خلال جلسة عائلية فيها مجموعة من مختلف الأعمار والمستويات الأكاديمية، والخبرات المهنية تم مناقشة موضوع قضية العاطلين بشكل عام بين حملة الشهادة الثانوية العامة التي تعتبر أقل مستوى أكاديمي وبين أرفعها الجامعي أو أصحاب الشهادات العليا التخصصية والذين يعانون في البحث عن الوظيفة، وما هي الحلول التي يمكن أن تنقذهم بشكل مؤقت حتى الحصول على الموقع المناسب للعمل.
جميع العاطلين يعرفون القراءة والكتابة، وبعضهم يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة وبعضهم لحد الأساسيات التي لا تتجاوز ما تعلمه في المدرسة أو من خلال الكلمات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الأفلام السينمائية إلا أنهم يعتبرونها ليست عائقاً كبيراً ويمكن تطويرها عبر دورات مكثفة في أحد المعاهد الكثيرة المنتشرة في جميع أرجاء البلاد إذا ما كان ذلك شرطاً أساسياً للحصول على وظيفة مناسبة.
طرف آخر طرح فكرة العمل في القطاع العقاري وأن هذه المهنة لا تتطلب الكثير من الاشتراطات الأكاديمية أو المهارات الصعبة التي يمكن لأي شخص أن يعمل فيها بعد تدريب بسيط في أحد المكاتب العقارية أو شركات التطوير التي أخذت في الانتشار مؤخراً بشكل كبير وتبحث عمن يشغل وظائفها وفق شروط بسيطة لا تعجيزية، وأن العائد المالي ليس في الراتب المتواضع وإنما في العلاوة التي قد يحصل عليها عند إنجاز أي صفقة بنجاح.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد 12 سنة دراسية هل توجد في المناهج المدرسية مواد تخص العمل في المجال العقاري بشكل مباشر أو غير مباشر، من قريب أو بعيد تهيئ الطلاب أن يكون لهم إلمام ولو بشكل بسيط في العلوم الأخرى التي يدرسونها وتساعدهم في حياتهم الدراسية بالجامعة أو المهنية مستقبلاً، وتجعل من هذا القطاع الحيوي يقبل عليه الطلبة ودراسته التخصصية بعد أن مروا عليه مرور الكرام في مراحلهم المدرسية.
العاملون حالياً في «العــــقـار» يفرض عليهم الدخول في دورات تخصصية في أحد المعاهد المعتمدة في البلاد للحصول على رخصة العمل، وتجدد بعد مدة شرط المشاركة في هذه الدورات الأكاديمية التي يتكفل صاحب العمل بجميع مصاريفها وتكون موحدة لجميع المشاركين دون النظر إلى رتبهم الوظيفية أو مستويات شهاداتهم الاكاديمية مما يجعل ما يتلقونه من معلومات سهلة على البعض وصعبة على الآخر لعدم معرفته المسبقة عنها.
ما المانع من إدخال بعض المعلومات العقارية في المناهج الدراسية في المرحلة الإعدادية أو الثانوية كما أدخلت المعلومات الحديثة التي تخدم مهن المستقبل الحديث في مجال التكنولوجيا والفضاء وعلم التشريح والجينات وغيرها، مع العلم بأن مهنة العقاريين من المهن القديمة والتي يحتاج لها الجميع لشراء مسكن أو استئجار عقار للعمل وحتى للاستثمار في هذا القطاع الذي يمرض ولا يموت كما يعبر عنه حتى أصبحت عوائده المالية هي الأعلى في ظل التنمية الشاملة في كل بلاد العالم.
إعلامي متخصص في العلاقات العامة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك