كتبت نوال عباس:
تصوير: محمود بابا
نظمت أمس فعالية لاستعراض دور غرفة التجارة الأوروبية في المنطقة بحضور عدد من رجال الأعمال، وسمير عبدالله ناس رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين حيث أكد العلاقة القوية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وخصوصاً أن الخليج يعدّ تاسع أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة بين المنطقتين 174 مليار يورو في عام 2022. علاوة على ذلك، يعدّ الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، كما أنه مصدر مهم للاستثمار لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار في كلمته خلال الفعالية إلى وجود فرص لزيادة تعزيز التجارة والاستثمار بين أوروبا والبحرين، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، كما أن هناك فرصا للشركات الأوروبية للاستثمار في العديد من القطاعات الواعدة في البحرين مثل التمويل والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الدول الأوروبية بالتنوع والريادة في مختلف الصناعات.
وتوقع ناس أن تسهم غرفة التجارة الأوروبية في تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون الاقتصادي بين البحرين وأوروبا، وخصوصاً أن القطاع الخاص البحريني حريص على إقامة مشاريع تعاونية وشراكات مع نظرائه الأوروبيين.
ولفت رئيس الغرفة إلى أن توسيع التعاون بين البحرين وأوروبا من شأنه أن يسمح للجانبين بتلبية تطلعاتهم المتبادلة وتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي، مؤكداً في هذا الجانب أن غرفة البحرين تلعب دورًا بارزًا في الشراكة مع الحكومة الموقرة لتعزيز التعاون بين البحرين وشركائها التجاريين، وزيادة أنشطة الاستيراد والتصدير. كما بحث سمير عبدالله ناس رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين مع د. توماس يورجينسين الوزير المفوض ورئيس قسم الشؤون التجارية والاقتصادية بمندوبية الاتحاد الأوروبي في الرياض فرص إمكانية إنشاء غرفة تجارة أوروبية في البحرين، مما يشكل دوراً مهماً لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البحرين والاتحاد الأوروبي.
وقد رحب رئيس غرفة البحرين بالمبادرة لكونها تسهم في رفع مستوى التعاون في مختلف المجالات، ولا سيما في مجالات التجارة والصناعة، كما بحث الجانبان فرص التعاون بين غرفة تجارة وصناعة البحرين والغرف التجارية بالاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي حول التنويع الاقتصادي، كإطلاق المساعي التعاونية، مثل تبادل المعرفة، وتسهيل الاستثمار، ونقل التكنولوجيا، بحيث يستطيع كلا الكيانين الاستفادة من نقاط القوة لدى كل منهما لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والازدهار في المنطقة، ولتجسد هذه الشراكة التزامًا مشتركًا بالابتكار والتطوير والتبادلات ذات المنفعة التي تمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا.
هاجس خلق الوظائف
من جانبه يقول النائب الاول لرئيس غرفة وتجارة وصناعة البحرين خالد محمد نجيبي: (لا شك ان وصول الاتحاد الأوروبي يكون أقوى لأصحاب القرار من الغرف المحلية، لأن الدول الأوروبية ملزمة بالقوانين لتصدر رسميا، لوجود مقر الاتحاد الأوروبي، وبالذات اذا كانت هناك أمور تجارية بين الخليج وأوروبا.. فمثلا هناك قطاعات معينة تفرض ضرائب خاصة وتحالفات معينة، فاذا كانت الأمور تتطلب تغيير وتحسين القوانين، فإن هذه المنصة ستفيد لحل هذه مشاكل، لأن الغرف المحلية وصولها إلى الاتحاد الاوروبي ليس سهلا، وطريقة نموذج العمل الأوروبي تختلف عن الغرف المحلية، فمثلا اذا كان عندنا هاجس في صناعة الالمنيوم ونتعامل مع شركات مختلفة فإن الغرف المحلية لا تستطيع ان تؤثر على صاحب القرار في بلجيكا لأن عندهم نوع الحوار التجاري والسياسي يحتاج إلى تغيير وتشريعات قوانين، لا فتا إلى انه لا يوجد شك في ان التجارة البينية كبيرة لكن على مستوى الخليج نطمح ان تكبر أكثر مما هي عليه). وأضاف: (ان اختيار البحرين لإقامة الغرفة الاوروبية لان بيئة الاعمال في البحرين اسهل في تأسيس المنظمات، بالإضافة الى سهولة الإجراءات والدعم من الحكومة للتأسيس، ونحن كغرفة تجارة صناعة البحرين مستعدون للتعاون معهم شريطة ان يكون الدعم متبادلا)، لافتا إلى ان المنصة مفتوحة لعضوية جميع الشركات الأوروبية والمحلية، وهو نموذج العمل من الاشتراكات المدفوعة ويمكن الاستفادة منها من ناحية استشارية او لتأسيس شركة ودراسة الجدوى، وهدفنا في البحرين ان نستقطب الاستثمارات الأوروبية، لان التجارة البينية امر جيد، ولكن الاستثمار طويل الامد يخلق وظائف وهو هاجسنا.
حل مشكلات الشركات
ويقول كليمنس أوغستينوس هاتش سفيرً جمهورية ألمانيا الاتحادية إن وجود الغرفة الاوروبية سيساعد على حل كثير من المشكلات التي تواجهها الشركات، مشيرا إلى انها ليست مؤسسة سياسية، وتمنى في الخطوة القادمة استقطاب شركات أكبر، لافتا إلى ان حضور عدد كبير من الشركات الكبرى والصغرى الاوروبية في الفعالية امر جيد ويطمح إلى المزيد بنهاية العام، مشيرا إلى ان اختيار مملكة البحرين لإقامة الغرفة الأوروبية سببه أنها بلد سهل في التعامل التجاري والقوانين والإجراءات، لافتا ان حجم التبادل التجاري البيني بين البحرين والاتحاد الأوروبي يصل الى 2.5 بليار، وكألمانيا نحن الثاني في تعاملات البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك