قطاع غزة – الوكالات: تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتوفير «ممر آمن» للمدنيين قبل شنّ عملية عسكرية في رفح وسط تحذيرات ومخاوف دولية متزايدة من هجوم على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وأصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح جراء العدوان الإسرائيلي.
وحذّر مصدر قيادي في حركة حماس أمس إسرائيل من أنّ أي عملية عسكرية قد تشنّها على مدينة رفح ستؤدي إلى «نسف مفاوضات» التبادل بين الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
وكانت الحركة حذّرت السبت من كارثة في رفح في حال شنّت إسرائيل عملية برية.
ويحتشد 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع المحاصر، في رفح قرب الحدود مع مصر، وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) قبل أكثر من أربعة أشهر.
وباتت رفح محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة، وخصوصا بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنه أمر الجيش بالتحضير لعملية فيها.
وإلى جانب دول عربية تتقدمها السعودية والأردن وقطر والأردن صدرت مواقف عدة في السياق التحذيري، أبرزها على الصعيد الدولي من الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وأعربت الإمارات عن «قلقها الشديد» إزاء «الانعكاسات الإنسانية الخطيرة» التي قد تتسبّب بها العملية العسكرية.
ودانت منظمة التعاون الإسلامي «محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه».
وفي طهران، دعا الرئيس إبراهيم رئيسي إلى «طرد» إسرائيل من الأمم المتحدة، مؤكداً أنّ «ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة ضدّ الإنسانية».
وحضّت فرنسا إسرائيل على وقف المعارك في قطاع غزة تجنبا لكارثة، مبدية قلقها الشديد بعد الضربات الإسرائيلية على رفح.
وكان مكتب نتانياهو أكد الجمعة أنه أمر الجيش بـ«تقديم خطّة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب» حماس في رفح.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال في خان يونس، يبدو القتال أكثر حدّة. وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دوي انفجارات متواصلة وطائرات تحلّق في سماء المدينة، كما رأوا عدة أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المدينة وضواحيها.
ويأتي ذلك فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن «أضرار في بوابة ومبنى مستشفى الأمل بخان يونس وخروج آخر سيارة إسعاف عن الخدمة جراء استهداف الاحتلال»، مشيراً إلى تواصل «سماع دوي الانفجارات في مدينة رفح وخصوصاً على مدينة خان يونس».
ويتزايد القلق بين المواطنين من شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح.
وتجمّع العشرات في رفح قرب حطام سيارة دمّرها قصف إسرائيلي، وقال السكان إنها كانت تنقل عنصرين من الشرطة.
وقال محمد صيدم لفرانس برس: «لم نعد قادرين. عندنا أطفال، عندنا نساء... قالوا رفح أمان. لا أمان في رفح، عن أي أمان يتحدثون؟ كل مكان يتم ضربه». وأضاف: «نريد للحرب أن تنتهي».
بدورها، قالت فرح محمد (39 عاماً) وهي نازحة مع أطفالها الخمسة من شمال القطاع إلى مخيم يبنى غرب مدينة رفح: «لا أعرف أين نذهب، لا أملك نقوداً للذهاب لوسط القطاع، كما أن الطريق خطير والموت في كلّ مكان».
في سياق متصل، أشار مكتب الإعلام في غزة إلى أنّ «الاحتلال يمنع وصول الشاحنات إلى محافظة شمال غزة»، مؤكداً أنّ الوضع الإنساني هناك «تجاوز المرحلة الكارثية».
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 28176 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر.
وقالت الوزارة إن 112 شخصا استشهدوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما بلغ عدد المصابين منذ بدء الحرب 67784 جريحا.
وأثار التلويح بعملية عسكرية وشيكة في رفح قلق بعض الإسرائيليين من تأثير ذلك على الرهائن الذين مازالوا محتجزين في القطاع.
وقال جيل غوردون لوكالة فرانس برس مساء السبت خلال تظاهرة في تل أبيب: «من الواضح أنّ نتنياهو يطيل أمد الحرب، وليس لديه أيّ فكرة عما سيفعله في اليوم التالي». وأضاف: «إنه يكتفي بقول لا... وليس لديه حلّ آخر غير الحل العسكري».
بدورها، قالت أورلي زينغر (55 عاما): «كيف يمكن التفكير أن تهجير 1,4 مليون شخص من رفح هو أمر منطقي؟ هذا عبثي. لا أعتقد أنه أمر قابل للتحقيق. من المحزن أن نرى الى أي مدى وصلنا».
ونزل إسرائيليون الى شوارع تل أبيب ليل السبت للمطالبة بتأمين الإفراج عن الرهائن واستقالة نتنياهو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك