الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البشت والغترة.. وقراء رمضان
منذ فترة لاحظت أن معظم -إن لم يكن جميع -أئمة المساجد والجوامع في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يرتدون «البشت» خلال الصلوات الخمس، وخطبة وصلاة الجمعة والعيدين، وحينما سألت عن السبب؟ قيل لي: إن هناك توجيهات من الوزارة المختصة بإلزام الأئمة لبس «البشت»، احتراما وتوقيرا لدور العبادة، وتعزيزا لثقافة وطنية أصيلة.. وإن الوزارة هي من يوفر «البشت» من ميزانيتها.
وبالأمس القريب، تابعنا قرار وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بإلزام أئمة المساجد والجوامع لبس «البشت» في الصلاة والعيدين، امتثالا للأمر الصادر بإلزام عدد من العاملين في السلك الحكومي، كالوزراء ونوابهم والوكلاء، والقضاة، والمحامين، بضرورة ارتداء «البشت»، واحترام هذا البروتوكول، انطلاقاً من اتباع الهوية الوطنية السعودية، التي تضع الـ«بشت» نبراساً وشعاراً وموروثاً خالصاً لها.
صحيح أن لبس «البشت» ليس شرطا لقبول الصلاة، ولكنه أمر «مستحب»، خاصة إذا كان من ثقافة البلاد.. ولدينا مواقف كثيرة في بلادنا أن ترى إمام المسجد يصلى بالناس «حاسر» دون «غترة»، بل رأينا بعض المؤذنين من يقوم بالأذان وهو يرتدي «البدلة الرياضية»..!! وهذا أمر «غير ملائم» لسمت المسجد والصلاة، والإمام والمؤذن معا.
على أن «الجدل» الحاصل اليوم في بلادنا، ليس في لبس «البشت والغترة» فحسب، ولكن في السماح بتشغيل مكبّرات الصوت الخارجية في المساجد خلال إقامة صلاة التراويح بشهر رمضان المبارك، أسوة بمناسبة دينية أخرى في البلاد، بجانب التركيز على القراء والأئمة البحرينيين كأولوية خلال شهر رمضان، بدلا من استضافة قراء وأئمة من الخارج.هذا الأمر فتح بابا كبيرا من الاستفهام والتباين في وجهات النظر، وفي تفسير وتحليل «التوجه»، وربما في «إسقاطات» نقدية أخرى، وأهمية أن تكون هناك «عدالة» دائمة ومستمرة، في جميع المناسبات الدينية، وفي كل دور العبادة بلا استثناء.
كما أن الأمر فتح باب «المقارنة» بشكل طبيعي وبديهي، بين جعل أولوية «قراءة القرآن والصلاة» في رمضان للبحرينيين، مع فعاليات وأنشطة وبرامج غير دينية، لا يذكر فيها ولا يتم الإشارة خلالها إلى «أولوية البحرينيين»، سواء كانت فنية أو رياضية أو فندقية وغيرها.. الأمر الذي يجعل موضوع «الأولوية» هنا ضعيفا جدا أمام قناعة الناس.
لا أحد يقف ضد «أولوية» البحريني في كل المواقع والوظائف، والمهام والمسؤوليات، وكان حريا بالجهات المختصة التي أسند إليها تنفيذ «التوجه»، أن تطرح البديل المناسبة، من خلال جعل مسألة الاستضافة للأئمة والقراء من الخارج عبر الجهات الرسمية، بشكل مقنن وقانوني، بالتعاون والتنسيق، والاستمارات والطلب والخدمة الإلكترونية وغيرها، وإلا فإن المنع المطلق مع مبرر «ضعيف»، لا يحقق الهدف المنشود، «المعلن» أو «غير المعلن».. وإذا لم يتم التراجع عنه أو تأجيله.. فنتمنى أن يكون دائما على الجميع طوال العام.
أما فكرة إلزام أئمة المساجد والجوامع لبس «البشت في بلادنا» فقد أبلغني أحد الأئمة أن زيادة المكافأة المخصصة لهم هي الأهم والأولى، ثم يأتي موضوع لبس «البشت» وغيره..!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك