الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الدبلوماسية الرياضية .. والهتافات المرفوضة
للرياضة فوائد كبيرة لجسم الإنسان، كما لها غايات نبيلة وأهداف إنسانية في التقارب بين الشعوب.. وفي وزارة الخارجية الأمريكية هناك قسم يسمى «قسم الدبلوماسية الرياضية»، وفيه برامج دبلوماسية عديدة مثل: برنامج المبعوث الرياضي، وبرنامج الزائر الرياضي، والمبادرة الدولية للبرمجة الرياضية، وبرنامج التوجيه الرياضي العالمي، وغيرها من الأنشطة والمشاريع، إيمانا منها بأهمية الرياضة في المجتمع، والتأثير الإيجابي على فكر البشر، والدول أيضا.
وفي مملكة البحرين يتم الاحتفال باليوم الرياضي خلال شهر فبراير من كل عام، ويتم فيه منح العاملين في الوزارات والمؤسسات والهيئات نصف يوم عمل لإفساح المجال أمام العاملين فيها للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي بما يكرس دور الرياضة كثقافة مجتمعية.
النشاط الرياضي كما له فوائد وإيجابيات، فقد شهد كذلك بعض مظاهر غير سليمة يعاقب عليها القانون الرياضي، بسبب خروج بعض ممارسات تتعارض وروح المنافسة، وتقحم قضايا غير حضارية في الرياضة، وتبعدها عن الأهداف النبيلة.. من خلال ارتكاب تصرفات أو ممارسات، أو رفع لافتات، أو إطلاق هتافات، تخالف الأنظمة واللوائح الرياضية، والوطنية كذلك.. الهتافات التي تطلقها بعض الجماهير في مدرجات الملاعب، والبعيدة كل البعد عن الرياضة، تخرج المفهوم الرياضي عن سياقه الأصيل، وقد يكون محلها في أماكن أخرى غير رياضية أصلا.
وبالأمس تابعنا إعلان وزارة الرياضة السعودية حل مجلس إدارة نادي الصفا لعدم التزامه باللوائح والأنظمة الخاصة بالمنافسات الرياضية، حيث تم رصد عدد من التجاوزات التي قامت بها رابطة جمهور نادي الصفا بمخالفة مواد اللائحة الأساسية للأندية الرياضية التي نصت على (الالتزام بالأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة).
وقد قررت وزارة الرياضة السعودية حلّ مجلس إدارة نادي الصفا، وحرمان المخالفين من الانتساب إلى النادي أو أي أندية أخرى، وإحالتهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم.
بالطبع ملاعبنا الرياضية ومدرجاتها لا تخلو من وجود بعض الأصوات والهتافات غير الرياضية، ولربما كان في الحديث عنها والإشارة إليها، ورفضها واستنكارها، نوع من الحرج أو التوجس من إثارة حساسيات معنية، وانجرار الناس نحو قضايا أخرى.. ولكن القانون الرياضي الدولي والمحلي يرفض تلك الهتافات ويعاقب عليها، ولا بد من تثقيف وتوعية الجماهير من تداعيات الاستمرار في تلك الهتافات، وهنا يأتي دور مجالس الإدارات في الأندية، والقائمين على الرابطة والجماهير الرياضية.
اليوم الرياضي لمملكة البحرين الذي سيقام في الخميس 22 فبراير الجاري فرصة سانحة لتصحيح مسار الهتافات الرياضية، وإعادتها إلى جادة الصواب، وجعل الرياضة للبناء الجسماني والفكري، والاستمتاع والتقارب، وليس لأي أمر آخر.. فالنشاط الرياضي من القوة الناعمة في الدول، ومن ضمن أهداف التنمية المستدامة.. لذا لزم التنويه والتصحيح، واحترام القانون واللوائح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك