افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات، أعمال مؤتمر "الإسلام والأخوة الإنسانية"، والذي ينظمه مركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، بالتعاون والشراكة مع وزارة التسامح والتعايش الإماراتية، والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام "PLURIEL" في مقرها بأبوظبي.
ويهدف المؤتمر الذي انطلق أمس الأحد ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، إلى تسليط الضوء على أثر وثيقة الأخوة الإنسانية للعيش المشترك، وذلك تزامنًا مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، ومرور 5 سنوات على توقيع الوثيقة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الرئيسية بالمؤتمر: "بعد خمس سنوات مثمرة، ما زالت وثيقة الأخوة الإنسانية تجسد القوة الأخلاقية التي علينا جميعًا أن نبذلها لمواجهة التحديات العالمية الكبيرة"، مضيفا:" الإسلام دين السلام والتسامح، ونحن المسلمون نقول بكل ثقة وفخر إن التسامح هو السمة المميزة لتراثنا الإسلامي، ونحن نؤمن بقوة أن الانسجام والأخوة الإنسانية يوحدانا مع المسيحيين ومع أتباع الديانات الأخرى، ونشترك معهم في احترام الحياة البشرية وفي الرغبة في السلام والأمان وضرورة احترام بعضنا البعض كبشر".
من ناحيته، أثنى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاردينال "أيوسو"، على المؤتمر، متمنيًا أن يتم تعليم الوثيقة في المدارس كلها في العالم، وأن تطبق مبادئها في شتي أنحاء العالم وأن يتم القضاء على كل ما يمنع تحقيق ذلك.
وقال إن الحوار ومعرفة الآخر هما الطريق مع التعليم لتحقيق الأخوة الإنسانية، كما أنه بالذكاء الإنساني يمكن أن نتخطى التحديات التي يطرحها على الإنسانية الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن الحكمة تقتضي الانفتاح والتحاور لأن الانغلاق لا يؤدي إلا إلى الكراهية، لافتا إلى أن عدم معرفة الآخر هي مشكلة الأمس ومشكلة اليوم وتستمر، إن لم نتعلم كيف نتعرف على الآخر ونعرفه.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن اعتماد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية في 4 فبراير من كل عام، جاء إحياء لذكرى مولد الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تم توقيعها في اليوم نفسه من عام 2019، من قبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عاصمة الأخوة الإنسانية.
وأعرب عن فخره واعتزازه بأن أصبحت وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، مصدر إلهام لكل محبي الخير والتعايش والسلام حول العالم، حيث تبنتها العديد من الدول وقادة وزعماء الأديان، إضافة إلى إدراجها في العديد من برامج التعليم في أعرق الجامعات العالمية، معتبرًا وثيقة الأخوة الإنسانية خطوة نوعية وبناءة في طريق مد الجسور بين أبناء الديانات كلها عبر العالم، داعيًا زعماء الأديان لتأمل نموذج وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل المساهمة في زراعة بذور الثقة والأمل في الله، ومن ثم الأخوة الإنسانية ليخرج عالمنا من آثار هذه المحنة الجماعية.
ويشارك في أعمال المؤتمر مئات المتخصصين من مختلف المؤسسات الأكاديمية المرموقة والقادمين من أكثر من 40 جامعة ومؤسسة بحثية من 4 قارات، و17 دولة مختلفة للمشاركة في 12 ندوة بحثية و5 محاضرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك