اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
فنون الاحتيال والنصب الحلال !!
ما إن نشرت وسائل الإعلام خبر تعرض الفنانة شفيقة يوسف لعملية احتيال إلكتروني عبر سحب مبلغ يتجاوز ألف دينار من حسابها البنكي دفعة واحدة رغم عدم تسلمها أو مشاركتها أي شخص رمز التحقق الـ (او تي بي)، حتى فوجئنا بسيل من القصص المشابهة لضحايا تعرضوا لمثل هذه الجريمة وذلك رغم عدم ردهم على أي مكالمات من أرقام احتيالية.
أما المضحك المبكي فهو ما ذكرته لي إحدى صديقاتي من أنها تعرضت لعملية نصب من قبل أحد موظفي البنك الذي تتعامل معه في دولة كندا، حيث تم سحب مبالغ من حسابها بشكل متكرر، الأمر الذي دفعها إلى سحب رصيدها بالكامل وتحويله إلى بنك آخر، وكأن المثل القائل: «حاميها حراميها» يتحقق أمام أعيننا على أرض الواقع.
مؤخرا كشف الدكتور مشعل الذوادي مؤسس حملة «حصن نفسك من الاحتيال الرقمي» عن أن خسائر الاحتيال الإلكتروني في منطقة الخليج العربي تخطت 48 مليار دولار أمريكي، وذلك من خلال أربع طرق مشهورة هي الاستثمار والبريد الإلكتروني والرومانسية والابتزاز الجنسي، مشيرا إلى أن إجمالي مبالغ الاحتيال الإلكتروني التي خرجت من الخليج وصلت إلى نحو 724 مليون دولار سنويا، وأن عدد بلاغات الاحتيال الإلكتروني بلغت 2663 بلاغا مسجلا.
الأمر الذي استوقفت عنده طويلا أنا وكثيرون غيري هو ما أعلنه موظف في أحد البنوك المحلية عن إمكانية تعرض الشخص لعمليات الاحتيال الإلكتروني من دون أن يتسلم رمز التحقق (او تي بي) الخاص به، موضحا أن هذا هو أحدث ما توصلت إليه جرائم النصب والاحتيال، ولا سيما فيما يتصل بالمعاملات المالية والبنكية، وذلك لاستغلال المحتالين بطرق مبتكرة بيانات الشخص المحفوظة بأحد مواقع التجارة الإلكترونية أو التطبيقات واستخدامها ضده عبر التمكن من الدخول إلى حساباته والاستيلاء على جزء أو كل أمواله، لافتا إلى أن البعض قد يتعرض للاحتيال الإلكتروني عن طريق الضغط على روابط مهكرة، وإلي إمكانية استيلاء المحتالين علي أموال الغير كدفعة واحدة أو على عدة دفعات.
ليبقى السؤال المطروح اليوم هو:
كيف أصبح الاحتيال ليس استثناء من فرط تكراره، حتى تحول إلى سمة من سمات العصر الذي نعيشه؟
وهل يمكن أن تصل بنا فنون الاحتيال قريبا إلى ما يطلق عليه «زمن النصب الحلال»؟
وسؤال لكل محتال: أحقا أنت بخير ؟!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك