الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
في ذكرى ميثاق العمل الوطني
كلمة (ميثاق) في المعاجم اللغوية مشتقة من (الثقة)، وهي الالتزام بين الأفراد حول نهج معين في المجتمع، والثقة هنا تأتي قبل القانون والدستور، ذلك أن (الميثاق) هو العقد الاجتماعي ووثيقة العمل الوطني، كما أنه قانون أخلاقي، ورباط طوعي، قائم على ثقة وقبول بين جميع الأطراف.
من هذا المنطلق جاء ميثاق العمل الوطني لمملكة البحرين، عبر رؤية ملكية سامية، وإرادة وطنية حرة، وشهد إجماعا شعبيا بلغ 98.4%، في لحظة تاريخية مفصلية، انطلقت فيه مملكة البحرين نحو المستقبل الزاهر والمسيرة التنموية الشاملة، برؤية عصرية متقدمة.
في هذا اليوم الأغر من ذكرى ميثاق العمل الوطني الثالثة والعشرين، نتشرف بأن نرفع أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظَّم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لميثاق العمل الوطني.
ونود أن نشير هنا إلى ما جاء في ميثاق العمل الوطني، كي نذكر أنفسنا بالقيم والمبادئ التي قام عليها، والجهود التي بذلتها اللجنة العليا، والتصويت الشعبي في الموافقة على الميثاق، والواجب الوطني لحاضرنا ومستقبلنا، والمسؤولية التاريخية تجاه الأجيال القادمة.
فقد تضمن الميثاق فصولا ومواد، وقيما ومبادئ، وقواعد ومرتكزات، جاء في (مقدمته): «شخصية البحرين التاريخية.. حضارة ونهضة»، وتبعه (الفصل الأول) وشمل: أهداف الحكم وأساسه، كفالة الحريات الشخصية والمساواة، حرية العقيدة، حرية التعبير والنشر، نشاط المجتمع المدني، الأسرة أساس المجتمع، العمل واجب وحق، التعليم والثقافة والعلوم.
وفي (الفصل الثاني) تم تأكيد نظام الحكم، وشكل الدولة الدستوري، والشريعة الإسلامية والتشريع، والشعب هو مصدر السلطات جميعا، ومبدأ الفصل بين السلطات، وسيادة القانون واستقلال القضاء، وحق الشعب في المشاركة في الشؤون العامة.
فيما جاء (الفصل الثالث) من الميثاق بعنوان «الأسس الاقـتصادية للمجتمع»، وشمل: مبدأ الحرية الاقتصادية، والملكية الخاصة، والعدالة الاقتصادية والتوازن في العقود، وتنويع النشاط الاقتصادي ومصادر الدخل القومي، والبيئة والحياة الفطرية، الأموال العامة والثروات الطبيعية، العمالة والتدريب.
أما (الفصل الرابع) فقد ركز على الأمن الوطني، و(الفصل الخامس) تناول الحياة النيابية، و(الفصل السادس) أكد العلاقات الخليجية، و(الفصل السابع) أكد العلاقات الخارجية، وتبعها (استشرافات المستقبل)، التي استوجبت بعض التعديلات الدستورية حول اسم الدولة، وعمل السلطة التشريعية.
واليوم في ذكرى ميثاق العمل الوطني نجدد الولاء والعهد لجلالة الملك المعظم، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مواصلة العمل ومضاعفة الإنجاز، ولنؤكد الحرص التام على الوحدة الوطنية، والحفاظ على ما تحقق من منجزات حضارية.
فكل عام ومملكة البحرين في خير ونماء، وتقدم واستقرار، وأمن وأمان، في ظل القيادة الحكيمة والإرادة الوطنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك