬كمَا‭ ‬طَردَت‭ ‬جَامِعة‭ ‬حِيفَا‭ ‬الدُّكْتور‭ ‬إِيلَان‭ ‬بَابِيه،‭ ‬لِموْقِفه‭ ‬التَّاريخيِّ‭ ‬ضِدَّ‭ ‬جَرائِم‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭.‬

وَتعَد‭ ‬عِبارة‭ ‬‮«‬أَرْض‭ ‬بِلَا‭ ‬شَعْب‮»‬‭ ‬وَاحِدة‭ ‬مِن‭ ‬أَبرَز‭ ‬أَمثِلة‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬فِي‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬اَلتِي‭ ‬اِسْتخْدمتْ‭ ‬مع‭ ‬بِدايَات‭ ‬التَّمْهيد‭ ‬لِلانْتشار‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين،‭ ‬حَيْث‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬يُشكِّلون‭ ‬90%‭ ‬مِن‭ ‬سُكَّان‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬بيْنمَا‭ ‬اليهود‭ ‬نِسْبَة‭ ‬10%‭ ‬فقط،‭ ‬فَلقَد‭ ‬جاء‭ ‬فِي‭ ‬تَقارِير‭ ‬اللِّجَان‭ ‬البريطانيَّة‭ ‬عام‭ ‬1915،‭ ‬على‭ ‬ذِكْر‭ ‬اللُّورْد‭ ‬كَرزُون‭ ‬وزير‭ ‬الخارجيَّة‭ ‬البريطانيِّ‭ ‬آنذاك،‭ ‬بِحَسب‭ ‬مَا‭ ‬ورد‭ ‬فِي‭ ‬كِتَاب‭ ‬‮«‬فِلسْطِين‭ ‬فِي‭ ‬التَّقارير‭ ‬البريطانيَّة‭ ‬1919‭-‬1947‮»‬‭ ‬أنَّ‭: ‬‮«‬هُنَا‭ ‬بلد‭ ‬بِه‭ ‬580‭ ‬أَلْف‭ ‬عربيًّا‭ ‬ومَا‭ ‬بَيْن‭ ‬30‭ ‬أَلْف‭ ‬يَهودِيا‭ ‬لَيسُوا‭ ‬جميعًا‭ ‬صَهايِنة،‭ ‬لِذَلك‭ ‬نَحْن‭ ‬نَشرَع‭ ‬وَضْع‭ ‬وَثِيقَة‭ ‬تُمثِّل‭ ‬دُسْتُورا‭ ‬مُعْلِنا‭ ‬لِدوْلة‭ ‬يَهودِية‭ ‬لَا‭ ‬يَسمَح‭ ‬حَتَّى‭ ‬لِلْعرب‭ ‬المساكين‭ ‬فِيهَا‭ ‬أن‭ ‬يَنظُروا‭ ‬مِن‭ ‬ثُقْب‭ ‬المفْتاح‮»‬،‭ ‬وَفِي‭ ‬هَذِه‭ ‬التَّصْريحات‭ ‬اِعْترافات‭ ‬صَرِيحَة‭ ‬بِوجود‭ ‬سُكَّان‭ ‬عرب‭ ‬وَقلَّة‭ ‬أَعدَاد‭ ‬اليهود‭. ‬وَجَاء‭ ‬أيْضًا‭ ‬فِي‭ ‬تَقرِير‭ ‬لَجنَة‭ ‬كِنْج‭ - ‬كِراين‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬أنَّ‭ ‬سُكَّان‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬غَيْر‭ ‬اليهود‭ ‬يمثلون‭ ‬80%،‭ ‬وأنَّ‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬يَقطُنها‭ ‬شَعْب‭ ‬عريق‭ ‬يَتَكوَّن‭ ‬مِن‭ ‬مُسْلمِين‭ ‬ومسيحيِّين‭. ‬وبعْد‭ ‬سَيطرَة‭ ‬بِريطانْيَا‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬فِلسْطِين،‭ ‬أَجرَى‭ ‬البريطانيُّون‭ ‬أَوَّل‭ ‬إِحصَاء‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬بِتارِيخ‭ ‬31‭ ‬دِيسمْبر‭ ‬1922،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬السُّكَّان‭ ‬فِيه‭: ‬752‭.‬048‭ ‬نَسمَة،‭ ‬مِنْهم‭ ‬589‭.‬1777‭ ‬مُسْلِم،‭ ‬83‭.‬790‭ ‬يَهودِي،‭ ‬71‭.‬464‭ ‬مَسيحِي،‭ ‬7‭.‬917‭ ‬مِن‭ ‬طَوائِف‭ ‬أُخرَى،‭ ‬وَهذَا‭ ‬الإحْصاء‭ ‬يُؤكِّد‭ ‬بُطْلان‭ ‬الادِّعاء‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬أنَّ‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬أَرْض‭ ‬فَارِغة‭ ‬غَيْر‭ ‬مَأهُولة‭ ‬بِالسُّكَّان‭.. ‬‮«‬أَرْض‭ ‬بِلَا‭ ‬شَعْب‮»‬‭.‬

وَمِن‭ ‬بَيْن‭ ‬أَمثِلة‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬أيْضًا‭ ‬فِي‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ‭ ‬الصَّهْيونيِّ،‭ ‬بَعْد‭ ‬طُوفان‭ ‬الأقْصى،‭ ‬رَفْع‭ ‬وتبنِّي‭ ‬شِعَار‭ ‬‮«‬إِسْرائيل‭ ‬لَهَا‭ ‬حقُّ‭ ‬الدِّفَاع‭ ‬عن‭ ‬نفْسهَا‮»‬،‭ ‬المذْكور‭ ‬فِي‭ ‬قَامُوس‭ ‬اَللغَة‭ ‬العالميَّة‭ ‬الإسْرائيليِّ‭ ‬اَلذِي‭ ‬تمَّ‭ ‬إِعْداده‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬لِدَعم‭ ‬الخطَاب‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬السِّياسيِّ‭ ‬والْإعْلاميِّ‭ ‬بِهَدف‭ ‬التَّرْويج‭ ‬لِقبول‭ ‬السَّرْديَّة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬الكاذبة‭ ‬والْمعْلومات‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬المضلِّلة‭ ‬فِي‭ ‬جميع‭ ‬أَرجَاء‭ ‬العالم‭.‬

والْجدير‭ ‬بِالذِّكْر،‭ ‬أنَّ‭ ‬هذَا‭ ‬القاموس،‭ ‬اَلذِي‭ ‬يَحتَوِي‭ ‬على‭ ‬18‭ ‬فَصْلا‭ ‬ويمْتدُّ‭ ‬على‭ ‬مدًى‭ ‬114‭ ‬صَفحَة،‭ ‬يَعُد‭ ‬دليلًا‭ ‬مُتكاملًا،‭ ‬يَشمَل‭ ‬مُصْطلحات‭ ‬مُختارَة‭ ‬بِدقَّة،‭ ‬يَهدِف‭ ‬إِلى‭ ‬مُسَاعدَة‭ ‬قِيادَات‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬تَحرِيف‭ ‬الحقائق‭ ‬والتَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬بِالسَّرْد‭ ‬الحقيقيِّ‭ ‬وصياغة‭ ‬اَلحُجج‭ ‬والْمعْلومات‭ ‬المتعلِّقة‭ ‬بِكلِّ‭ ‬القضايَا‭ ‬اَلتِي‭ ‬تمسُّ‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيَّ‭ ‬بِهَدف‭ ‬التَّلاعب‭ ‬بِأفْكَار‭ ‬العالم‭ ‬ومشاعره‭ ‬نَحْو‭ ‬قَبُول‭ ‬السَّرْديَّة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭.‬

إِنَّ‭ ‬التَّلاعب‭ ‬اللُّغَويَّ‭ ‬فِي‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬لَا‭ ‬يَقتَصِر‭ ‬على‭ ‬اِسْتخْدام‭ ‬كلمات‭ ‬مُضَللَة‭ ‬فحسْب،‭ ‬بل‭ ‬يَشمَل‭ ‬أيْضًا‭ ‬اِسْتراتيجيَّات‭ ‬مَحسُوبة‭ ‬لِتشْكِيل‭ ‬الرَّأْي‭ ‬اَلْعام‭ ‬وتوْجيهه‭ ‬فِي‭ ‬اِتِّجاهات‭ ‬مُعَينَة‭ ‬لِتبْرِير‭ ‬أفْعاله‭ ‬العدْوانيَّة‭ ‬وَتحقِيق‭ ‬أهْدافه‭ ‬السِّياسيَّة‭ ‬على‭ ‬حِسَاب‭ ‬الحقيقة‭ ‬والْعدالة‭. ‬وَمِن‭ ‬خِلَال‭ ‬تَحلِيل‭ ‬هذَا‭ ‬النَّوْع‭ ‬مِن‭ ‬الخطَاب،‭ ‬نَستطِيع‭ ‬رُؤيَة‭ ‬كَيْف‭ ‬يَبنِي‭ ‬ويشكِّل‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيُّ‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬الدَّعاية‭ ‬السِّياسيَّة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬لِخدْمة‭ ‬أجنْدتهَا‭. ‬لِذَلك،‭ ‬أَدعُو‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬هذَا‭ ‬المنْبر‭ ‬الإعْلاميِّ‭ ‬العروبيِّ‭ ‬اَلقَوِي‭ ‬والْمؤثِّر‭ ‬إِلى‭ ‬أَهَميَّة‭ ‬تَوعِية‭ ‬الرَّأْي‭ ‬اَلْعام‭ ‬بالتَّلاعب‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬فِي‭ ‬الخطَاب‭ ‬السِّياسيِّ‭ ‬الصَّهْيونيِّ،‭ ‬وَضَرورَة‭ ‬التَّفْكير‭ ‬اَلنقْدِي‭ ‬فِي‭ ‬المعْلومات‭ ‬اَلتِي‭ ‬يُقَدمهَا‭. ‬

فِي‭ ‬هذَا‭ ‬السِّيَاق،‭ ‬يَتَعيَّن‭ ‬على‭ ‬المجْتمع‭ ‬اَلدوْلِي‭ ‬أن‭ ‬يَكُون‭ ‬حذرًا‭ ‬ويتحَلَّى‭ ‬بِالْوَعْي‭ ‬تُجَاه‭ ‬الاسْتخْدام‭ ‬اَلسلْبِي‭ ‬لِلُّغة‭ ‬فِي‭ ‬سِياقَات‭ ‬الدَّعاية‭ ‬والْإعْلام‭ ‬الصَّهْيونيَّة،‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَكُون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬فَهْم‭ ‬السِّياقات‭ ‬وَرَاء‭ ‬الكلمات‭ ‬ومواجهة‭ ‬التَّضْليل‭ ‬اللُّغَويِّ‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭. ‬حِفْظ‭ ‬اَللَّه‭ ‬وَكلَأ‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬وجميع‭ ‬البلْدان‭ ‬العربيَّة‭ ‬مِن‭ ‬عبث‭ ‬العابثين،‭ ‬وكيْد‭ ‬الكائدين،‭ ‬وعدْوَان‭ ‬المعْتدين‭.‬

{ أستاذ‭ ‬اللغويات‭ ‬المشارك

زميل‭ ‬أكاديمية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬البريطانية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا