الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عفوا.. «السيستم» عطلان..!!
حينما كنا في إحدى دورات التدريب في المهارات والإدارة أبلغنا المحاضر أن من أساسيات الإدارة الناجحة وجود خطة بديلة، يطلق عليها خطة (ب)، يتم اللجوء إليها والاستعانة بها، في حال توقف وتعطل الخطة الأساسية، وما يسمى الخطة (أ).
وكشف لنا المحاضر أنه في اليابان والمؤسسات الناجحة والمتميزة ليهم الخطة (أ) و (ب) و(ج) كذلك، أي وجود سيناريوهات لأي احتمالات ومفاجآت في العمل، كل هذا من أجل استمرارية الانتاج، وعدم تأخير مصالح الناس، وكذلك تأكيدا لعنصر التميز.
منذ أيام قرأت خبرا محليا، مفاده موافقة مجلس بلدي الجنوبية بالأغلبية على مخاطبة وزير شؤون البلديات والزراعة لبلدية المنطقة لإمكانية إرسال رسائل نصية (SMS) من قبل البلدية، لإبلاغ المواطنين في حال عدم توافر أكياس القمامة أو تأخر توفيرها.. وقال العضو البلدي «مقدم المقترح» إنه يجب إرسال رسالة نصية لعدم توافر أكياس القمامة، أو تأخر توفيرها، وذلك مراعاة لظروف كبار السن بشكل خاص، والمواطنين العاملين، لصعوبة الاستئذان من العمل لتسلم الأكياس.
وبصراحة كنت أقول متسائلا مستغربا: هل خلصت الأشغال والمهام والمسؤوليات حتى يقترح عضو بلدي مثل هذا المقترح؟ وهل البلدية تغفل عن الموضوع البديهي إلى هذه الدرجة؟ فأين إذا الحديث عن التحول الرقمي والخدمات الالكترونية، ورضا العملاء، وتطوير القطاع البلدي وغيرها..؟؟
حتى فوجئت أن الأمر ذاته قد وقع فعلا في بلدية المحرق، حيث أبلغني أحد المواطنين أنه ذهب إلى مقر البلدية لتسلم أكياس القمامة، بعد أن قطع مشوارا إلى هناك، واستأذن من جهة العمل، فما إن وصل إلى مكتب البلدي، حتى قيل له: «عفوا.. السيستم عطلان..!!».
يقول المواطن: لقد قبلنا على مضض الآلية الجديدة التي قامت بها البلدية في التسليم الشهري للأكياس، وليس كما السابق، حيث يسمح النظام بتسلم أكياس ثلاثة أو ستة شهور مقدما أو مؤخرا.. وقلنا سنوافق على الأمر حتى لا يقال إننا ضد التطوير، على الرغم من أن تعميم قرار على الجميع بسبب ممارسات خاطئة من بعض المواطنين ليس حلا عادلا.. ولكن كما يقال رضينا بالهم والهم ما رضى فينا..!!
موضوع «السيستم عطلان» يجب أن يُمحى من قاموس العمل في الدولة.. هناك دول أعلنت شعار «تصفير الإجراءات البيروقراطية».. فيما بعض قطاعات عندنا تحتضن البيروقراطية وتلتحفها وتتدفأ بها، ولا تقبل بأن تنزعها وتتخلص منها، ربما لأن هناك علاقة خاصة وعشرة عمر، تشابكت مع الزمن.
موضوع البلدية هو مثال واحد فقط.. وأنا متأكد أن بعض القطاعات في بعض مؤسسات الدولة لا تزال ترفع وتطبق شعار «السيستم عطلان».. وحركة التصحيح والتعديل والتطوير فيها بطيئة جدا، ومثل هذا العقليات والمنهجيات يجب أن تحاسب.
الخطة (أ) والخطة (ب) والسيناريوهات البديلة والاحتياطية يجب أن تكون حاضرة على الدوام في كافة مواقع العمل.. ولكن المصيبة لو أنك اكتشفت أن الخطة (أ) لدى بعض الموظفين هي غير صالحة للعمل والانجاز أساسا.. وهم سعداء بهذا الوضع، ويرددون عبارة: الله لا يغير علينا..!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك