قال مسؤولون: إن أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة وقع تحت الحصار الإسرائيلي أمس، مما ترك المرضى والأطباء عاجزين وسط حالة من الفوضى، وذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات حربية رفح الملاذ الأخير للفلسطينيين في القطاع.
قالت القوات الإسرائيلية الخميس: إنها داهمت المجمع الطبي. وأظهرت لقطات مصورة صراخا وإطلاق نار في ممرات مظلمة بالمستشفى وقت المداهمة التي أثارت قلقا جديدا على مصير مئات المرضى والأطقم الطبية والعديد من الفلسطينيين النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى هربا من القتال.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن خمسة مرضى توفوا في وحدة العناية المركزة بالمستشفى نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف إمدادات الأكسجين.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إنها تحاول الوصول إلى مستشفى ناصر بعد المداهمة الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش: «لا يزال هناك مرضى ومصابون بجروح خطيرة داخل المستشفى». وأضاف: «هناك حاجة ملحة إلى توصيل الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة.. نحاول الوصول لأن الأشخاص الذين ما زالوا في مجمع ناصر الطبي يحتاجون إلى المساعدة».
وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق من الأسبوع الماضي: إن هناك عشرة آلاف شخص يحتمون بالمستشفى، لكن الكثير منهم غادروا خوفا من أن تكون المداهمة الإسرائيلية وشيكة.
وقالت سلطات الصحة في غزة: إن إسرائيل أجبرت عشرات الموظفين والمرضى والنازحين وعائلات أفراد الطواقم الطبية الذين لجأوا إلى مستشفى ناصر على الخروج. وتوقفت المولدات وانقطعت الكهرباء بشكل كامل عن المجمع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن امرأتين وضعتا مولودين «في ظل ظروف قاهرة، بلا ماء ولا كهرباء ولا تدفئة في ظل هذه الأجواء الباردة».
وقالت الوزارة إن قوات إسرائيلية داخل مستشفى ناصر أجبرت النساء والأطفال على الذهاب إلى قسم الولادة الذي حولته إلى منطقة عسكرية. ولم يُسمح للنساء باصطحاب أي من متعلقاتهن.
وأفاد شاهد عيان طلب عدم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته، لوكالة فرانس برس: إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار «على أي شخص كان يتحرك داخل المستشفى».
وقام الجيش الإسرائيلي باعتقال عدد من الأشخاص بعد أن اقتحم المجمع الطبي.
ويقول مسؤولون وشهود إن إسرائيل قصفت مدارس وجامعات ومؤسسات حكومية ومساجد في عدوانها على قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، ارتفاع حصيلة الشهداء في العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفا و775 شهيدا و68 ألفا و552 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في منشور، أوردته على حسابها بموقع «فيسبوك» أمس: إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدا و157 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه في «اليوم الـ 133 للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم».
وهناك نحو 1,5 مليون نازح فلسطيني محاصرون في رفح - أي أكثر من نصف سكان غزة - يبحثون عن مأوى في مخيم مؤقت مترام قرب الحدود المصرية مع انخفاض الإمدادات.
وقال النازح محمد ياغي: «صرنا نموت بطريقة بطيئة بسبب قلة الإمكانيات وقلة الأدوية والعلاجات في داخل مدينة رفح».
في الوقت نفسه، يواصل الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر اجتماعاتهم في القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف القتال والإفراج عن الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. لكن لم تصدر سوى مؤشرات محدودة الى إحراز تقدم.
وقال مكتب نتنياهو: إنه لم يتلق «أي اقتراح جديد» من حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي لن يعود إلى المفاوضات حتى تخفف حماس من شروطها.
على صعيد متصل، أعلنت روسيا أمس الجمعة أنها دعت قادة حماس والجهاد الاسلامي وفتح وتنظيمات فلسطينية أخرى إلى محادثات في موسكو يوم 29 فبراير لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس في رسالة صوتية أمس: ان الخسائر بين الرهائن الإسرائيليين كبيرة، وأن من تبقى من الرهائن يعيشون في ظروف صعبة للغاية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك